زهير السراج يكتب: الكافر مِنو ؟!

* يخدع البعض أنفسهم عندما يعتقدون أن الدين هو الوضوء والصلاة، واداء الفرائض وحضور الجمعة والبكاء في المساجد، وان يفعلوا بعد ذلك ما يريدون !
* “رغم إنني أعرف ان معظم الشيوعيين يصلون، ولكن لابأس لنمضي في اتجاه المفاضلة بين الشيوعيين الذين لا يصلون وبين الاسلاميين الذين يجيدون الصلاة ركوعا وسجودا حتى تكاد جباههم (تخرم المصلاة) .. الصلاة التي تبدأ بوضوء سابغ على سائر الجوارح وغسل الأيادي من ما علق بها من أوساخ، وعندما ننظر إليها نرى أنها نفس الأيادي التي تمارس البطش والقتل والتزوير السرقة. والفم الذي يتم غسله من كل قول سيئ هو نفسه الذي تسمع منه (اولاد الحرام) و(لحس الكوع) والاكاذيب في كل يوم، وهو الذي يمضغ المال الحرام ليمضي للبطن التي تتمدد بالحرام وتنتفخ بالحرام، والانوف التي يتم غسلها من مخاط وغبار هي نفسها التي تستنشق العطور من المال الحرام، والتي يتم دسها (في خصوصيات الناس) والتقارير المفبركة بالأكاذيب والترصد” .. هكذا يقول الكاتب الإسلامي (راشد عبد القادر)!
* ويواصل: “والوجوه التي تتهيأ لاستقبال وجه الله الكريم هي نفسها التي جف منها ماء (الحياء)، تنظر اليها فترى الدجل وبغض الآخرين، وتنظر الى الرؤوس التي يتم غسلها من كل فكرة سيئة وكل فهم سقيم فلا تجد الا رؤوسا تتناجى بالإثم والعدوان وتدمير الوطن والكيد للأخرين، والاذان التي يتم غسلها من الاستماع للفواجر، هي نفس الاذان التي ما فتئت تسمع كل وشاية ونميمة في الاخرين وفى بعضهم البعض، والارجل التي يتم غسلها من اوساخ طريق لا تقود الى الله، هي نفسها التي تهرول في كل سيئة وتسعى لكل مصيبة وتمضى في كل امر يغضب الله ويسوء الناس” !
* “والصلاة التي يصطف فيها الجميع في مسير واحد لله، يخرجون إليها بمسير يخصهم هم ولا يخص الناس، يكرِّس لدولتهم ولا يكرس لدولة (عباد الله)، ويأنفون من الناس ولا يحاذونهم في الصلاة الا (مكرهين)، ويبدؤون الصلاة ب (الله اكبر)، ثم تنظر فتجد ان كل شيء لديهم اكبر من (الله)، فسلطتهم اكبر واموالهم اكبر، وحزبهم اكبر”!
* “يقرأون (الرحمن الرحيم) فلا يرحمون ولا يرأفون، ويرتلون (مالك يوم الدين) فيعتقدون أنهم مالكو (يوم الدنيا)، يرفعون ويخفضون، يُقرِّبون ويُبعدون، ويظنون ان الله لا يسألهم عن فعلهم ومساوئهم، ويقرأون (اياك نستعين) فتنظر الى شيخ (الامين)، وتنظر الى (بله الغائب) والفكي (ابو دجاجه) وكل دجال ومشعوذ .. ويدعون الله ان يهديهم الصراط المستقيم .. (صراط الذين أنعمتَ عليهم)، ويظنون ان نعمته هي السلطان وتسلطهم على اموال الناس ورقابهم ليفعلوا بهم ما يشاءون”!
* “يتعوذون من المغضوب عليهم ومن الضالين، ورغم انهم ينظرون الى وجوههم في المرايا صبحا ومساء لا يعلمون انهم هم (المقصودون)، ويركعون لله، ثم يركعون لكل صاحب سلطان وكل صاحب مال وجاه و(يا سعادتك ويا سيادتك ويا شيخنا ويا عمنا)، ويبيعون كل شيء حتى الوطن واخلاق الناس لمن يدفع، ويسجدون مطاطيين لله ويتكبرون على خلق الله، فلا تجد منهم الا لؤما وعجرفة وتكبرا وترفعا، ويختمون الصلاة (بالسلام) فتبحث عنه في ظلهم، فلا تجد الا العدوان والقتل والحرب والدمار”!
* “ربما لا يصلى الشيوعيون مثل الاسلاميين، ولكن من ظن ان الصلاة تنفصل عن الفعل اليومي وعلاقات السياسية والمجتمع ومراقبة المال العام والرأفة بالناس فإنه لم يصل ولو ركع الف ركعة وسجد اضعافها وختم المصحف كله في ركعة واحده، ومن ظن ان الصلاة تبدأ بتكبيرة الاحرام وتُختم بالسلام وانها لا تمتد في كل فعل، فهو لم يصل وان جلس في مسجد النور الى يوم القيامة”!
* “المفاضلة بين الشيوعيين الذين لا يصلون وبين الاسلاميين الذين (ينقطون الصلاة) ركوعا وسجودا و(لكنهم صلوا ولم يصلوا)، مفاضلة الذين (لا يسرقون ولا يدمرون الوطن ) وبين ( الذين يسرقون ويدمرون الوطن)، ونعلم لمن تُرجِّح الكفة”!

 

 

 

صحيفة الجريدة

Exit mobile version