أحمد يوسف التاي يكتب:هم سبب الكوارث وجوهر الأزمات

(1)

كُلما نظرتُ أفعالهم وممارساتهم تتمثلُ لي صورة عبدالله بن أُبي بن سلول ذلك المنافق الذي شهد الله على ما في قلبه من نفاق فحذر منه رسوله المعصوم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم… أراهم يحملون جينات ابن سلول وصفاته وأفعاله حتى بدوا وكأنهم هو ذاته… يقولون ما لا يفعلون ، يتلونون كالحرباء حسبما يقتضي الحال والمصلحة، يتصالحون ويتخاصمون وفقاً لما تحتمه المنفعة وحسب، يتصارعون ويتنازعون على المصلحة والجاه والسلطان، عندهم لكل زمان لبوسه ولكل قبيح تبريراته ليبدو للناس حسناً…

بعض الساسة يتقلبون في المواقف ليكون ذلك سبيلهم للتقلب في المواقع والمناصب والإصابة من عرض الدنيا ومع ذلك يخفون ما الله مبديه وهم لا يعلمون، تفضحهم أعمالهم وأقوالهم حين السكرة ونشوة الكلام أمام المايكرفونات وجلسات الأنس السياسي…

(2)

سمعنا وشهدنا من أفعالهم وأقوالهم ما يكفي للحكم عليهم … سمعنا من يقول إن هذا «الحاكم» هبة الله لعباده الصالحين ونعمة أنزلها الله رحمة للعالمين حتى إذا اختلف معه حول السلطة والجاه انقلب عليه وقال شيطانٌ رجيم …. وقد كُنا شهوداً حين قال بعضهم في لحظة فورة :إنّ «قرنق» عميل وخائن وكافر يستحق الموت ونادى في الناس : أرجموا الكافر ، حيَّ على الجهاد، وما لبث أن صالحهم قرنق فقالوا: إنه بطل السلام ورمزه ، فارس ووحدوي ينشد الأمن والاستقرار والنهضة لبلاده…

ولن أنسى ذلك الذي أعلن أنه نذر بقية عمره للجهاد ضد النظام – يعني نظام المؤتمر الوطني – وما أن استوزره النظام حتى تحول إلى داعية بالقصر يطلب من الجياع في دبر كل صلاة الاحتساب والصبر على الابتلاء ويذكرهم بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يربطون حجارة على بطونهم من شدة الجوع فيصبرون ويحتسبون… مثله كمثل الذي كان يقود المظاهرات ويخاطب المتظاهرين ويثير حماسهم فيقسم لهم: أننا لن نرجع حتى نسقط النظام، ولما استوزره النظام صار من أكبر المدافعين عنه باللسان والقلم…

وهل أذكر ذلك الذي كانت له ضغينة شخصية مع رأس النظام فأعلن جهاد «الكلمة» عند سلطان جائر فما أن فطن رأس النظام إلى حاجته ونظر فيها وقضى عنه دينه حتى سكت وأخذ مقعده في منصة كبار المدافعين عن الرأس المنزوع… والأمثلة كثيرة ولا حصر لها بالطبع…

(3)

وهل اختم هذه الزاوية إلا بالموقف المشهود لأغلب رجالات هذه الحكومة الحالية الذين كانوا يعارضون بشراسة رفع الدعم عن الوقود وتعويم الجنيه عندما كانوا يجلسون في مقاعد المعارضة بحجة أن ذلك يؤذي البسطاء والمستضعفين، وها هم اليوم يدافعون بلا حياء عن رفع دعم الدولة عن الوقود والكهرباء وتحرير سعر الصرف، وبعضهم يسكت حتى تمر العاصفة فهل من نفاق أشد وأعظم من هذا … ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) صدق الله العظيم… هكذا هي محكات الاختبار تظهر حقائق الأشياء على أصلها، فالحقيقة تحب دائماً أن تمشي عارية ولا تحتاج إلى ثياب الرياء لتستتر بها ولا أوراق التوت التي تغطي العورة إلى حين.

(4)

بعد متابعة وتمحيص دقيقين أستطيع القول إن الأغلبية من ساستنا بلا أخلاق تأخذ بمقودهم المصالح وحسب وفي ذلك يستوي من هم في أقصى اليمين ومن هم في أقصى اليسار ذرية بعضها من بعض وهم سبب البلاء وجوهر الأزمات.….اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version