منوعات وفنون

الدرامي غدير ميرغني: وزراء إعلام ما بعد الثورة ليس لهم علاقة بالفن أو الثقافة

مشاكل الدراما لا تعد ولا تحصى بحسب الكثيرين، بيد أنها ماتزال الرهان أيضاً على إعادة صياغة المجتمع من أدران الثلاثين عاماً الماضية، وظواهره السالبة.. مصادر استنطقت الدرامي غدير ميرغني حول المشهد الدرامي والمسرحي السوداني ما بعد الثورة.

 

ما هي مبررات خفوت صوت المسرح والدراما في معالجة إحباطات مابعد الثورة؟

المسرحيون والدراميون ومنذ ما قبل الثورة كانوا يتعرضون لحرب، حيث تعرضت مجموعة كبيرة منهم للايقاف والاعتقال وايقاف العروض.. بعد الثورة كان التصور أن الفن هو الوسيلة الأولى للتعبير عن التغيير، لكن للإسف فإن من جاؤوا إلى السلطة عقب الثورة ليس لهم علاقة بالفن أو الثقافة ولهم فيها رأي، بدليل أن الوزيرين اللذين تعاقبا على المنصب لم يبرز منهما اي اهتمام بهذا الأمر، صحيح فيصل صحفي (شاطر) لكن ليس له علاقة بالثقافة.. بالتالي هذا الأمر يحتاج إلى وقفة..

 

لكن المجتمع لا يعي ذلك؟

الماثل حالياً في المجتمع الجميع مهموم بلقمة العيش أو الكهرباء او غيره من الاحتياجات، بالتالي حينما تحاول أن تقدم عملاً فإن الجميع سيراه ترفاً.

 

ويكفي أن تذهبي إلى المسرح القومي لتجدي أن ألمياه غمرته منذ ما قبل الثورة وإلى الآن حاله كما هو.. المؤسف أنه وعقب مجيء لقمان للتلفزيون وتفاؤل الناس به، أعلن التلفزيون انه لن يقدم اي دراما سودانية، إلا برعاية لشراء الزمن ويحصل على 50% من الرعاية.. هذه هي شروط التلفزيون القومي الذي يدفع المواطن السوداني أمواله من جيبه.

 

حالياً لماذا غابت أعمال المسرح والدراما في توثيق تفاصيل الحراك والثورة؟

من الذي يقول ذلك، على العكس عملوا الكثير من الأعمال، كانت وما تزال هناك عروض في مسرح الشارع، وانا شخصياً قدمت ذلك في الدويم والميرم وسنار.. ولا اعتقد فقط أنه لا يوجد تسليط ضوء عليها وهذه واحدة من المشكلات.

 

بمعنى أن الإعلام مقصر في تسليط الضوء على العمل الدرامي والمسرحي؟

نعم وهم انفسهم يظنون أن المسرح هو ما يقدم فقط في الخرطوم.. وحقيقة انا لا اقصد الاعلام بل المعنيين بالثقافة، فهل لديهم فكرة ان من الممكن قيام ورشة في سنار او غيرها لمعالجة الكثير من المشكلات ومن اهل المنطقة انفسهم لمعالجة مشكلاتهم لكن بالطبع الوزراء المعنيين اصبحوا فقط ابواق للحكومة ليس الا وليست لديهم فائدة..

 

ما هي أبرز الأعمال التي قدمت وتعبر عن الثورة؟

أبرز الأعمال هي الورش التي قام بها الشباب، المسرحيين قدموا ورشاً في ولايات السودان المختلفة، وعالجت مشاكل المناطق.. لكن نكبتنا كانت في ان التلفزيون ما يزال في تفضيله تقديم الأعمال الاجنبية..

 

لكنك قلت أن هناك ورش قدمت؟

نعم.. كما قلت لك أنا شخصياً قدمت العديد من الورش في سنار والدويم والميرم وحلفا الجديدة في كسلا وغيري كذلك سواء بمفرده او مع مجموعات، بل وقدمنا عروضا في النيل الازرق ووصلنا حتى الحدود الاثيوبية..

 

حالياً ما هي الصعوبات والمعوقات التي تواجه الدراما والمسرح؟

أولاً تصورات المجتمع للدراما نفسها، واختزالها في انها فن واضحاك فقط، وهو ما استمر خلال الثلاثين عاما هو أن النكتة هي الدراما.. الدراما تؤثر في المجتمع وتحفر عميقاً.. النكتة اثرت في نسيج المجتمع.. عليه يجب إدراك أن (ناس) النكات اضروا بالدراما بشكل كبير جدا، ولا يجب عليهم الادعاء بانهم دراميين، ويكفي أن الحكومات الماضية صورتهم كأهل للدراما في حين انهم خاويين فكريا ويضحكون الناس فقط..

 

إذن الدراما تؤثر بشكل مباشر على المجتمع؟

على الجميع ادراك أن الدراما تؤثر في المجتمع وتمنع التماهي مع الثقافات الاخرى اي الاستلاب، حاليا المجتمع تحول الى مجتمع تركي أو هندي لتماهييه مع الدراما التركية والهندية.

ولا يوجد مسؤول يريد أن يفهم ذلك انه لمعالجة المشكلات الحالية كالعنصرية او الجيوش التي ملأت الخرطوم، كل ذلك يعالج بالدراما.

 

عملياً ظل الدراميون بلا أمان وظيفي فكيف يمكنهم الابداع؟

اصلا لا يوجد امان وظيفي، فالدراميون لا يوجد لهم وظيفة سوى الفرقة القومية، لأن الدراما محاربة من الحكومة نفسها، والدولة لا تتعامل مع الدراما على انها مهنة، وهذا ما يفرض على الدراميين ان يؤسسوا نقابتهم اي ان الحل في يدنا نحن.

رزاز يس

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى