تحقيقات وتقارير

إعلان المبادئ بجوبا.. السلام في الطريق

برعاية رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير، وقع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحركة الشعبية ـ شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، امس، على “إعلان مبادئ” تمهيدا لبدء مفاوضات السلام بين الجانبين بالعاصمة الجنوبية ” جوبا”، الذي نص على “تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في السودان تضمن حرية الدين والممارسات الدينية والعبادات لكل الشعب”.. فما هي رود أفعال القوى السياسية في السودان؟

الأمة القومي
نص الاتفاق على “أن يكون للسودان جيش قومي مهني واحد، يعمل وفق عقيدة عسكرية موحدة جديدة، ويلتزم بحماية الأمن الوطني وفقا للدستور، على أن تعكس المؤسسات الأمنية التنوع والتعدد السوداني، وأن يكون ولاؤها للوطن وليس لحزب أو جماعة”.
يقول الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير ، إن الحزب مرحب بالاتفاق لإكمال عملية السلام واكتمال المبادئ، موضحاً انه حينما تم ارسال الاتفاق إليهم قبيل توقيعه كان لدى الحزب بعض التحفظات الا انه ابدى ترحيبة مبدئياً، مشيراً الى انه سيكون لدى الحزب رؤية تفصيلية عقب انعقاد اجتماع للحزب من ثم يبدي رأيه .
وأكد البرير أن التوقيع من اجل الوصول الى اتفاقية سلام شامل بالبلاد هو أحد مهام الوثيقة الدستورية .

الشيوعي والاتحادي
الاعلان نص أيضاً على أن “لا تفرض الدولة دينا على أي شخص وتكون الدولة غير منحازة فيما يخص الشؤون الدينية وشؤون المعتقد والضمير كما تكفل الدولة وتحمي حرية الدين والممارسات الدينية، على أن تضمن هذه المبادئ في الدستور”.
القيادي بالحزب الشيوعي كمال بولاد أفاد بأن الحزب يرى أن قضية السلام من شأن الحكومة المدنية وفقاً لما كفلته الوثيقة الدستورية لكن تم اختطافه منها، موضحًا أن السلام ليس البندقية فقط بل السياسة والاقتصاد و الاجتماع والثقافة ايضاً، مشيرًا الى أن اتفاق السلام الذي جرى في وقت سابق بين الحكومة و اطراف السلام كانت فيه ثغرات انتهت الى محاصصة .
واشار كرار الى أن اي اتفاق كان ينبغي أن تتصدر الحكومة المدنية المشهد ولا تسمح لأي كائن أن يختطف الملف حتى يكون السلام كاملا و مستداما .
اما فيما يخص اعلان المبادئ الذي جرى بالامس فيقول كرار إنه تم فيه اغفال نقطتين اولهما قضية النازحين واللاجئين و حقوقهم و مطالبهم، موضحاً أن الحديث عن القضية تم بشكل عام وليس فيه تفاصيل، وتابع : اما النقطة الثانية فهي انهم لم يتحدثوا عن مجرمي الحرب وتسليمهم رغم انها اولوية تعني كثيرا من الناس في مناطق النزاعات.
وأضاف كرار قضية الحكم و الدين والدولة يستوعبها مؤتمر دستوري، موضحاً أن الاتفاق سيُحدث اشكاليات في مقبل الايام، ومضى قائلاً : ” نتمني من الحكومة المدنية أن تنتبه للقضايا ذات الاولوية ” .
وفي ذات السياق قال الناطق الرسمي بالانابة بالتجمع الاتحادي علي جمال،إن التجمع يرحب بأي خطوة نحو تحقيق السلام، موضحاً أنه لا توجد جهة تقدم تنازلات لجهة جميع السودانيين خاسرون من الحرب و جميعهم سيستفيدون من السلام، مشيراً إلى أن التنازل الحقيقي هو أن نجعل للحوار مساحة لدينا و هو المكسب الحقيقي.
واضاف: ” لدينا قواعد جماهيرية في كل مناطق الحرب لذا ندرك جيدا بحكم التجارب لا التحليل كيف يمكن أن تتحسن أوضاع المواطنين هناك”، ومضى قائلاً: “الاتفاق هو نافذة أمل جيدة تفتح نحو الغد و طريق السلام هذا أيضا يصنعه المشي و نحن عازمون على مواصلة المسير”.

جبال النوبة
كما اتفق الجانبان أيضا على “ترتيبات انتقالية بين الطرفين تشمل الفترة والمهام والآليات والميزانيات وغيرها، ووقف دائم لإطلاق النار عند التوقيع على الترتيبات الأمنية المتفق عليها كجزء من التسوية الشاملة للصراع في السودان”.
تقول الناشطة من جبال النوبة وعضو الحركة الشعبية – شمال جميلة خميس ، إن التوقيع الذي جرى يعتبر خطوة مهمة كان المتأثرون في مناطق النزاعات واعضاء الحركة الشعبية في انتظارها، معتبرة جدية الحكومة الانتقالية في السلام خاصة المكون العسكري الذي كان متعنتًا امرا مهما جدًا.
واضافت:إن المواطنين في مناطق الحرب (جنوب النيل الازرق و جبال النوبة) جاهزون للتفاوض وحريصون على السلام، آملا أن يتم تحديد جلسة في اقرب وقت لبدء عملية التفاوض الرسمية بعد زوال اي اعاقة .
واوضحت جميلة التوقيع العقبات تبقى فقط الالتزام من كل الاطراف على المشاركة في عملية السلام وان لا يخل اي طرف بالاتفاق، مشيرة الى أن الوثيقة ستكون المرجع للاتفاق رغم تحفظ الحركة الشعبية على بعض بنودها التي تمت معالجتها بتوقيع اعلان المبادئ لذلك اصبحت ليس هناك اعاقة .

الحركات ماذا قالت؟
وفي سبتمبر الماضي، وقع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والحلو، بأديس أبابا، على “إعلان مبادئ” لمعالجة الخلاف حول العلاقة بين الدين والدولة وحق تقرير المصير، لكسر جمود التفاوض، الامر الذي صاحبته ردور افعال مختلفة.
يقول الناطق باسم حركة جيش تحرير السودان – جناح مناوي ، الصادق علي النور، إن التوقيع يعتبر خطوة مهمة في اتجاه تحقيق السلام وبناء الدولة ، واصفاً ما حدث بانه اختراق كبير وانجاز من الحكومة الانتقالية في لحظة مهمة، يحتاج فيها السودان الى كل الأطراف التي لم تضمن في السلام .
واضاف: التوقيع على المبادئ يعني طي صفحة الحرب و الانفتاح نحو البناء والاتجاه الحقيقي لمرحلة المفاوضات التي ستفضي الى اتفاق سلام واحد كامل و شامل و مستدام .
من جانبه رحب القيادي بالحركة الشعبية جناح الشمال ياسر عرمان في تغريدة له، بخطوة إعلان جوبا للمبادئ ، معتبرًا ما تم خطوة تعزز السلام وتعزز اتفاق جوبا، داعياً الجميع للتوافق حول كل ما يمكن أن يعبر بالسودان إلى بر الأمان تحقيقاً لمرتكزات ثورة ديسمبر المجيدة.
القيادي بقوى الحرية والتغيير شمس الدين ضو البيت يقول  إن التوقيع خطوة تاريخية وحاسمة في تاريخ السودان، موضحاً انه بذلك قطع السودان الثلث الثاني في مشوار السلام.
واعتبر ضو البيت ذلك خطوة مهمة للتغيير والثورة وحتى بالنسبة للديمقراطية ومدنية الدولة السودانية، مشيرًا الى أن اي مساع في سبيل تحقيق السلام وايقاف الحرب و التمرد الذي كان اكبر مبرر للانظمة العسكرية والاستبدادية حتى تصل الى السلطة.
وقال شمس الدين إن التوقيع خطوة نحو تحقيق سلام شامل عادل ومستدام في السودان، متمنيا أن تكتمل بالتوصل الى اتفاق مع حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور حتى تؤدي إلى انتقال حقيقي نحو الديمقراطية والتنمية .

 مشاعر أحمد

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى