تحقيقات وتقارير

معارك الأسافير تشتعل بين المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية ونشطاء في وسائل التواصل

منذ أكثر من أسبوعين يلعب المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك اردول، دور البطل في السجالات اليومية، وفي جدل وسائل التواصل الاجتماعي والتي يحركها آخرون ينقبون خلف الرجل ويبحثون عن الحقيقة ويرددون أنهم هنا من أجل ألا يفرض على السودانيين معايشة نسخة ثانية من فساد المسؤولين في سودان ما بعد الثورة.

بالنسبة لمجاهد بشرى ومنعم توم، الناشطين في موقع فيسبوك فإن طريقة إدارة مبارك للشركة وسياساته التعبير الأكثر بلاغة على أنها لم تسقط بعد، وأننا الآن في مواجهة لصوص العهد الجديد بزعامة مبارك.

1
في صفحته بالفيسبوك ينشر مجاهد علي؛ ما قال إنه تنبيه لوزير المعادن ووزير المالية ولجنة تفكيك التمكين واسترداد الأموال العامة ومكافحة الفساد وديوان المراجعة الداخلية وديوان المراجع العام، من أجل إيقاف نشاط يتم في الشركة؛ حيث زعم ساعتها أن اجتماعات تتم بين مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية والمدير المالي للشركة من أجل إتلاف عدد من المستندات التي تثبت التجاوزات المالية داخل الشركة، وكان الحديث امتداداً لنشر عدد من الوثائق تتعلق بأموال تم صرفها عبر الشركة لعدد من الجهات، وخصوصاً الأموال المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها الشركة التي تعمل في مجال المعادن، وتركز نشاطها على الذهب.

بالنسبة لمدير عام الشركة فإن الحديث عن (اجتماع) أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وأنه لا توجد مؤسسة مسؤولة تقوم بهذا النوع من الأفعال.

2
حسناً.. لا ينتهي الأمر هنا خصوصاً وأن مدير الشركة السودانية يصر على لعب دور البطل الذي لا يخشى المواجهة، ويمتلك في الوقت ذاته ادواتها، حيث خرج اردول للرد على منتقديه عبر خطاب طويل استخدم فيه الناطق الرسمي السابق باسم الحركة الشعبية شمال؛ خطاب المظلومية، بالنسبة فإن دوافع عنصرية تقف وراء الهجوم عليه، وهو لطالما كرره اردول في أوقات سابقة؛ قبل أن يضيف: وحتى لا يعلق كل الأمر على شماعة العنصرية والكراهية التي نواجه بها وهي حقيقة، لكن الرجل يضيف إليها تقديم مرافعته عن كل ما جرى في الشركة ويترك للآخرين حق تحديد الفساد من عدمه؛ فيما تم من إجراءات اتبعتها الشركة بشكل عام وبالطبع في القرارات التي اتخذها مديرها العام الذي قال إنه في كامل استعداده لمغادرة المنصب وهو في تمام الرضاء عما أنجزه في الفترة الفائتة، قائلاً بأن الجماهير هي التي تحكم بيننا.

3
لكن معركة اردول ومنتقديه في وسائل التواصل الاجتماعي تفرز سؤالاً آخر يتعلق بشيوع أوراق الدولة الرسمية وخروجها إلى الفضاء الواسع، وهو أمر ينطوي على قدر كبير من المخاطر؛ لكنه ايضاً مبرر في ثنايا التوضيح الذي كتبه مدير الشركة في خطابه؛ وهو يشير إلى جهات قال إنها تسعى بكل ما أوتيت من قدرات لإزاحته عن منصبه، وهو أمر يمكن حدوثه في أي لحظة، ولأي من الأسباب والمبررات، ولا يمثل نهاية المطاف، لكن معركة مبارك ونشطاء التواصل الاجتماعي تتمدد أبعد من صفحة المسؤول الحكومي والنشطاء الذين يحصلون على ما يطلقون عليه تجاوزات؛ ويقومون بنشرها في الهواء الطلق، حيث يقوم آخرون بمشاركتها بما يبين التجاوزات الرسمية في سودان الثورة، ويؤكد على أن الذي تغير فقط هو رأس الجليد؛ بينما بقي الجبل في ذات مكانه القديم ولا تغيير بالنسبة لهم، إن الشخوص الذين مكنوا لأنفسهم عبر الثورة لا يختلفون عن شخوص العهد البائد، وفي كل الأحوال فإن موارد البلاد يتم تبديدها وأن المحسوبية ما تزال في مكانها لم تغادره بعد.

4
بالنسبة للبعض فإن ما يجري لا يعدو سوى كونه عملية ابتزاز يمارسها البعض ضد مبارك، وأن الطريق السليم لمواجهة أي شبهة تجاوز تتمثل في أن يمضي هؤلاء بوثائق إدانة الرجل إلى القضاء، ويختم اردول رسالته بقوله إذا فسدنا في حق الشعب السوداني، فلسنا كباراً على القانون، ولا نحن محصنون منه، وكل ما عندنا متاح للجهات التي رأت بأن نقود هذه الشركة، ولو رأت غيره نذهب راضين عن أنفسنا بما فعلناه. وهي العبارة التي تؤكد على أن الرجل يصر على لعب دور البطل حتى آخر المطاف من خلال ظهوره في وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر صفحته الشخصية في الفيسبوك من أجل الرد على منتقديه، معتبراً أن هذا السلوك تأكيد على قيم الشفافية التي يجب أن تكون حاضرة في عهد الثورة ورفيقاً دائماً لمن تولوا فيها زمام الأمر.

5
في صفحاتهم يشارك كثيرون ما قالوا إنها تجاوزات في الشركة السودانية للموارد المعدنية ولمديرها يقولون إن الأمر لم يبدأ مع قصة الحوافز المليارية، ولا من مشاريع المسؤولية الاجتماعية الاخيرة، ولا من خلال الدعم الذي قدمته الشركة للقصر الجمهوري، ولا في معاركها مع بعض ولاة الولايات، أو ذلك الذي يظهر في خلفيات عربات قطار الدعم الاجتماعي الذي وجهته الشركة إلى نهر النيل، بل قبل ذلك؛ قبل وصول مديرها الجديد لمنصبه وهو الوصول الذي يرى فيه البعض تجاوزاً بحسب مؤهلات الشاب المتخصص في الكيمياء، يقول هؤلاء إنهم سيواصلون في معركة كشف كل التجاوزات، بينما ومن إحساس كونه البطل فإن اردول يعلن كامل استعداده لخوض المعركة وحتي نهايتها.

الخرطوم : الزين عثمان

صحيفة اليوم التالي

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى