أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: ما أشقانا بهذا الانتصار

(1)
اشتعلت المواقع الإخبارية يوم أمس بخبر إلقاء القبض على سيدة الأعمال التي شرعت في تصوير أفلام إباحية بالخرطوم والتي زعمت أنها من دولة أفريقية… ذلك الخبر الصاعقة الذي انفردت به الانتباهة فجلب لها الكثير من العناء الذي تنوء بحمله الجبال الراسيات، واشعل نيران الحسد والغيرة في نفوس الذين تولوا كبر الحملة ضد الانتباهة ومنسوبيها من قبل بعض الزملاء، وليس هذا بمستغرب فالانتباهة ظلت ولاتزال تتربع على عرش الصحافة السودانية لأكثر من ثلاثة عشر عاماً ولاتزال، وما فتئت تحقق نجاحاً بعد نجاح وقد توجت بنضالها ومصداقيتها ومهنيتها نفسها ملكةً في أعلى القمة ، وهل الاستهداف يكون إلا للقمة….
أما الزميلة هاجر صاحبة السبق والتميز المستديم فقد نالها من الأذى ما فوق الاحتمال … أذى تجاوز شخصها إلى التعريض باسرتها وعائلتها وبلا ذنب جنت، وهي تعلم أن تلك ضريبة النجاح، لكن فما بال عائلتها؟!!!…
لقد تبارى العطالة والكسالى في التحريض ضد الصحيفة والدعوة لإغلاقها ومصادرتها بحجة أنها اختلقت خبراً كذوباً وفبركته لإشانة سمعة الحكومة وإثارة الشارع ضدها وتهديد الأمن القومي!!!… للأسف قاد حملة التحريض زملاء كُنا نعدهم من دعاة حرية الصحافة من الذين يحملون هموم صاحبة الجلالة لكن سقط قناع الزيف والتدليس وظهر «الهردبيس»…
(2)
يوم أمس وبعد أن رأوا الآيات واستبانت لهم الحقيقة وهم يطالعون المواقع الإخبارية تتسابق في نشر خبر إلقاء القبض على صاحبة «الأمر»، ذُهِلوا والتزموا الصمت خجلاً ، وقد اُريق ماء وجههم… أتراهم ماذا يقولون بعد أن انخلعت قلوبهم وانخذلت نفوسهم بالحقيقة الصاعقة ؟ هل سيزعمون أن هذه لُعبة بين الصحيفة وسيدة الأعمال تلك والشرطة والأمن لتشويه سمعة الحكومة…أم تراهم يمتلكون الجرأة والشجاعة التي تجعلهم يعتذرون للانتباهة وللصحافية المميزة هاجر سليمان؟… بالتأكيد لن يعتذروا لأن الاعتذار هو سجية الشجعان ولا أظنهم كذلك فهم أجبن مما نتصور ، يديرون معاركهم بكل ما يخالف الشهامة والنُبل والشجاعة…
(3)
لا أدري هل أفرح بما حققته الانتباهة من سبق صحافي قطع الطريق أمام الخطر الداهم الذي أوشك أن يأخذ بتلابيب المجتمع، أم أحزن لأن الخطر أصبح واقعاً وحقيقة لا تحتمل المغالطات… ولا أدري هل افرح لأن الانتباهة انتصرت على اصحاب الحملة البائرة التي تداعت لإغلاقها واستعصى عليها النيل من مصداقيتها،أم أحزن لأن من بين هؤلاء صنف يتقدم صفوفنا ويدير دولتنا ويتحكم في أجهزتها… على أية حال فإنه شعور مزدوج يثير الحزن والغبطة معاً ، فحالنا هنا حال المنتصر والمهزوم في آن واحد، وحال القاتل والمقتول، والمبتهج والمحزون، فما اشقانا بهذا الانتصار…
(4)
أما العزيزة هاجر سليمان تستحق التكريم من الدولة ومن المجتمع، لا الإساءات والتجريح والتشكيك في مصداقيتها … وأما نحنُ في الانتباهة فسوف نُكرمها تكريماً يليق بها وبمكانتها السامية بيننا… وأقول لها كوني كما أنتِ كشجرة الصندل تطرقها الفؤوس فتعطي أجمل الطيب…. أو كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً
يرمى بالحجر فيلقي أطيب الثمر.. ولا تبتئسي فللنجاح ضريبة …اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى