صباح محمد الحسن تكتب: ظلي صامدة دائماً

يمنحنا اليوم العالمي للمرأة هذا العام فرصة أن نختار التحدي بكل أشكاله ومستوياته، تحدي الثقة بالنفس، والعمل من أجل إثبات الذات، تحدي التغيير الجوهري من أجل تحقيق الأهداف والوصول الى المرامي، تحدي أن يكون صوتنا دائماً صانع التغيير، واختارت حملة اليوم العالمي للمرأة شعار (ChooseToChallenge ) أي اختاري أن تتحدي، ففكرة التحدي هذه تمثلنا على المستوى الفردي والعالمي بأننا جميعاً مسؤولون عن أفكارنا وأفعالنا، وانه يمكننا ان نكون أكثر جرأة لمواجهة ومناهضة وادانة العنف والظلم والتحيزات المبنية على أساس النوع ويدفعنا هذا جميعاً للتنقيب العميق عن إنجازات المرأة في كافة المجالات والاحتفال بها بشكل جماعي، والمساعدة في خلق عالم أكثر اتساعاً لأحلامها.
ومنذ مطلع سبعينيات القرن العشرين، تمسكت الحركات النسوية الغربية بهذا التاريخ الرمزي وجعلته محطة رئيسية في مسيرة النضال من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية، وفي 1977، أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى الثامن من مارس اليوم الدولي للمرأة، التي بلا شك تستحق هذه المناسبة، فالمرأة هي شعلة المجتمع ورمزية المحبة والعاطفة والحنان.
وانطلقت حملات سابقة خلال الاحتفال بهذا اليوم، ناهضت النساء فيه كافة أشكال التحرش والاعتداء اللفظي والجنسي الذي أصبح ظاهرة عالمية متنامية، ولا تزال تسلط الضوء على السلوك غير المقبول وغير اللائق، وأدت إلى إقناع العديد من الشخصيات والجهات البارزة حول العالم بالوقوف مع قضايا المرأة
ومع تحديد موضوع اليوم العالمي للمرأة لهذا العام ليكون اختاري التحدّي يجب ان نحتفي صدقاً، بالنساء السودانيات والفتاة السودانية التي ناهضت الظلم والقمع في عهد الديكتاتورية واختارت تحدّي الأشياء غير العادلة والمجحفة من حولها، واستطاعت ان تكون رمزاً للتغيير، وعرف العالم أجمع ( الكنداكة ) السودانية التي تغزل فيها العالم وإعلامه عندما وقفت شامخة تعيد للمرأة السودانية مجدها القديم الذي عرفه التاريخ.
فالتحية لكل إمرأة وأم استطاعت ان تكتب اسمها موقفاً في ميادين الحياة، التحية لكل امرأة صمدت وكافحت وصبرت، دون ان يكون بجانبها رجل، وسلام على الكادحات في بلادي اللاتي يشاركن الرجل حراثة الأرض وجني الثمار، ولتلك التي اقتحمت بقوة دهاليز العمل الشاق وعملت دون كلل وممل، ولأمهات الشهداء اللائي قدمن للوطن فلذات أكبادهن، والتحية لربات المنازل، وللنجاحات اللائي قابلهن الرجال بعنف وغيرة وتنمر، ومازلن يواصلن المسير، لك انتي سيدتي أين ماكنتي في حلك وترحالك سلام . ظلي صامدة دائماً.
طيف أخير :
Happy Women’s Day

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version