زاهر بخيت الفكي يكتب: خرجوا ضدكم يا تجمُع ..!!

سخِر العقيد القذافي في بادئ الأمر من ثورةٍ هبّت ضد نظامه كان على رأسها صبية لا يحملون في أيديهم من سلاحٍ سوى هواتفهم ، وكيف لهؤلاء أن ينزعوا منه سُلطانه بالفيسبوك وهو الذي أزاح في سبيل حُكمه كُل من حاول الاقتراب منه أو الانقلاب عليه ، ولم يتعِظ بما حدث في مصر وتونس وظل يسخر ويُهدد ويتوعد ، وعندما ارتفع الصوت في الطُرقات الصامتة من قبل إلّا للهتاف له ولثورته ، حاول الزعيم أن يتذاكى على الشباب عندما اجتمع ببعضهم وسألهم عن مطالبهم وعن ما دعاهم للخروج للطُرقات فأجابوه بأنهم خرجوا لاسقاط الحكومة فأجابهم بأنّه أيضاً سيخرُج معهم للهُتاف ضد الحكومة ، خرجوا منه ولسان حالهم يقول ، ومن الحكومة التي خرجنا لتغييرها يا زعيم..؟
في صفحة تجمُع المهنيين والتي لا أجزم بأنّها تلك الصفحة الموسومة بالعلامة الزرقاء التي احتفلوا باستعادتها بعد اختطافها من إحدى شظايا التجمُع أم لا ، المُهم أنّهم أنزلوا فيها منشوراً يُشيدون فيه بخروج الثوار للطرقات تنديداً بسياسات التجويع والإفقار التي تُصِر عليها السُلطة الانتقالية والتي قالوا عنها أنّها ذات سياسات البشير التي اسقطوها ، كما يجب اليوم اسقاط هذه الحكومة والمجي بأخرى لفرض توجهات تنموية عادلة ومتزنة منحازة للكادحين والمُنتجين ، وارسلوا في منشورهم (العجيب) تحية كبيرة لجماهير الشعب الصامدة الصابرة في وجه هذا الصلف والردة عن شعارات الثورة وأهدافها.
نستميحك عُذراً شيخنا الجليل محمد مُصطفى عبدالقادر وقد أكثرنا من استلاف مُفرداتك ويكفينا منها هذه المرة ضحكتك الساخرة هههههههها.
وضد من خرج هؤلاء الثوار هذه المرة يا تجمُع..؟
ليتكم تابعتُم فقط الردود على منشوركم قبل أن يأتِ غداً من يُنكره ويُنكِر الصفحة ، لتعلموا أين وصل الوعي بالمواطن المسحوق وبالثائر الذي صدّق من قبل الشعارات الرنانة وقاتل دونها وحقق لكُم نصراً لم تحلموا به وسلمكُم سُلطة ما أظنُكم كُنتُم ستصلونها بمثل هذه المنشورات التي ما عادت ذات قيمة في زمانٍ استيقظ فيه الجميع من حلمٍ تمنوا أن يتحققّ تحت قيادتكم وما فعلتُم للأسف ، لقد أخذتكُم الصراعات والخلافات بعيداً عن همومه ومشاكله وانشغلتُم بمقاعِد حُكم في دولة مُقعدة مُجهدة تحتاج لمن ينهض بها لا إلى من يُزيد بصراعاته مشاكلها ومن يُضيف إلى أزماته أزمة أخرى البلاد في غنى عنها.
لقد خرج هؤلاء الشباب ضدكُم بعد أن راهنوا من قبل أسرهم وخرجوا عليهم لأجلكم وقد ظنُوا ظناً حسناً فيكُم وتيقّنوا بأنّ الحياة التي تمنوها في بلادهم لن تتحقق إلّا عبركم وقد خذلتُموهم ، فابحثوا عن وسيلة أخُرى يا تجمُع تُعيدهم إليكم وتجعلهم طوع أمركم لاستخدامهم وسيلة ضغط ضد من يُخالفكم ، يخرجون متى شئتُم ويعودون بلا إرادة منهم.
لقد فات الأوان يا هؤلاء

 

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version