صباح محمد الحسن تكتب: ألو حمدوك.. مرضى السرطان

قبل أكثر من ثلاث سنوات كان الناشط وليد النقر ينشر يومياته وعلاجه من مرض السرطان عبر صفحته على فيسبوك بهدف نشر الوعي حول المرض، وزرع الأمل بين المصابين، يبث كثيراً من المشاعر الإيجابية لتحفيز المصابين ورفع روحهم المعنوية، وكان وليد النقر قام بإنشاء مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تضم مصابين بالمرض من أجل تبادل التجارب، فكان لمبادراته وقع خاص في نفوس المرضى، برهن بهذه التجربة تضامن المرضى مع بعضهم البعض.
وثمة تجارب أخرى لجمعيات ومنظمات ومبادرات تخصصت في قضايا مرض السرطان والوقوف بجانب المرضى وقدمت لهم كثيراً من الدعم والرعاية والاهتمام وأحدثت فرقاً كبيراً وحققت نجاحات باهرة في السودان أكدت هذه تضامن المجتمع مع بعضه البعض.
ولكن وبعد الثورة حدث ضمور كبير في مجال العمل التطوعي الخاص بالاهتمام بالمرضى و انشغل الناس بالسياسة كثيراً وابتعدوا عن القضايا الاجتماعية المهمة وأصبحت منصات التواصل مساحات للنقاشات السياسية المملة التي لا تجدي ولا تفيد في بناء مجتمع معافى، واختفت تلك المبادرات او باتت قليلة جداً ذات نشاط ضعيف.
فبجانب التقصير الكبير من جانب الحكومة تجاه مرضى السرطان ثمة قصور في اهتمام المجتمع تجاه هذه القضايا يحدث هذا بالتوازي مع ضعف الخدمات التي تقدمها الحكومه لمرضى السرطان ، ان كان في عهد الحكومة السابقه ضعفاً كبيراً أصبح أكبر في ظل الحكومة الانتقالية، ويعاني المرضى في عدد من الولايات ذات الاحساس الذي يعانيه المرضى في ولاية الخرطوم ويشكو مرضى السرطان من كلفة العلاج الباهظة في ظل وجود قلة المراكز الحكومية لعلاج الأورام، ووصل العلاج الكيميائي او العلاج الإشعاعي الى أرقام باهظة التكلفة.
واشتكى المئات من مرضى السرطان حسب (الجريدة) من عدم تمكنهم من الحصول على العلاج لارتفاع تكلفة جرعة علاج السرطان “افاستين” التي ارتفعت إلى 340 الف جنيه للجرعة الواحدة والتي يجب أن يتحصل عليها مريض السرطان كل 21 يوماً.
وعلل عضو تجمع الصيادلة صلاح جعفر ارتفاع سعر علاج السرطان بسبب تحرير صرف الدولار، وأوضح أن جرعة ( استافين )علاج مستورد يتم استيراده عبر الامدادات الطبية بالدولار بسعر أقل وبالطلب من قبل لجنة مستشفى الذرة للأورام بمعايير محددة، وكان يتم صرف الجرعات لبعض المرضى في شكل دعم مجاني والبعض الآخر بسعر أقل، وتساءل عضو تجمع الصيادلة لماذا لا تدعم الحكومة أدوية السرطان، وشدد على ضرورة وضع آلية من قبل وزارتي المالية والصحة لتوفير علاج مرضى السرطان، باعتبار أنه يختلف عن بقية المرضى).
فبجانب انتشار الإصابات بسبب عدم توفر أساليب التشخيص الصحيحة والحديثة وتأخر اكتشاف المرض، إضافة إلى الفقر وعدم القدرة على العلاج بسبب الظروف الاقتصادية وقلة الوعي الصحي، إلا ان الوضح دخل مرحلة خطرة تعتبر أقصر الطرق الى الموت ان ظلت الحكومة تقف عاجزة أمام دعم هذه الشريحة التي تحتاج فعلاً لوقفة جادة من قبل الحكومة، بجانب تضافر الجهود من قبل المجتمع المدني والمنظمات.
لذلك هي رسالة في بريد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، ووزير المالية وكل السلطات ذات الاهتمام المشترك للنظر في قضية مرضى السرطان، نظرة عاجلة وسريعة، لا تحتمل الانتظار ولا البحث ولا حتى التفكير فالمرض عدو غدار.
فكيف لذوي المرضى تحمل هذه التكاليف في ظل ظروف اقتصادية حرجة، فالأسر تحمل هم الحياة المعيشيه يومياً فكيف لها ان تتحمل هم تكاليف علاج ترهق حتى المستطيع ناهيك عن الذي لا يملك الا قوت يومه، لهذا وغيره لابد من توفير علاج مرضى السرطان هذا أقل ما تقدمه لهم الدولة، لا تتركوهم يعانوا أكثر مما عانوا، لا تجعلوا الآماهم تتضاعف خففوا عنهم هذه المعاناة وارفعوا عنهم مالا طاقة لهم به.
طيف أخير:
قاوم لأنك ما زلتَ حيّاً وعلم الناس معنى الصمود

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version