رأي

الكهرباء..القادم أسوأ ؟!

كشف م.عثمان ضو البيت مدير شركة كهرباء السودان القابضة،أن قطوعات الكهرباء قد تكون أسوأ مما كانت عليه الآن،إذا لم يتم توفير وقود(الفيرنس)الخاص بالتوليد الحراري و الاسبيرات المطلوبة..مهندس ضو البيت أرسل إشارة بأن الكل(يتحزم) ويربط حزام الأمان استعداداً لما هو آت،وعلى المواطن يزيد من حبال الصبر التي مداها من قبل وصبر على هفوات الكهرباء.

أولا أشكره على صراحته هذه وتبيانه للحقيقة دون قطع وعد أو تجمل،والحقيقة مهما كانت قاسية ستجد من يتقبلها،بخلاف الوعود الزائفة و الغش التي تجلب السخط وفقدان الثقة في الشخص الذي يطلقها..والسيد ضو البيت كان صادقاً فيما ذهب إليه ، حيث لم تمر ساعات وتوافق الواقع مع تصريحاته(وقع الحافر بالحافر)!وتوسعت برمجة قطوعات الكهرباء(أفقيا و رأسياً)!ودخل يوم الجمعة ضمن برمجة القطوعات،وكذلك المستشفيات الحكومية..ولم تراع شركة الكهرباء لحرمة هذا اليوم الذي يعد عيد لكل المسلمين في السودان ، والناس تستعد فيه أن تجهز لصلاة الجمعة..المساجد ذات نفسها تحتاج فيه إلی المياه والكهرباء لرفع الأذان وإلقاء الخطب بالمايكرفون،ولا أبالغ لكم إن قلت شاهدت بأم عيني فی صلاة الجمعة بأحد المساجد،حيث حدثت(دربكة)عجيبة لبعض المصلين في سوح وباحة المسجد الخارجية ، وذلك بعدم ايصالهم صوت الإمام المصلي فمنهم من الراكع ومنهم الساجد!وذلك لأنهم لم يسمعوا صوت الإمام.

من الواضح أننا موعودون بشهر رمضان ذو حر غائط،رغم أنف تصريحات سابقة لمسؤولين أن تلكم القطوعات ماهي إلا من أجل(إدخارها)وتوفيرها لشهر رمضان المبارك،ولكن كل القرائن و الدلائل تشير إلى خلاف ذلك،بل ستصير إلی الأسوأ كما أشار المهندس ضو البيت،ولم تُترك مساحة للعشم والأمل فی حال لم يتوفر(الفيرنس)،بل ليس هنالك ثمة حلول تلوح في الأفق القريب،وهذه المشكلة و العلة في قطاع الكهرباء-و أعيت المداوي-لبثت أكثر من عام و لكن تفاقمت وتوسعت ساعات إنقطاع التيار و أصبحت بالساعات الطوال في الفترة الأخيرة بالرغم من من الزيادات الطفيفة التي طرأت على تسعيرة الكهرباء بنسبة تجاوزت 500%حيث لم يهنأ المواطن بخدمة مستقرة رغم تحمله أعباء إضافية مدفوعة القيمة مقدماً قبل أن يحصل عليها.

المواطن تبددت أحلامه و أمله في أن تحل هذه المعضلة،بالرغم من الوعود الكثيرة التي أطلقت من قبل..مرة بإعزاء الحل في إكتمال الربط الكهربائي بين مصر و السودان،وتارة أخري بسبب شح الإمداد الكهربائي بسبب انخفاض مياه النيل إلی أدني مستوياته،وغيرها من المبررات التي لم تشف غليل المواطن الذي اكتوي بِحر قطوعات الكهرباء،بالرغم أن السيد المدير لخص المشكلة كلها في وقود(الفيرنس)،ولكن لا أظن أن الدولة سوف تحل هذه الإشكالية التي أصبحت مكشوفة،لأنه ببساطة جهاز الدولة بالرغم من أنه مترهل،إلا أنه في طريقه إلى ترهل إضافي على ماهو عليه وهذا من شأنه أن يحد ويجعل الدولة يدها قصيرة جدا في تقديم الخدمات بما فيها خدمة الكهرباء.

الكهرباء من القطاعات الحيوية و المهمة ويسهم بصورة مباشرة في دعم الإقتصاد الكلي ، وتعتمد عليها أعمال كثيرة تدعم إقتصاد الدولة ، كالحرفيين،المصانع،الشركات وغيرها.والسؤال الذي يدور في أذهان العامة لم الزيادة الخرافية في تسعيرة الكهرباء طالما أن هذه الزيادة لم تسهم في استقرار التيار الكهربائي،علماً بأن هذه السلعة مدفوعة القيمة مقدماً؟.
نرجو من الدولة أن تجد علاج كافي وشافي لمشكلة الكهرباء،و المواطن مقبل على الشهر الفضيل،ويعتمد عليها في صومه و قضاء أغراضه،أرجوكم لا تفسدوا عليه شهر صومه بحرمانه منها..اللهم بلغت فأشهد.

مجرد رأي- محمد الأمين
اليوم التالي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى