تحقيقات وتقارير

حدوث انفلات أمني بالخرطوم.. مبرر الاحتمالات والمخاوف

تكرر الحديث عن إمكانية حدوث انفلات أمني بالخرطوم بعدة منابر ومن عدد من الشخصيات، كان آخرها عضو مجلس السيادة الهادي ادريس الذي رجح إمكانية حدوث انفلات امني بالخرطوم كالذي حدث بالجنينة، في الوقت الذي يستبعد به مراقبون حدوث ذلك بسبب الاختلاف بين المنطقتين وطبيعة الصراع بالجنينة الموصوف بالقبلي..

 

ماذا قال رئيس الثورية؟
رئيس الجبهة الثورية عضو المجلس السيادي الانتقالي الهادي إدريس قال أن ما يحدث في ولاية غرب دارفور من إنفلات أمني، وراح ضحيته أكثر من مائة شخص وجرح آخرين يمكن حدوثه في الخرطوم.

وأشار في ورشة تعريفية بسلام جوبا أمس الأول ، إلى أن هناك معلومات تؤكد أن هناك من ينتظر فصل الخريف لتفجير الأوضاع في كل الولايات، وهناك من لا يريد السلام، ويقف خلف الصراعات الجارية.
وأكد إدريس أهمية اتفاق جوبا، لما يؤديه من دور كبير في معالجة العديد من المشكلات والأعباء التي ورثتها البلاد من النظام السابق.

وقال أن الحكومة الانتقالية (ورث بلداً مفلساً ومنهار اقتصادياً)، وأضاف (نحن نقود دولة هشة وأي فشل سيهدد الوضع عامة بالبلاد).
وأشار إلى أن اتفاق سلام جوبا جاء نتاج لعمل شاق للأطراف الحكومية، وأطراف الكفاح المسلح، بالإضافة للأطراف الدولية، وبعد مفاوضات استمرت لعام ونصف العام.

وأضاف أن هذا الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، أهمها المناخ السياسي في البلاد وحكومة الثورة، بالإضافة إلى التعقيدات المالية التي تواجهها الحكومة وتعقيدات اتخاذ القرارات وتنفيذها، فضلا عن أن الاتفاق هو اتفاق مفتوح به قضايا لم يبت فيها، وفوض الشعب للبت فيها.

غير وارد الحدوث
وعلى النقيض تماماً يرى نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق الفريق ركن عثمان بلية عدم وجود مبررات لطرح هكذا احتمالات.

 

وقال بلية لـ(السوداني) إن رأي الهادي ادريس يخصه، مشيراً إلى أن هنالك بعض التفلتات الأمنية بوجود عناصر مسلحة بالخرطوم بيد أنه تم الالتفات لخطورتها واتخذت إجراءات أمنية مكثفة كإخراجهم من الخرطوم وحصر وجمع السلاح.

وأضاف:لايمكن مقارنة الجنينة بالخرطوم بسبب أن طابع الصراع بالأولى قبلي وبالخرطوم لم يحدث بتاريخها اي صراع بين قبيلتين، وعندما كان الجنوبيون بالخرطوم في الماضي وقعت أحداث ولم ترق لمستوى الصراع.

وقطع بلية بحدوث تفلتات أمنية من نهب وضرب وغيره الآن بالخرطوم من أشخاص، مشدداً على أن الشرطة تقوم باحتوائه، إضافة إلى قيام الجهات المختصة بهيكلة القوات الأمنية من احالات وتنقلات لمجابهة التفلتات.

ولفت بلية إلى أن الجنينة مدينة على الحدود ويأتيها سلاح من دول مجاورة، مبيناً أن هنالك جهات تسعى لتأجيج تلك الصراعات كبعض الحركات المسلحة بما فيها بعض الحركات الموقعة على سلام جوبا ولم يرق السلام لطموحاتها.

 

الأمر خطير للغاية
الهادي ادريس ليس هو اول من رجح امكانية أن يحدث انفلات أمني بالخرطوم كالذي حدث بولاية غرب دارفور، فالمندوب السامي لحقوق الإنسان قدم مذكرة لمجلس الأمن بشأن وجود عدد من الجيوش في السودان غير منظمة اضافة الى عدم إجراء الترتيبات الأمنية لها، وقد شارك احتمالية الحدوث أيضاً الخبير الأمني والاستراتيجي جلال تاور، قائلاً أن هنالك حركات مسلحة غير موقعة على اتفاقية سلام جوبا وصلت الخرطوم بسلاحها ناهيك عن عدد الجيوش الموقعة التي وصلت للخرطوم واحتلت مواقع استراتيجية وحيوية كالمدينة الرياضة والحديقة الدولية.

 

وأردف: الترتيبات الأمنية الناتجة عن اتفاق جوبا لم تنفذ، وبعد أن وصلت الجيوش الخرطوم لم تحدد نقاط تجمع وأيضاً لم يحدد الدمج ولا العناصر التي سيقع عليها الاختيار للدمج.

وتابع: كثرت القوات المسلحة وعدم انتظامها بقانون واحد كقانون الجيش السوداني الأمر الذي يصب في حديث الهادي ادريس ويرجح كفة الاحتمالات بحدوث الانفلات الأمني بالخرطوم وهذا الامر خطير للغاية ولابد من إجراء الترتيبات الأمنية بأسرع وقت.

وجزم تاور بعدم وجود جهة مستفيدة من حدوث هكذا امر كما في الجنينة، قاطعاً بأن الأمر لا يعدو عن الفوضى بسبب الجيوش غير المنظمة وكثرت قوانينها واختلاف قياداتها.

وتعيش مدينة الجنينة لاية غرب دارفور أوضاعا مأساوية بعد ارتفاع حصيلة ضحايا الأحداث الدموية التي اندلعت بها إلى 144 قتيلاً و232 جريحاً بحسب بيان لجنة أطباء الولاية أمس الأول.

ومنذ الثالث من أبريل الجاري تدور معارك عنيفة في مدينة الجنينة استخدم فيها المئات من المسلحين القبليين أسلحة ثقيلة وخفيفة، وقاموا بعمليات حرق ونهب واسعة طالت العديد من الأحياء السكنية والمحال التجارية. وألحق القتال دمارا كبيرا في المنشآت الحيوية كالمراكز الصحية والخدمية.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى