حواراتأبرز العناوين

في مقابلة “رتق الفتق” موسى هلال من أمام مقر المحاكمة العسكرية

ليست لديّ مشكلة شخصية مع حميدتي.. وتمت اتصالات مع عبد الرحيم لا علاقة لي بما يجري في ليبيا.. وحقوقنا كسجناء مصانة أدعو الرزيقات للوحدة والتماسك والابتعاد عن الفتنة

لم يكن القرار لإجراء هذه المقابلة سهلاً. عندما تواصل معي من يخبرني برغبة هيئة الدفاع عن زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال، المُعتقل منذ النظام البائد وتُجرى محاكمته حالياً في إجراء مقابلة. قال إن هدفها جمع الصف “ورتق الشقة”.

فكرت واستشرت. فكان الإجماع بالموافقة على إجرائها، وأنا على يقين التحفظات التي يمكن أن تحدث لإجراء مقابلة كاملة مع رجل ما زالت محاكمته مستمرة.
وافقت وفي الموعد المضروب، دلفنا إلى مبنى المتحف العسكري. حيث تُجرى المحاكمة وتمّت المُوافقة على أن تكون عقب جلسة من جلساتها.

أول ما وقع بصري كان على، موسى هلاِل وهو يجلس تحت ظل شجرة ليمون على طرف من المبنى العتيق. وسط هيئة دفاعه في انتظار جلسات المحاكمة. لم تكن ملامح الرجل تدل على أنه متهم ويُحاكم أمام محكمة عسكرية. الأجواء أقرب ما تكون جلسة بين أصدقاء.
المكان ليست فيه تلك الاستعدادات. ولا الإجراءات المشددة في الدخول. رغم أنه يتوسط قيادة القوات المسلحة.

جلسنا أمام القاعة التي ستُجرى فيها المحاكمة. وقُبيل بدئها، عَبَرَنا الرجل إلى القاعة، يُحيط به أعضاء هيئة الدفاع. دقّقت في ملامحه، غير أن مركوب “جلد النمر” الذي ينتعله، ونصاعة جلبابه جذباني بعيداً.

حيّانا بإشارة من يديه وابتسامة ودودة ومن ثم دخل إلى القاعة. بعد انتهاء الجلسة جاءنا مصافحاً. وبعدها، سأل: إلى أي وسيلة إعلامية تُنتسبون؟

بعد الإجابة، جلسنا إليه قرابة الثلث ساعة. حاولنا استنطاقه في قضايا مختلفة. فكانت هذه الحصيلة التي خرجت بها “السياسي” من المقابلة:

معتقلنا في مقر الدعم السريع “كويس شديد وراقي”

* من الطبيعي أن نبدأ حوارنا هذا معك بالسؤال عن ظروف التحفظ والاحتجاز. كيف هي؟
– الحمد لله. مررنا بثلاث مراحل في التحفظ. الأولى كانت قبل سقوط النظام البائد. خلال تلك الفترة كان الاعتقال مشدداً جداً. إذ لم يسمح لنا بلقاء محامينا كما كانت الزيارات ممنوعة عنا. عقب سقوط النظام تم نقلنا إلى إشراف الاستخبارات.

بعدها، حدث انفراج كبير وأتيحت لنا الزيارة، وتغيّر التعامل بشكل كبير جداً. بتنا نصلي في جماعة. وعندما تم نقلنا الآن إلى مقر الدعم السريع، بات التعامل أفضل وتحسّن بشكل كبير جداً. حيث انتظمت زيارات الأسرة وامتدت إلى الأقارب كل خميس. وتغيّر نوع الغذاء والاهتمام الصحي. ولكن مع جائحة كورونا قلّت الزيارات. غير أنّ أسرنا الآن تعمل فحص كورونا وستواصل في زيارتنا.

واستطيع القول: “كويس شديد وراقي. توجد ساحة نتمشى فيها. وجباتنا جماعية وحتى ضباط الدعم السريع المسؤولين عن حراستنا يتناولون الطعام معانا في مائدة واحدة. ونصلي مع بعض. حقيقة للتاريخ، الواحد يقولها: لو السجن فيهو إكرام، أكرمونا من ناحية التعامل“.

* طيِّب، بالنسبة لفترة التحفظ، كانت طويلة. قطعاً توجد إشكالات صحية. هل كانت هناك متابعة طبية؟
– بالنسبة للمتابعة الطبية، حتى خلال الفترة التي كنا فيها في الاستخبارات بين كل وقت وآخر. يعني بعد شهرين أو ثلاثة، تتم المراجعة للفحوصات بصفة كاملة. معتقل جهاز الأمن كان فيه مستوصف وبه أطباء يتابعون معنا. بالنسبة لموقع التحفظ الجديد في مستوصف الدعم السريع والأطباء يأتونا في محلنا ويتابعون معنا بصورة مستمرة.

* ما هو موقفك الصحي الآن؟

– “صحتي كويس الحمد لله. ما عندي حاجة حسب الفحوصات والتقارير الطبية. ياهو النزلات العادية دي بتجي بتضرب الناس زيّنا وزي أي إنسان موجود في العاصمة، لكن الأمراض الكبيرة دي زي الضغط والسكري ما عندنا”.

* منذ متى بدأت المحاكمة؟

– المحاكمة بدأت قبل سقوط النظام بـ3 سنوات ومستمرة.
* هل وفّرت لكم سبل العدالة بشكل مُرضٍ من لقاء محاميكم. وسهولة الاتصال بهم؟
– قبل سقوط النظام في فترة التحقيق والتحري، كان هناك تضييق شديد. بعده، حدث انفراج وبتنا نلتقي المُحامين في المحكمة. وكذلك في أماكن احتجازنا. بالنسبة لإجراءات المحكمة فهي الإجراءات الاعتيادية بعد نقلنا إلى مقر الدعم السريع بات التعامل معنا أفضل

* ننتقل بك إلى القضايا الأخرى. كيف تنظر لوضع قبيلة الرزيقات وتماسُكها الآن؟

– أولاً: دعني أترحّم على شهداء حادث مستريحة من الطرفين. وأترحّم على شهداء السودان قاطبة الذين سقطوا خلال الفتن التي حدثت. وكذلك خلال الفيضانات والسيول.
“بلا شك، القبيلة، تكلمنا مع الأهل ودعوناهم الى التماسك وعدم الاستجابة للجهات التي تسعى لزرع الفتنة داخل القبيلة. والفتنة دي ما جديدة، في تجارب حصلت قبل كده لإخواننا في قبيلة المسيرية. بعض الجهات زرعت فيها سموم زي دي. وقسمت القبيلة من نظارة واحدة إلى 18 إمارة. ولكن في النهاية الناس قعدت وحلت المسألة.

وهناك سعي من بطون الرزيقات لإيجاد حل للمسألة. خاصة أن المرحلة الحالية هي مرحلة سلام. وعلى الجميع التماسك والتعاون لتخرج بالسودان إلى بر الأمان. وكل المؤشرات الآن تدل على أن السودان مُقبل على استقرار وتحقيق السلام الشامل”.
هلال مع محاميه

* هل أنت متابع لمسألة السلام وكيف تنظر اليها؟

_ الآن، أفتكر التوجه الماشي أن يستقر السودان ويصل إلى مرحلة السلام. وبلا شك، بدون الأمن البلد ما بتمشي. فنعمة الأمن بتخلينا نمشي بالبلد دي خطوة لي قدام. القرارات حسب ما متابعين، منها شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. واستعادة الحصانة السيادية. ودي كلها أشياء مبشرة. وأظن على أهلنا الرزيقات ان ينتبهوا الى هذه التطورات. وما يدُوا فرصة لأي إنسان شامت. وقد لا نخلو من شماتة لو عملنا مشكلة في بعضنا وخسرنا ضحايا أو مات أهلنا. وصيتنا لأهلنا إنو يستوعبوا هذا الكلام. ويكونوا بمستوى العقل والدراية. وأن يبتعدوا عن هذه المحاور الضيقة”.

* شايفك متابع كويس ما يدور بالخارج. فهل هذا يعني أنه تم لك توفير وسائل لتتابع الأحداث؟

– والله عندنا شاشات تلفزيونية. متابعين الأحداث باستمرار في قناة السودان والعربية والحدث والجزيرة. كلها متابعها باستمرار.

لا توجد مشكلة بيني وعبد الرحيم دقلو.. تواصلت معه أربع مرات

* في مسألة الاتصالات. هل هناك اتصالات بينك وحميدتي وعبد الرحيم دقلو خلال الفترة الماضية؟

– جرت اتصالات بيني وبين الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو. تلات أو أربع مرات.

* هل المشكلة بينكم شخصية؟

– لا توجد مشكلة شخصية بيني وبين عبد الرحيم أو حميدتي.

* كيف تنظر لمشاركة قبيلتك في الحكم بمستوى النائب الأول لرئيس مجلس السيادة؟

– نحنا في قبيلة الرزيقات، مُشاركين في حكم السودان منذ الاستقلال. وقبلها الثورة المهدية. وكثير من أولادنا شاركوا في مواقع قيادية. نحن الآن ننظر الى النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي كرجل دولة وبمثل كل المواطنين. ويعمل بطابع مؤسسي مع إخوانه في المجلس السيادي بشقيه العسكري والمدني. والدولة أعطته وضعه الطبيعي. وتم تكليفه ليكون على رأس وفد التفاوض الحكومي. (لو الدولة ما محترماه ومقدّراه، ما كان كلفوهو بقيادة ملف السلام. وكونه يكون على رأس المجموعة التي باشرت السلام وأشرفت على السلام. بالنسبة لنا عملٌ مُشرفٌ وعظيم).
وتحسب له كقائد لقوات الدعم السريع، قدم قوافل دعم إنساني في السيول والفيضانات. والمُساهمة في دعم التعليم والصحة. هذا عمل جيد يُنسب للدعم السريع وللقائد محمد حمدان وضباط وكل منسوبي القوات.

ضيق العيش.. سببه انعدام الخبرة لدى المسؤولين المدنيين

* من خلال إجاباتك اتضح أنك متابع للوضع العام في البلد عن كثب. كيف تنظر للتغيير الذي حدث؟

– التغيير الذي حدث، جاء بطلب من الشعب السوداني. له إيجابيات وسلبيات. أهم وأكبر الإيجابيات، هو توقيع السلام ورفع السودان من قائمة الدول الراعية الإرهاب والحصانة السيادية. أما السلبيات، فتكمن في ضيق المعيشة وأزمة الوقود. وذلك نسبةً لعدم وجود خبرة لدى المسؤولين في الجانب المدني، جعلت المواطن يدفع الثمن.

* ننتقل بك للحديث عن مجلس الصحوة. هناك حديثٌ بوجود قوات تابعة للصحوة تقاتل في ليبيا هل عندك فكرة عنها؟

– ليس لديّ أيِّ تواصل، ولا علاقة مع مجلس الصحوة في ليبيا.

حوار – عثمان فضل الله

صحيفة : السياسي

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى