صباح محمد الحسن تكتب: عاشت الصحافة حرة دائماً

الحرية هي أول شعارات الثورة السودانية، وحرية التعبير هي من أهم الأهداف التي تحققت بعد الثورة ولا شك ان الاعلام هو المرآة الحقيقية للشعوب، تتقدم به الامم، وتعود الى الوراء بارادتها ان جعلت من الاعلام اداة للسمع والطاعة وتقديم الولاء للأنظمة والحكام، والذي يسلبك رأيك وحريتك، لم يترك لك شيئاً، تحتفي به، والاعلام والصحافة في عهد النظام البائد، عانت من ظلمات كثيرة، حارب فيها النظام صحف وأقلام عملت من أجل الديمقراطية والحرية وتحقيق العدالة، وكله كان بفرض سياسة القوة والترهيب، لذلك تعتبر حرية الرأي والتعبير هي من أكثر الأهداف التي تحققت، لذلك الرجوع الى دائرة القمع والتكبيل وتكميم الأفواه، لايتوافق أبداً مع عصر التغيير والتحول الذي شهده السودان.
لذلك كنا سننعي ثورة ديسمبر ان لم تنف القوات المسلحة خبراً حول تقييد ومنع الاستخبارت العسكرية لحركة الصحفيين والإعلاميين إلى ولايات دارفور، وأكدت القوات المسلحة الاستخبارات العسكرية في تعميم صحفي أنها السند لكل وكالات ووسائل الإعلام، بتسهيل وصولهم وحركتهم إلى مناطق التوترات، بل مرافقتهم إن استدعى الوضع الأمني، موفرةً لهم الحماية مع حرية التنقل غير المشروط كما أكدت أنها لم تمنع السفر لأي جهة بالسودان كما لم ترد إليها شكوى أو لغيرها حيث تشهد بذلك كل الوكالات الإعلامية والقنوات التي تواصلت مع الاستخبارات العسكرية ووصلت شرق البلاد، كردفان ودارفور خلال الفترة السابقة بسجل ناصع وقعت عليه الوكالات العالمية وذكرت في التعميم ان القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية أبوابها مشرعة ومتاحة لتسهيل وصول وحماية جميع الوكالات دون قيد أو شرط، لكل بقاع السودان التزاماً أخلاقياً نابعاً من مبادئها.
وهذا ماننشده ومايستحقه اعلام مابعد الثورة، وعاشت الصحافة حرة دائماً، فأبواب المعلومة يجب ان تكون مشرعة، حتى يتسنى للصحفي تقديم الحقائق كما هي، ودولة تحارب إعلامها تكتب لنفسها شهادة وفاة مسبقة، فالأنظمة الديكتاتورية حاربت الصحافة، لأنها تمارس فعلاً (قبيحاً) تحاول ستره بممارسة القمع، وكل شيء لن يظل بعيدا عن الناس مهما طالت السنين فالحقيقة خُلقت عارية وترفض أبداً تغطيتها مهما حاول البعض ذلك.
والثورة دائماً تريد ان تكون هي والقوات المسلحة في قارب واحد، لكي تعبر الى بر الأمان، وتحقق جميع أهدافها وتبني وطناً كبيراً وعظيماً، نجاح حكومته من نجاح جيشه والعكس، ولكن ثمة فرق مابين من يريد ان يبني وطناً للعامة وبين من يريد ان يبني دولة له ، لذلك يأبى البعض من الذين ينتسبون له إلا ان يتركوا أثراً موجعاً في ذاكرتنا، فالشعب يكفي ثورته صدقاً وفخراً ان هتفت يوماً في وجه الطاغية ( ماهمانا جيشنا معانا) ولكن ماذا فعل الجيش ؟
طيف أخير:
وإن ڪنت شوڪا في سبيلي لعبرت إلى طريقڪ حافيــا

 

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version