صباح محمد الحسن تكتب: مسلسل تأجيل التشريعي !!

لم تستطع حكومة الفترة الانتقالية ان تبعد الشبهة عنها بتكوين مجلس الشركاء بديلاً للمجلس التشريعي، ذلك المرسوم الذي أصدره رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بتكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية، والذي أثار موجة عنيفة من الرفض من القوى المشاركة في المجلس والمعارضة له، على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي كان قد لمح بالانسحاب منه، بحجة أن القرار الصادر جاء خلاف ما هو متفق عليه من حيث تكوين المجلس وصلاحياته، ومازال الاتهام للحكومة قائماً مالم تثبت العكس،
فبالرغم من نفي الحكومة الانتقالية وعلى لسان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي قال إن مجلس شركاء الفترة الانتقالية لا يلغي دور المجلس التشريعي وذكر أن مجلس الشركاء جاء بمبادرة من قوى الحرية والتغيير، وكأن البرهان بهذا التصريح يريد ان يبرر تكوين مجلس الشركاء ويمنحه الشرعية واعتاد البرهان أن يقول تعقيباً على كثير من القرارات المثيرة للجدل ان قوى الحرية والتغيير وافقت او تعلم او تمت مشاورتها، ويفوت على البرهان ان قحت أصبحت لا تمثل الشعب السوداني ولاتمثل الثورة، لأن البعض من قوى الحرية والتغيير هم خصم على الثورة وربما يعملون لمصلحة المكون العسكري أكثر من مصلحة الثورة وترجيح كفة قراراته، بالتالي اصبح الشارع ينظر للكثير منهم انهم جزء من الخدعة العسكرية التي تسعى جاهدة لتمرير أجندتها تحت ( ترويسة ) قحت علها تكسب بذلك دعما ومساندة.
والغريب ان مجلس الشركاء يمارس (لعبة الخديعة) ويقوم كل فترة بإصدار بيان يقول فيه ان مجلس شركاء الفترة الانتقالية بالسودان، برئاسة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، يؤكد ضرورة الإسراع فى تكوين المجلس التشريعي، ولكن ستظل هذه البيانات تخرج كل فترة من الزمن ، لتساهم في خفض صوت الشارع المطالب بضرورة تكوين المجلس التشريعي ، وبالرغم من ان رئيس الوزراء ، أعلن أنه سيتم تكوين المجلس التشريعي، خلال أيام ، من إعلانه تشكيل الحكومة ، وأكد انه لم تنقطع المشاورات مع مختلف مكونات السلطة الانتقالية من أجل استكمال هياكل الحكم، وستشهد الأيام القليلة القادمة إعلان المفوضيات وتكوين المجلس التشريعي، الا ان حمدوك لم يفِ بوعده تشكيل المجلس الذي رهنه بأيام.
وبالأمس كشفت مصادر موثوقة، عن تأجيل تشكيل المجلس التشريعي لشهر وأكدت المصادر للبيان نيوز وجود خلافات وانقسامات في تنسيقيات الولايات أجل تكوين المجلس التشريعي، وقالت إن التشكيل سيتم عقب إكمال اتيام الطواف على الولايات، للتوحيد بين الانقسامات ونوهت إلى وجود تنازع حول الترشيحات، بسبب قلة النسب الممنوحة للحرية والتغيير، التي تتعارض ومكونها العريض، ليستمر مسلسل التأجيل من جديد الامر الذي يعزز موقف الحكومة بعدم جديتها في تكوين المجلس، واستمرارية عمل مجلس الشركاء بديلاً له وان الوعود التي تطلقها حكومة حمدوك ماهي إلا عملية ( تخدير) تتجدد كلما شعرت بتململ الشارع.
طيف أخير:
على قدر الاتّكاء يكون السقوط،خفّف اتّكاءك أو قِفْ وحدك

صحيفة الجريدة