حوارات

الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة: لن يكتمل السلام بدون الحلو وعبد الواحد

أزاح الأستاذ نهار عثمان نهار الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة جناح بخيت عبدالكريم دبجو، الستار عن موقف الحركة فيما يجري من أحداث على الأرض عقب توقيع رفاقهم حاملي السلاح من الحركات على سلام جوبا وقدومهم لأرض الوطن تنفيذاً للاتفاق، وقال إنهم يتابعون عن قرب كل المستجدات معرباً عن أملهم في أن يلتحق من لم يوقع على السلام من الحركات بالعملية السلمية في أقرب وقت لأجل الاستقرار والسلام وفتح الباب أمام مجهودات التنمية والانطلاق نحو رفاه المواطن السوداني، بيد أن نهار أعرب خلال هذا الحوار الذي أجرته معه (الصيحة)، عن أمله في أن تتم ما تبقى من برامج الترتيبات الأمنية بين حركتهم والحكومة وأن تعمل الوساطات والحكومة لحلحلة خلافاتهم مع حركة جبريل، هذا وغيره الكثير في هذا الحوار:-

 

ـ بعد خلافة دبجو للقائد ضحية لم يكن هنالك نشاط واضح للحركة في الساحة السياسية؟

حقيقة أن القائد دبجو خلف المرحوم محمد بشر أحمد عبد الرحمن رئيس الحركة وكان سليمان ضحية نائباً له في وقت التوقيع على وثيقة الدوحة في عام 2013 وبعد عودتنا إلى السودان عبر تشاد تم الهجوم علينا في منطقة بامينا مما أدى إلى مقتل القائد محمد أبشر والقائد سليمان ضحية وبعد ذلك أقمنا مؤتمرا في مناطق سيطرة الحركة وتم تكليف بخيت عبد الكريم عبد الله دبجو بقيادة الحركة وقبل أن يكون قائدا للحركة كان قائداً عاماً لحركة العدل والمساواة حتى في وقت توحيدها في وقت المرحوم الدكتور خليل إبراهيم وقبلها كان نائب القائد العام لحركة تحرير السودان وقتها بدأنا الترتيب لأن الحادث في بامينا أدى إلى مقتل أكثر من أحد عشر من قيادات الحركة وتم أسر عدد أكثر من 18 قائدا من مجموعة دبجو في السودان لمدة أربع سنوات. وبعد ذلك تمكن جزء منهم من الهروب من الأسر، والبقية أطلقوا سراحهم في 2017 لعدة أسباب منها أن الحركة كانت في محاولة لترتيب صفوفها وبعد أن تم ذلك جاءت الى الخرطوم من أجل تنفيذ بنود الاتفاق، وكانت واضحة وموجودة ونشاطها واضح جداً في السياسة من نقطة التوقيع من 2013 إلى هذه اللحظة باعتبار أن الحركة كان لديها جناح عسكري كبير جداً واهتمت كثيراً بملف الترتيبات الأمنية وأيضاً اهتمامها واضح بالملفات الأخرى وكان لديها تمثيل على حسب وثيقة الدوحة لسلام دارفور.

 

ــ ومع ذلك فإن الحركة بعيدة جداً عن كل الأحداث التي يمر بها السودان في الآونة الأخيرة؟

الحركة موجودة، حيث أن التوقيع على السلام في 2013 في وثيقة الدوحة إيماناً منا بأن المشكلة في دارفور لا يمكن حلها بالسلاح. واستمرت معاناة النازحين واللاجئين لذلك أن العملية السلمية دفعنا من أجلها ثمناً غالياً، فقدنا رئيسنا السابق ونائبه وقائده وأعداداً كبيرة جداً من الحركة وكلهم كانوا ثمناً لأجل العملية السلمية، ومع ذلك فإن الحركة تحركت وواصلت ولا يوجد ما يسمى (بسلام جديد أو سلام قديم)، نحن نفتكر أنفسنا في الحركة من أوائل دعاة السلام وأن الإخوان الموجودين، وتوصلوا الآن الى سلام جوبا، انضموا إلى العملية السلمية، والآن ساعون بأن ينضم إلينا عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو بالحركة الشعبية لتحرير السودان ليكتمل السلام في السودان. والسلام من دونهم ناقص ولا يمكن أن يكون بالطريقة التي تخدم الاستقرار والتحول في البلد بعد الثورة ثورة ديسمبر تعتبر ثورة تراكمية ولنا دورنا في حركات الكفاح المسلح ولنا دور في الانطلاقة في دارفور، وأيضاً الحركة الشعبية قطاع الشمال. وهذه نتيجة تراكمية أدت إلى الثورة التي أتت إلينا بوضع جديد وتحول ديمقراطي حقيقي واحترام للحرية والسلام والعدالة والشعارات المرفوعة من كل الشعب السوداني .

 

*موقف الحركة من عبد الواحد لعدم توقيعه على وثيقة السلام؟

نحن نفتكر أن العملية السلمية لأجل أن تكتمل هذه ضرورة لذلك يجب استصحاب كل مكونات الكفاح المسلح بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، ونعتقد أن طرحهما جميل للعملية السلمية، إلا أن هنالك بعض اختلاف في وجهات النظر حول هذه العملية عبر المؤتمر الشامل الذي يدعو له عبد الواحد، ونحن أيضاً نرى أن هذه فكرة جيدة جداً وجديرة بأن تسمع وتجد فرصة للتنفيذ لأنها شملت أهل المصلحة.

*موقف الحركة مع القوات المسلحة في الدمج؟

الحركة من رحم هذا الشعب ومن رحم القوات المسلحة، وأن الحركة بعد أن وقعت على وثيقة الدوحة في عام 2013 كانت بدايتها بملف الترتيبات الأمنية لأننا نرى أنه الملف المهم، نتيجة لذلك تم استيعاب عدد كبير 1500 مقاتل من الحركة في صفوف القوات المسلحة بأفرعها المختلفة، وموجودون حتى في مقاتلي الحركة وموجودون في كل الدوائر في الخنادق الأمامية في الجبهة الشرقية، في الدفاع عن السودان وفي نفس الوقت أن الدفعة الثانية للترتيبات الأمنية موجودة في المعسكرات أكثر من (2000) مقاتل موجودون في معسكرات الحركة تنفيذاً لبند الترتيبات الأمنية في وثيقة الدوحة، وهم جزء من القوات المسلحة وهم مشاركون مع إخوانهم في الدفاع عن السودان وهذا الموقف الذي يقف فيه كل السودانيين.

 

نحن الآن نطلق مبادرة لكل القوى السودانية أن تضع الخلافات الحزبية والفكرية جانباً ولتقدم لدعم القوات المسلحة، وفي حالة تعرض السودان الى اعتداء عليه في أراضيه أو انتهاك لسيادته يجب على القوى السياسية أن تقف أمامه.

 

ـ مارأيك في عملية الدمج وموقف الحركة حيالها؟

نحن ملتزمون بما جاء في الوثيقة ونفتكر أن وثيقة الدوحة أرضية ثابتة للسلام وأن سلام جوبا هو تمامة لما بدأ في وثيقة الدوحة.. ونقول إن السلام أصبح جديداً وقديماً وأن هذا الأمر يجب أن يجد الاحترام لأن وثيقة الدوحة وراءها دولة قطر وكانت قادرة على الدعم سياسيًا وماليًا والآن المصالحات التي وقعت في الخليج سوف يمكنها من التواصل في إنفاذ وثيقة الدوحة.

 

*كيف تنظرون لمستوى تنفيذ اتفاق جوبا حتى الآن وبم تنصحون شركاء السلام؟

نحن نرحب بسلام جوبا وعلى حركات الكفاح أن ينفذوا ما تم من سلام، وفي نفس الوقت كموقعين على وثيقة الدوحة نرى أن الحركات الموقعة والموجودة في الداخل يجب أن تكون جزءا منا لتنفيذ هذا الاتفاق وتنفيذ العملية السلمية مع وجودهم وتمثيلهم في كل المؤسسات الدولية على مستوى الإدارات والولايات ومستوى تنفيذ الترتيبات الأمنية في القوات المسلحة بأفرعها المختلفة، ومن أجل أن يتم الاستقرار لابد من التمثيل في كل العملية السلمية حتى لا نكرر الأخطاء التي حصلت سابقاً وأن يكون الاهتمام بكل الفصائل لأنه في نهاية الأمر كلهم مقاتلون في الميدان ولم يتم الإقصاء، ويمكن أن يطلعوا من العملية السلمية وأن السودان الآن في مرحلة بناء وتحول كبير يجب أن تستفيد الدولة من كل حملة السلاح لكونه جزءا من تنفيذ هذه الاتفاقية وأن تجد الاحترام اللازم من الدولة ومن القيادة السياسية المدنية والعسكرية، وعلى أن تكون على أرض الواقع، وهذا موقفنا، ومن هذا المنبر نطالب كل القيادات السياسية بالدولة أن تنفذ هذه الاتفاقية. ولدينا أيضاً اتصال بكل علاقتنا الطيبة جداً وكل هذه الفصائل والدول الموقعة والموجودة سابقاً يمكن أن ينجح هذا الأمر .

 

ــ أين يتواجد بخيت عبد الكريم دبجو؟

هو عميد في الجيش السوداني وهو في مهام رسمية للجيش السوداني وأن الحركة لم تكمل ملفاتها في الترتيبات الأمنية ولدينا قوة عن قريب سوف تدخل إلى الشرطة والترتيب إلى دخول جهاز الأمن ودبجو يواصل عمله ونحن في الجناح السياسي نواصل عملنا وحتى الآن الحركة عسكرية سياسية ولم يتم تحويلها الى حزب سياسي .

 

*رفع السودان عن قائمة الإرهاب؟

نقدر الخطوات التي تمت في السياسة الخارجية للسودان وهذا نتيجة عمل كبير جدا تم خلال المرحلة الماضية ويمكن أن يضع السودان في مساره الجديد، وعلى السودان أن تكون له علاقات متوازنة مع كل الدول وهذا لا يمنع السودان من دعم التحرر الوطني سواء القضية الفلسطينية أو القضايا الأخرى.

*رأيك في ما بعد السلام؟

معالجة تقييم المناهج لأنها تحتاج إلى تكوين مواكب للعصر بما يتوافق مع أعراض مجتمعنا وأن الدولة دولة مواطنة وأن نبتعد من الأشياء التي تدفعنا إلى التطرف والإرهاب وأن المناهج تحتاج إلى تعديلات كثيرة جداً وهذه مطلوبات الثورة الإصلاحية ومراجعة قوانين الأحوال المدنية التي يرفع فيها الظلم عن المرأة والقوانين المقيدة للحريات والتي تتوافق مع العرف السوداني وعلى حسب المواثيق السودانية لا يجوز التمييز بسبب لون أو دين.

*تطورات الجانب الاقتصادي؟

به مشكلة كبيرة جدًا وحتى الآن لاتوجد آفاق للحلول ويحتاج لعمل وإلى جهد كبير من الحكومة وأن الحاضنة السياسية إقصائية جداً ويجب أن نبتعد عن أن تكون الفترة الانتقالية محصورة فقط لجهة من الجهات وأن الحرية هي للكل وليس لحزب ويجب وقف الاعتقال دون تهم ويجب محاكمة المعتقلين، بألا يكون هنالك اعتقال لفترات زمنية طويلة حتى لا يقدح في شعارات الثورة ونحن مع محاسبة كل مجرم.

 

*تقسيم المناصب للحركات الموقعة؟

هنالك وثيقة واضحة أن تنفذ بطريقة واضحة وأي تأخير في التنفيذ لا يشجع على العملية السلمية وفي المرحلة القادمة نسعى لدعم الاستقرار في مناطق النزاعات في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ويجب النظر إلى حلحلة كل الإشكليات الموجودة.

حوار: عوضية سليمان

    صحيفة الصيحة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى