أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: ما عجز عنه «الكيزان» فعلته «قحت»

(1)
يتملكني يقينٌ راسخ أن ما تفعله قوى الحرية والتغيير وحكومتها لصالح المؤتمر الوطني المحلول في كل يوم يعجز عنه «الكيزان» ولو اجتمعوا على قلب رجلٍ واحد… سقط فأمسكت بيده لينهض، تقطعت أنفاسه وكاد أن يلفظ آخرها فضخت الدم والأوكسجين في شرايينه، عافه الناس وفروا منه يفر السليم من المجذوم قبيل وبعد السقوط فشحذت تعاطف البسطاء له من الذين لا يعرفون إلا عبارة (كيلو الطماطم كان بي كم والليلة بي كم)… وحتى الملاحقات والمحاكمات والمصادرات الفطيرة والقضايا الهامشية كانت من ذاك الفعل بينما تركت جرائم القتل والنهب والفساد الأكبر لتُلهي الناس بقضايا لا تصلح إلا للإلهاء.
(2)
في آخر أيام حكمه فقد المؤتمر الوطني شعبيته بسبب الفشل والفساد وعدم الإحساس بمعاناة الشعب إلى أن جثا على ركبتيه ثم سقط جثةً هامدة ، فجاءت (قحت) فأخذت بيده وضخت الدم في شرايينه التي حسبناها زبُلت… كلما خطت قوى الحرية والتغيير خطوة فاشلة كانت تمنح المؤتمر الوطني عمراً جديداً وروحاً جديدةً وأملاً جديداً في العودة للملعب السياسي ولو بعد حين…
ابتعدت قوى الحرية والتغيير عن شعبها المطحون وزادت من معاناته بزيادة فواتير الكهرباء والماء والاتصالات والوقود والخبز، وفقدت الإحساس بآلام الشعب وهي لا تدري أنها تنفخ الروح في ذلك الجسد الهامد، وبذلك تخسر كل يوم شعبيتها ويكسب المؤتمر الوطني …
سقط المؤتمر الوطني سقطة مدوية وما كان لأحد أن يظن أنه سينهض من هول السقوط المدوي وممارساته المفضوحة الفاسدة، ولكن قحت ببؤس تدبيرها وصراعاتها وقلة خبرتها منحته القدرة على امتصاص الصدمة مبكراً وساعدته على النهوض..
(3)
تساهلت قوى الحرية والتغيير مع الفوضى بكل أنواعها فخلت مظاهر الدولة والقانون في الأسواق والطرقات والأزقة والشوارع فانتزعت هيبة الدولة لصالح المتآمرين على الثورة وأعدائها وعمّ الاسترخاء الأمني الجسد الحكومي فتجرأ المؤتمر الوطني على تهديد الدولة والثورة بعد أن وقف على رجليه، وبهذا تكون (قحت) وحدها التي سهلت مهمة الثورة المضادة والدولة العميقة فلا يجب أن تلوم إلا نفسها..
(4)
اقتفت قحت أثر المؤتمر الوطني وتبعته خطوة بخطوة في جميع ممارساته من فشل وتجاوز للقوانين وتخطي للنظم ومحاصصات وترضيات وشلليات وصراعات داخلية ومحسوبيات وتساهل وغفلة… ارتكبت قحت نفس الأخطاء التي أدت إلى فشل المؤتمر الوطني وسقوطه وزادت عليها وهي بذلك تصنع كل المبررات للمؤتمر الوطني أمام الشعب الذي ثار عليه لذات الأسباب لتبعث رسالة للشعب مفادها: (لسنا بأفضل ممن انتفضتم وثُرتم عليهم)… ليجد لهم الشعب العذر وليعض أصابع الندم كل ذلك فعلته قحت لصالح المؤتمر الوطني من حيث تدري ولا تدري…
(5)
أعود وأقول هناك فرصة واحدة وأخيرة أمام الحكومة الحالية، فإما أن تصحح هذه الأخطاء القاتلة وتجتاز كل التحديات والصعاب وتجد الحلول المناسبة لهذه الأوضاع المتردية وتعمل على تحقيق أهداف الثورة وشعاراتها وتلتزم بالقانون وإلا فالثورة وذات المصير…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى