تحقيقات وتقارير

الخدمة المدنية .. خطوات في طريق الإصلاح

مشروع مشترك بين وزارتي العمل والإصلاح الإداري وشؤون مجلس الوزراء، لإصلاح الخدمة المدنية على عدة مراحل تمهيداً لتكوين المفوضية القومية لإصلاح الخدمة المدنية باعتبارها أحد التزامات الوثيقة الدستورية .

وأعلنت الوزيرة تيسير النوراني أن شركة (بريس وتر كوبرس) التي رسا عليها العطاء ستنفذ المشروع مطلع مايو المقبل بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على مستوى الدعم الفني واللوجستي، وذلك لإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي بالبلاد.. فما هي المشاكل التي أصابت الخدمة المدنية ؟ وهل الاستعانة بشركة أجنبية سيؤدي إلى إصلاحها؟

 

إقالتهم فوراً
مراقبون أكدوا أن الخطوة مهمة لإصلاح الخدمة المدنية والهيكل الإداري لمؤسسات الدولة على أسس ومعايير دولية، فقد ظلت الخدمة المدنية تعاني من الترهل والتمكين لمنسوبي النظام المباد خلال سنوات حكمهم التي امتدت لـ30 عاماً، مشيرين إلى أن إصلاحها لا يتم في عامين، وقالوا، مستدركين : وجود عناصر النظام البائد في وظائف قيادية ليس من صالح الثورة، لأنهم يعملون على تعطيل القرارات المهمة، وينشطون في إحداث فوضى في المؤسسات، وطالبوا بإقالتهم فوراً .

لكن وزيرة العمل أكدت أن الخدمة المدنية تعرضت لهزة عنيفة خلال الـ30 عاماً الماضية بسبب الترهل الإداري، مشيرة إلى أنه ستتم مراجعة الخلل والفساد والتلاعب في الدرجات الوظيفية وإنهاء التمكين بمؤسسات الدولة عقب تسلمهم توصيات الدراسة، ولفتت إلى أنها لن تستطيع أخذ قرار بخصوص البطالة في الوقت الذي تعكف فيه الدولة على إجراء دراسة الخدمة المدنية، مشيرة إلى تغيير قانون العمل والأجور لمواكبة المعايير الدولية.

 

خطوة ممتازة
محللون انتقدوا الاستعانة بشركة أجنبية في هذا الأمر، مشيرين إلى وجود خبراء سودانيين يكون لهم فوائد عظيمة أولها إعادة الثقة في تلك الخبرات السودانية حتى لو دعا الأمر إلى إحضارهم من الخارج، مشيرين إلى أن كثيرين منهم يعملون في مؤسسات كبيرة ووضعوا خططاً واستراتيجيات ساهمت في نهضة دول كبرى .

لكن آخرين برروا خطوة الاستعانة بشركة (بريس وتر كوبرس) لأنها عملت على إفقار البلاد من الخبراء، وكانت تستعين بالأجنبي وتكون مرهونة له، مشيرين إلى أن هذه الشرطة كبيرة ومعروفة، ورسا عليها العطاء ولم يتم اختيارها بـ(المزاج) .

وزيرة العمل السابقة لينا الشيخ اعتبرت في تصريح لـ(السوداني) أن الاستعانة بشركة (بريس وتر كوبرس) خطوة ممتازة، وتوجد حاجة لشركات عالمية موثوق فيها لمساعدة الخبراء المحليين في إصلاح الخدمة المدنية.

وقالت إن إصلاح الخدمة المدنية يتطلب في الأساس إنشاء المفوضية القومية لإصلاح الخدمة المدنية، مشيرة إلى أنه تم النص عليها بالوثيقة الدستورية، مؤكدة أن إنشاءها سيمكن من إصلاح القوانين.

قالت إن النظام البائد عمل على تدهور الخدمة المدنية، ولا بد من إصلاحها، مشيرة إلى أنه مكن منسوبيه بالوزارة، لذلك تم تكوين لجنة لمراجعة الشهادات أسوة ببقية الوزارات، موضحة أن تدهور التعليم وعدم وجود تدريب وكوادر مؤهلة أدت إلى تدهور الخدمة المدنية.

تدهور وخراب
مدير ديوان شؤون الخدمة المدنية دياب محمد دياب يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن الخدمة المدنية تعاني من التدهور والخراب، بسبب التمكين الذي اتبعته الحكومات السابقة، وقال (لكن الإنقاذ بالغت شديداً في التمكين وقضت على الأخضر واليابس) ، مشيراً إلى أنه في أكتوبر كان الشعار المرفوع هو (التطهير واجب وطني) .

 

دياب أكد أنه لن ينصلح حال المدنية إلا بتحييده، وإلا سندور في نفس النقطة، وقال نريد أن نعيد للخدمة المدنية سيرتها الأولى، مشيراً إلى أنه في العهد البائد يتم تعيين خريجين جدد في وظيفة يفترض الوصول إليها بعد 15-20 عاماً،

وقال “يعينوهوا خريجين في درجة وظيفية عالية و(يجوا يتفرعنوا) حد تعبيره- .
وقال إن عدم الالتزام بأسس وقواعد الخدمة المدنية في الفترة الماضية أوصلها إلى الخراب، وأضاف ” ساعيين لمراجعة كل العاملين في دواوين الحكومة ويكون استيعابهم مستوفياً لمتطلبات الوظيفة “.

وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب رئيس لجنة إزالة التمكين محمد الفكي توعد الذين حصلوا على وظيفة عامة في عهد المباد بشهادات مزورة بالسجن ، وقال سيتم فصل الموظفين الذين حصلوا علي وظيفة عامة بطرق غير رسمية .

وفي السياق تم تكوين لجان بالولايات والوزارات لمراجعة ملفات الموظفين ومراجعة درجاتهم الوظيفية وفحصها، ومراجعة ملفات الدرجات القيادية وتم منح اللجان سلطة الاستعانة بمن تراه مناسباً، وكشفت عن تجاوزات في التعيين والترقي لبعض منسوبي النظام البائد .

وأوضح خبراء لـ(السوداني) أنه في الخدمة المدنية يجب التدقيق في الوصف الوظيفي، ومن هو شاغل الوظيفة ؟ لافتين إلى أن عُمر الموظف مهم لأنه يكشف عن خبراته وتاريخ تعيينه والمؤهل العلمي.

   وجدان طلحة

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى