تحقيقات وتقارير

بظهور “علي البخيت” مديرو المكاتب.. شخصيات أكثر نفوذاً

 

ثمة اعتقاد جازم بأن مديري مكاتب المسؤولين بالدولة هم الأكثر نفوذاً من المسؤولين أنفسهم سيما أن الطريق إلى قادة الدولة يمر بهم وأن القرارات الكبيرة تتم تحت أنظارهم، وأنهم قريبون من الصفقات السرية والقرارات الاستراتيجية، لذا برزت عدة أسماء من مديري المكاتب كقيادات فأعلة ومؤثرة في ديسك الدولة والحكومة.

 

أبرز الوجوه
في عهد الحكومة الانتقالية التي لم يتجاوز عمرها عامين، برزت عدة أسماء لمديري مكاتب أثاروا جدلا واسعا في الساحة السياسية والتنفيذية ابرزهم منى قرشي مدير مكتب وزير التجارة والصناعة التي ظهرت الى جانبه في أحد المؤتمرت الصحافية وتحدثت عن أزمة الخبز والدقيق.. وكشفت التقارير الإعلامية لاحقاً أنها وثيقة الصلة بلجان المقاومة بل عملت على استقطابهم من أجل دعم وزير التجارة والصناعة مدني عباس مدني.. بيد أن منى تقدمت باستقالة غامضة من منصبها في الفترة الماضية وسط أنباء تشير إلى وجود خلافات مكتومة بينها ومدني عباس مدني.

وطبقاً لمصادر صحافية فإن أستقالة منى قرشي جاءت بعد شعور مدني عباس بتزايد نفوذها داخل الوزارة، مما اضطره لحجبها وتخفيف تكاليف وتقليل صلاحياتها واشتد الخلاف بعد انتقادات قيل انها وجهتها لمدني عباس بسبب اختياره لشخصيات معينة لتأسيس شركة حكومية تتبع للوزارة.

 

أسماء أخرى
لم تكن منى قرشي الوحيدة من مديري المكتب التي ظهرت خلال الفترة الانتقالية، ثمة أسماء أخرى برزت عند مدخل الحكومة الانتقالية مثل اسم حبيب العبيد مدير مكتب وزير النقل والبنية التحتية السابق هاشم طاهر، واضطر لتقديم استقالته بعد فترة وجيزة من تعيينه، وتشير التقارير الاعلامية في أوقات سابقة إلى أن استقالة حبيب العبيد تعود لتسريب خطاب مذيل بتوقيعه يشير لاستغلال نفوذه عبر استقطاعات من العاملين للمساهمة في قضية اجتماعية تخص الوزير.. حينها قوبلت الخطوة بهجوم عنيف على إثره غادر حبيب العبيد موقعه قبل أن يدلق خطاباً اعتذارياً على باقات الميديا المختلفة.

 

الرجل الغامض
ربما لا يعلم الكثيرون اسم مدير مكتب رئيس الوزراء علي البخيت والادوار التي يقوم بها، وظل الرجل يضرب حول نفسه سياجاً من الصمت المطبق رغم أنه يقوم بأدوار كبيرة في كابينة القيادة، أبرزها مشاركته في اجتماع الوفد الإسرائيلي الزائر للخرطوم في الشهور الماضية الذي كشفت مصادر صحفية أجندته في حينه..
فوق ذلك ظل البخيت رقماً ثابتاً في معادلة إزالة السودان من لائحة الإرهاب، وملف التطبيع مع إسرائيل مع ذلك لم يخرج للإعلام إلا بعد الانتقادات التي وجهها مدير المركز القومي للمناهج د. عمر القراي لحمدوك عقب استقالته، فانبرى البخيت مدافعاً عن رئيس الوزراء عبر حوار نشرته صحيفة (السوداني) قال فيه أن القراي كثير الحديث للاعلام وأنه لن يعود لموقعه مرة اخرى جراء اقدامه على انتقاد حمدوك بطريقة يراها البخيت غير لائقة، ثم شدد على أن حمدوك ليس دمية في يد اي شخص او جهة، وربما تكون هي المرة الاولى الذي يطل فيها أستاذ اللغة الانجليزية السابق ومدير مكتب حمدوك على الاعلام .

 

من أين لهم بالنفوذ؟
ثمة تساؤلات شتى حول النفوذ الذي يصنعه مديرو المكاتب حول أنفسهم لدرجة ظهورهم كمراكز قوة داخل الوزارات وصناعة هالة إعلامية حول أنفسهم..
يقول المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم إن الهالة المرسومة حول مديري المكاتب سببها الأساسي الجمهور لأن مدير المكتب هو الذي يتعامل مع الجمهور ويقوم بإيصال شكاويهم ومقترحاتهم للوزير بالتالي يسعى البعض للتقرب منه وصولاً للوزير، بالتالي يصبح مدير المكتب الأكثر تاثيراً في حوش اي وزارة أو مكتب حكومي، ويضيف في أوقات سابقة برز مديرو مكاتب مثل الفريق طه عثمان مدير البشير، حيث ظهر طه بنفوذ أكبر من نفوذ جميع المستشارين والمساعدين في جهاز الدولة.. وحول الادوار الفعلية التي يجب ان يقوم بها مدير مكتب المسؤول يقول شوقي عبدالعظيم أن ادوارهم هي تحديد خارطة عمل الوزير وتوزيعها على الادارات وترتيب جدول عمل الوزير فضلاً عن استشارته في كثير من القضايا والاستماع لنصحه.

 

حول مواصفات مدير المكتب يقول شوقي إنه يجب ان يكون مدير المكتب من الشخصيات القديمة بالوزارة والتي لديها علم بدهاليز العمل بالوزارة والمقدرة على التحرك والتفكير، غير ان استاذ العلوم السياسية د. إبراهيم الكباشي يرى ان نفوذهم ياتي من الملفات الموكلة لهم وقال إن مدير مكتب أي مسؤول سواء كان مدير مكتب وزير أو رئيس للوزراء يكون مطلعاً على كل الملفات بالوزارة ومتبعاً لإنفاذ هذه الملفات ومن هنا ياتي نفوذهم عبر تحركهم في متابعة الملفات الحيوية والكبيرة.

 

أسباب الظهور؟
هنالك من يتساءل عن أسباب ظهور مديري المكاتب عبر الإعلام والحديث في القضايا الكبرى ويقول د. إبراهيم الكباشي إن ظهورهم ربما اقتضته ضرورات مهمة لتوضيح بعض الحقائق الغائبة عن الجمهور، وقال إن ظهور مديري المكاتب ليس حصرياً على السودان بل في عدة دول ديمقراطية يطل مديرو المكاتب على الإعلام للحديث عن قضايا مهمة وتقديم معلومات حولها، فيما يقول شوقي عبدالعظيم إن حضورهم في المشهد مهم سيما أنهم الأكثر التصاقاً بالمسؤولين.

 

هل محمدة ولا مفسدة؟
هنالك من يرى ان حضور مديري المكاتب في الملفات المهمة أمر غير مقبول وينبغي تحجيمهم وحصر دورهم في العمل المكتبي فقط يقول د. ابراهيم الكباشي ان تدخلهم في القضايا المهمة سببها غياب المؤسسية في اجهزة الدولة وحال وجود عمل مؤسسي لن يتدخل مديرو المكاتب في اي قرار أو دور، فيما يرى شوقي عبدالعظيم إن تدخل مديري المكاتب في القرارات نوع من الفساد.

تقرير – عبدالرؤوف طه
الخرطوم : (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى