محمد عبد الماجد يكتب: شيخ الأمين يجيز التطبيع مع الشيطان
(1)
] كل الذي نعرفه عن (الشيوخ) هو الورع والخوف والتواضع والزهد في الدنيا – عرفناهم كذلك سيماهم في وجوههم وليس في ازيائهم او سياراتهم الفخمة.
] يمكن ان تكون شخصاً تحب الحياة وتفتن بزينتها ومباهجها وهي كثيرة تدعو الى الضلال، ويمكن ان تمثل لك انعامها متعة وهدفاً – هذا حق مشروع لك، ولكن دون ان تصحب هذه الاشياء بالدين والمشيخة.
] هذه اشياء لا تجتمع في رجل يدعي انه (شيخ) ، رجل يقول ان من كراماته انه يجعل الاعمى يبصر وهو اعمى البصيرة!!
] يريدون الحياة الدنيا بكل مفاتنها ولا ينسون نصيبهم كاملاً في (الجنة) ، لأنهم رجال دين وأصحاب طريقة، وهم اذا قدموا تبرعاً او دعماً لمرضى السرطان اشترطوا ان تطبع صورهم على ازياء المجموعة التي تقوم بهذا العمل الخيري ، مع نشر ذلك الامر على مواقع التواصل الاجتماعي.
] قطب الهلال صابر الخندقاوي مرة تبرع بسندوتشات سمك في شهر رمضان لجمهور الهلال الذي اجبرته احدى المباريات ان يتابعها من الاستاد وان يكون ذلك في وقت الافطار. اشترط الخندقاوي ان يكتب على الورق الذي يلف فيه سندوتش السمك (مع تحيات الخندقاوي).
] بعد هذا يقول شيخ الامين انه معجب بصابر الخندقاوي وهو بكل هذا الاضمحلال لأنه (قيافة)!!
] الطيور على اشكالها تقع.
(2)
] تابعت احدى حلقات الزميل احمد دندش في برنامج (الصندوق) مع شيخ الامين فوجدت ان نظام الانقاذ افرز لنا مثل هؤلاء الشخوص شيخ الامين في ادعاء (الدين) وحمادة بحري في ادعاء (الفن) ثم انقلبوا على (الانقاذ) وخرجوا عندما تضررت مصالحهم مع نظام الانقاذ ان يظهروا لنا وهم في ثوب (النضال) الوطني.
] هذه الشخصيات اظهرها وافرزها نظام الانقاذ العكر – وهي كانت تقوم بادوار معينة ترسم لها – لعل اخرها ان شيخ الامين قال ان البعض حسده في ان رجلاً مثله يصلح علاقة السودان مع الامارات.
] التحرك من اجل اصلاح العلاقات السودانية الاماراتية لا بد من انه امر جاء من نظام الانقاذ والذي اختلف قادته فيما بينهم وتناحروا من اجل المكاسب والغنائم.
] غازي صلاح الدين اختلف في الفترة الاخيرة مع نظام الانقاذ – لكن هذا لا يعني اخراج غازي صلاح الدين من لوثة الانتماء للانقاذ.
] واختلف مع الانقاذ وابعد علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع ..وحتى صلاح قوش ابعد من منصبه وعاد اليه.
] هذه صراعات داخلية لا تعفي من (الانقاذ).
] نظام الانقاذ بعض الذين اختلفوا معه وهم من اولاد النظام ادخلوا للسجن وبعضهم قتل في حادث سيارة او حادث طائرة – وكل ذلك لا يبرئهم من الانقاذ.
] مسيد شيخ الامين في ام درمان منحه له نظام الانقاذ وهو الذي ارتبط مع بعض قيادات النظام فاذا اختلف معهم شيخ الامين من بعد في مصلحة او تم اغلاق مسيده لتناحرات (شخصية) و(خاصة) ومضاربات بينهم أيعني ذلك ان شيخ الامين (مناضل)؟
] المفارقة ان شيخ الامين في عهد الانقاذ ادعى انه (شيخ) وصاحب طريقة لأن هذه الطريقة هي الامثل له للانتفاع من الانقاذ.
] شيخ الامين بعد الثورة ادعى انه (مناضل)، لأن النضال هو العملة الرابحة بعد سقوط نظام البشير.
(3)
] اصحاب المضامين الفارغة والجوهر الخاوي يدركون ان قيمتهم تبقى في المظهر في الازياء التي يلبسونها وفي السيارة التي يركبونها.
] بعض الناس اكتسبوا مكانتهم من (اموالهم) وليس من (افكارهم) او (اعمالهم) او (علمهم).
] شيخ الامين يدرك ذلك ، يعرف ان قيمته في (مظهره) في ماركة العربة التي يمتلكها او في سعر اللبسة التي يرتديها.
] قال شيخ الامين لاحمد دندش وهو يسأله عن اسرافه وافراطه في هذا المتاع الزائل المتمثل في سياراته المتعددة ولبسه الفاخر … في سقطة منه : هل لو كنت ألبس (عراقي) كان يمكن ان تستضيفني في برنامجك هذا؟
] نعم هو كل قيمته في (لبسته).
] لا يمكن ان يقول الشيخ الراحل محمد احمد حسن مثل هذا الكلام – لأنه يعرف ان عبقريته في (معرفته) وفي علوم الدين والفقه الذي يعرفه.
] لا احد كان ينظر ماذا كان يلبس الشيخ متولى الشعراوي او ما هي ماركة سيارة الشيخ الراحل محمد سيد ان كانت له سيارة من الاساس.
] في تعليله لامتلاكه لهذه السيارات التي قال عنها انه يمتلك (مجموعة) منها نادرة وغريبة قوله ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمتلك (القصواء).
] القصواء تلك (ناقة) ليست مركبة فضائية ولا هي (طائرة)…او سفينة (تيتانك).
] شيخ الامين يقارن سياراته المتعددة بناقة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
] ثم يقول شيخ الامين معللاً : امتلك السيارات الفخمة من هواياتي المفضلة – أنا احب ذلك – لا بد ان تكون مميزاً.
] هذا شيخ يدعي المعرفة ويمتلك السيارات ويتاجر في العقارات والمعادن النفيسة ولا يعرف قوله عز وجل حينما قال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
(4)
] انتهازية شيخ الامين تظهر في حديثه عن (التطبيع) مع اسرائيل وهو يبرر (التطبيع) معها بعد حديثه عن مجموعات سياراته الفخمة وتجارته في العقارات وانغماسه في الحياة ان الشعب السوداني جاع وانه يقف في صفوف البنزين والخبز الآن.
] يشعرون بمعاناة الشعب السوداني فقط عندما يتحدثون عن (التطبيع) مع اسرائيل اما في لبسهم وأملاكهم وإسرافهم على انفسهم لا يشعرون بمعاناة الشعب السوداني.
] الشيء الذي لا يمكن ان يصدر من (شيخ) هو قوله انه على استعداد للتطبيع مع الشيطان.
] ماذا تنتظرون من شخص يرى ان التطبيع مع (الشيطان) مجاز ومباح في سبيل التغلب على المعاناة والابتلاء؟
] هل هناك ابتلاء اعظم من التطبيع مع (الشيطان) او حتى مع اسرائيل؟
] لقد كنا نخجل ونتحسر من التطبيع مع اسرائيل – وجدنا الآن من يجيز التطبيع مع الشيطان.
(5)
] بغم /
] عندما يكون هناك صراع بين الحق والباطل – اعلم ان انصار الباطل قد يكونوا اكثر من انصار الحق وذلك لأن نصرة الحق تحتاج لمشقة وتعب وجهد وقوة وموقف.
صحيفة الانتباهة