حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: الحق قديم لا يبطله شيء

جاء في وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قاضيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قوله (الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل)..الشطر الاول من هذه الوصية العظيمة تمثل موقف السودان الراسخ والمبدئي من حدوده الشرقية التي تنازعه عليها بالباطل أثيوبيا، أما الشطر الثاني من الوصية فعلى اثيوبيا ان تتدبره فلا تتمادى في الباطل، ومن شهود هذا الحق القديم للسودان في حدوده الشرقية، ما شهد به وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب في زيارته الاخيرة للسودان، فالتصريح الذي أدلى به الرجل حول أزمة الحدود التي تفتعلها اثيوبيا، كان شهادة حق تثبت للسودان حقه، اذ اثبت أن ملك بريطانيا هو من فوض هآرنق تونك بالتفاوض حول اتفاقية 1902 وتوقيعها، كما أن ملك بريطانيا هو من صادق على الاتفاقية عقب التوقيع عليها بين حاكم عام السودان الانجليزي وإمبراطور الحبشة عامها، وأضاف بأن حدود 1902 بين السودان وإثيوبيا من أكثر الحدود في العالم وضوحا، وتحتفظ سلسلة المعاهدات البريطانية في اضابيرها بهذه الاتفاقية الملزمة التي لايمكن التنصل منها أو الغائها من طرف واحد، وقد صدق الوزير البريطاني فالاتفاقية كانت واضحة تماما واشتملت على وصف حدودي واضح لا لبس فيه وبعلامات واضحة المعالم كما حددها المسار الحدودي، وما ذكره الوزير بكل الصدق والامانة والنزاهة والحيادية يقطع بسيف الحق كل الادعاءات الاثيوبية الباطلة، وهذا الذي قاله وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب يمثل دعوة صريحة لإثيوبيا بالرجوع عن ادعاءاتها في الحدود السودانية، ولا شك أنه قد أشار لذلك عند زيارته لها التي أعقبت زيارة السودان..
ليست شهادة الوزير البريطاني وحدها التي تثبت حق السودان في حدوده التي اعاد الجيش انتشاره فيها، بل حتى رئيس وزراء اثيوبيا السابق ملس زيناوي قد شهد بها، اذ قال زيناوي في حديث مذاع وموثق أمام البرلمان الفيدرالي الإثيوبي قبل اعوام، ان الأرض التي انسحب منها الجيش الإثيوبي هي أراضي سودانية كان قد احتلها في 1996، كما أضاف إن حكومته تعترف بخط قوين الحدودي وإنها شكلت لجنة مشتركة مع السودان لترسيم الحدود، كما يشهد على حق السودان أن اثيوبيا التي حاولت التنصل عن اتفاقية عام 1902 واعلنت عدم الاعتراف بها، هي اثيوبيا ذاتها التي اقدمت على ترسيم حدودها لدولتي جنوب السودان واريتريا وفقا لاتفاقية عام 1902 نفسها التي تنكرها الان، وكما قال سيدنا عمر رضي الله عنه ان الحق قديم ولا يبطله شئ، فالاكرم لاثيوبيا اليوم من التمادي في الباطل الذي لن يكسبها حقا ليس لها، ولن تفيدها كل (الحركات) التي تنفذها، من شاكلة طلعات جوية لن تهز شعرة في رأس اي جندي سوداني، وعمليات وحشية لا انسانية واغتيالات لمدنيين عزل، وتحشيد عسكري وضجيج اعلامي ودبلوماسي، الاكرم لها ان تعود الى جادة الحق لتحافظ على العلائق الشعبية المميزة بين الشعبين والتي لن تفصمها مثل هذه الحماقات التي تدفعها لها قلة قليلة لها اهداف ومصالح تخصها ولا تعني مجموع الشعب الاثيوبي الحبيب في شيء..

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى