زاهر بخيت

زاهر بخيت الفكي يكتب: لا تفرحوا بضبطية الصُدفة..!!

نقول بمناسبةِ ضبط سبائك الذهب في داخل الطائرة ، ونتساءل بشدة لماذا الفرح يا سُلطات باحباط هذه العملية التي كشفتها الصُدفة المحضة ، بصراحة لا داعي للفرح والمُهرِّب تقريباً نجح في مُغافلة عين الرقيب وتجاوز بسلام جميع محطات التفتيش في المطار ووصل بسبائكه الذهبية الثمينة إلى داخل الطائرة ، وكاد أن ينجح في الخروج سالما ، علّق بعضهم بسُخرية (رُبما) أنّ المُهَرِّب حاول أن يُطمئن الشُركاء في الخارج بنجاحه في الإفلات وزيادة في تطمينهم أراد أن يُوثِق لنجاحه بصورةٍ باسمة مع السبيكة (سيلفي) وإرسالها لهُم قبل الخروج من الشبكة ، وسقطت السبيكة من يده وحدث ما حدث.
لم يأخذنا الشك أبداً بأنّ الوطنية عندنا أصبحت عبارة عن أغنيات ظللنا نُمجِّد فيها أنفسنا نجترها كُل حين وشعارات نبيلة مصنوعة نُرددها في مناسباتنا ، لا علاقة لها ألبتة بأفعالنا المُشينة وتصرُفاتنا القبيحة ، والتي أضرّت ببلادنا كثيراً وأدخلتنا في فتيل الأزمات ، تغلّغلت الأنانية فينا وما عُدنا نهتم أو نُبالي بمصالح الوطن ومُكتسباته ، والأخبار البئيسة تترى مع كُل صباح جديد عن أسلوب جديد للتهريب تأتِ به شبكات التهريب المُحترِفة التي داومت على استغلال هشاشةِ الدولة وغياب الأمن ، وسعيها الدؤوب في مُضاعفة مكاسبها .
يقيني بأنّ العملية المُكتشفة بالصُدفة سبقتها عمليات كثيرة كبيرة ، ولن يقبل أصحاب هذه العملية بالهزيمة وسيبحثون غداً عن أساليب أخري تقلع بها طائرات بضائعهم المُهرّبة بسلام ، وسُلطاتنا للأسف بدلاً من البحث عن وسائل ضبط حازمة وسن قوانين صارمة نجدها تجتهد في البحث عن مُبررات واهية للتبرير وتبرئة أنفسهم من التقصير ، وتبحث عن شماعاتٍ لإلقاء ما حدث فيها وينفون بها مُشاركتهم في هذا الجرم الشنيع ، ليتكُم تعترفون بشجاعة عن تقصيركم وفشلكم في حماية (المطار) من مثل هذه العمليات الفاسدة ، ولن نسألكم عن ما يحدُث في المنافذ البرية (المُشرعة) على الدوام لخروج السلع التي يحتاجها المواطن ، واقنعونا باجتهادكم في إيجاد وسائل وأدوات أكثر فاعلية لايقاف هذا النزيف ولا تتركوا الأمر للصُدف وما في كُل مرة بتسلم الجرة.
يمُر السودان بأسوأ ظروف اقتصادية والحاجة أصبحت ماسة لكُل دولار يضل طريقه لخزينة الدولية الخاوية على عروشها ، والساسة للأسف يتصارعون في من يظل في مقعده الوزاري ومن يذهب ، ويبحثون عن المزايا والمُخصصات التي تُناسِب وظائفهم ، وثروات المواطن المأزوم تُهدر هكذا تنتفِخ بها جيوب البعض وتتطاول بها بناياتهم والله وحده أعلم كم هي (أطنان) الذهب التي خرجت بلا ضرائب ولا جمارك ولا عائدات دولارية ، وكم هي الكميات المُعدة الأن للتهريب ..
نسأل قبل الخروج من الذي أوصل الذهب إلى داخل الطائرة..؟
أفيقوا يا هؤلاء ثرواتنا تُنهب وأنتُم نيام.

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى