محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: المتكوزنة قلوبهم

(1)
كثيرون اجبرتهم ظروفهم ومصالحهم على الوقوف مع الثورة وركب قطارها والتوجه لساحات الاعتصام، دون ان تكون قناعتهم مؤمنة بهذه الثورة المجيدة.
تيار الثورة الجارف اجبر الكثيرين على الوقوف مع الثورة او بأضعف الايمان (السكوت)، دون ان يكون سكوتهم هذا علامة الرضا. خاصة في مجالنا الاعلامي، في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه الوقت المناسب للانقضاض على الثورة والظهور على حقيقتهم وهم يرددون (نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلّا للحبيب الاول).
في بداية الثورة لم يكن في السودان ابن مقنعة قادر على ان يعلن انه ضد الثورة، رغم ان ذلك الامر كان خياراً متاحاً وما كان منهم واحد يستطيع حتى ان ينتقد الثورة – كلهم قالوا عن نظام الانقاذ (بلى وانجلى) وهم كانوا جزءاً اصيلاً منه.
حتى الكيزان استسلموا للأمر الواقع واعترفوا بفساد نظامهم وبتلاعبه بشعارات الاسلام من اجل مكاسبهم الخاصة.
الآن وبعد تراجع تيار الثورة بعض الشيء وظهور الكثير من الاخفاقات واستفحال (المعاناة) ، خرجوا علينا من جديد ليبكوا على عهدهم البائد، وهم يتلاومون ليحدثونا من جديد عن (الدين) ويدعون حرصهم على شعائره وهم اول من خالفوه عندما كانوا في الحكم.
لا يعرفون الاسلام والحريات إلا عندما يكونوا في (المعارضة)، اما عندما يكونوا في الحكم فان الضروريات تجيز لهم المحظورات.
(2)
بعضهم كان يمسك العصا من النصف وتبدو تحليلاته (بين بين)، حتى اذا وجد الشارع يمشي في الهوى الذي يضعف الثورة، ارتفع صوته، واعلن عن رأيه، مستغلاً قبول الشارع لشيء من الانتقادات للثورة.
يبثون سمومهم وهم يدعون (المهنية) وينادون بالحريات، رفضاً لقرارات يمكن ان تكون خاطئة من الحكومة ولكنهم يعظمونها ويدخمونها من اجل مآرب خاصة بهم.
النظام البائد عناصره وكتائبه اذا وجد في نفسه الجرأة للدخول في صراع مع الحكومة الانتقالية يجب ان تحسم الحكومة الانتقالية هذا الامر – فما يحدث منهم في هذا الجانب يعتبر عنتريات وتهديدات وتحديات واضحة، اذا سمحت الحكومة الانتقالية بمرورها او تهاونت وتساهلت في حسمها سوف تقود الثورة المجيدة الى زوال.
هذه اللغة وتلك العنتريات التي يتحدث بها (الفلول) ان لم يقض عليها وهي في مهدها سوف ترمي بالبلاد الى الجحيم.
الكيزان اخر من يتحدث عن الحريات.
واخر كذلك من يتحدث عن الدين.
افطارات (الكيزان) والاعلان عنها بشكل فيه الكثير من التحدي ويكشف عن تجاوزات واضحة لحزب محلول وممنوعة انشطته السياسية بالقانون من قبل سلطة حاكمة وثورة اطاحت بهم الحكم.
لو سمحوا لهم بهذه الممارسات والعنتريات لماذا اذن اطاحوا بهم من الحكم.
الانقاذيون الآن خارج السلطة وخارج القانون بهذه الافعال التي يعلنون عنها والتجاوزات التي يكابروا بها.
نطالب من الفلول ان لا يستغلوا الدين وشعاراته في (مآربهم) تلك لتحقيق اهداف خاصة بهم، فقد كانوا هم اكثر الذين اساءوا للدين واستباحوا قيمه النبيلة وفضائله السمحة.
نرجو ان يكون عندكم الجرأة التي تثوروا فيها لمطامعكم ومفاسدكم بدلاً من التستر بالشهر الفضيل وافطاراته العظيمة.
انتم لا تمثلون (الدين) – الشعب السوداني بكل تياراته ومكوناته احرص على (الاسلام) منكم.
لن نجعلكم حرّاساً للدين الاسلامي وانتم بكل هذا السوء والفساد – لن نقبل للدين الاسلامي بذلك.
(3)
حتى موت الزبير أحمد الحسن رحمة الله عليه والذي لم يمت بالتعذيب ولا مات مسموماً ولا مقتولاً ولا بالاهمال ارادوا ان يستغلوه من اجل استدرار عواطف الناس واللعب على اوتار العاطفة والوجدان.
لم يتحدثوا عن الابادات التي تمت في دارفور وعن اعدام 28 ضابطاً في شهر رمضان.
مرت عليهم مجزرة طلاب العيلفون مرور الكرام–وقتها كانوا لا يعرفون حرمة الدين ولا الحريات.
مجدي وعلي فضل وغيرهم.
وقعت مجزرة فض الاعتصام بتدابيرهم وتخطيطهم ولم يغمض لهم جفن وشباب في مقتبل العمر يموتون في ساعات الاسحار في اخر ايام الشهر الفضيل… وما زلنا بعد مرور عامين على هذه المجزرة في انتظار القصاص لهم. الآن خرجوا يتحدثون عن الحريات والشفافية بسبب وفاة الشيخ الزبير أحمد الحسن رحمة الله عليه.
حتى (الموت) يتاجرون به.
(4)
بغم /
احذروا الخلايا النائمة والتي تدعي انها مع الثورة، انتظاراً للفرصة من اجل الانقضاض على الثورة التي يدعون حمايتها ونصرتها.
لا نخشى على الثورة من (العدو) – نخشى عليها من (الصديق).
من نشأ وتمرغ في نعيم الانقاذ من الصعب ان يكون ضدها.
انهم اصحاب قلوب (متكوزنة).

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى