عبداللطيف البوني

د. عبداللطيف البوني يكتب: يا عشرين 2021

 

(1 )
عزيزي القارئ لعل هذا هو اللقاء الاول بيننا في العام الجديد والذي نسأل الله أن يكون عام خير وبركة وهدوء واستقرار لبلادنا فالدعاء يجب أن يكون للبلاد لاننا مشمولون داخلها والحب يجب أن يكون للبلاد لان الحبيبة تتخللها فكما قال شاعرنا المجيد تركنا الغناء للحبيبة وغنينا للوطن فوجدنا الوطن هو الحبيبة لاسيما وان بلادنا (جمل الشيل) قد تحملت ما لم تتحمله بلاد في الدنيا من انتكاسات وكوارث ومدلمهات و بلاوى ومصائب وعقوق ابناء وخيانة اصحاب وغدر جيران وقسوة زمان . اللهم انك تعلم أن هذا السودان لم يبق في جسده مكان لطعنة دهر جديدة وانه قد اخذ كوتته من البلايا والتمزق والتشظي والتراجع. اللهم ارفق به واجمع بين قلوب ابنائه اللهم اجعل عامك الجديد جديدا عليه ، عاما فيه نهاية لاحزانه واوجاعه وآلامه

(2 )
لقد سبق لنا أن استبشرنا بعام 2020م وكانت لدينا من الحيثيات ما يدعم تلك البشرى اذ دخلناه وبلادنا وضعت قدمها في عهد جديد فجرته ثورة شعبية مباركة قدم فيها الشباب السوداني حياته رخيصة مهرا للتغيير .دخلناه وحكومة الثورة كانت في شهورها الاوائل والامل يملأ اشرعتها دخلناه . والعالم حولنا يمد لنا اليد البيضاء .دخلناه والصفوف لا وجود لها إلا في الصلاة ولكن لم تمض اسابيع منه الا وظهر لنا ضعف حكومة الثورة فأمسك العالم يده عليه وانحرف دعاة الثورية بالثورة فأرادوها وسيلة للانتقام فتمزق الصف وشلت يد الحكومة واصبح الكل في معاداة الكل فاستطالت الصفوف وعادت المسغبة وعم الاحباط وساد اليأس والقنوط واصبح التربص سيد الموقف واصبحنا في حيرة من امرنا . ولكن ربك رب الخير منحنا ثلاث نفحات وعام 2020م يلملم في اطرافه للمغادرة وهي توقيع السلام الجزئي و خروج السودان من لائحة الدول الداعمة للارهاب ثم استعادة اراضي الفشقة الكبرى والصغرى وها نحن ندخل 2021م بهذة المنصات الثلاثة وهي كفيلة باخراجنا مما نحن فيه اذا حسنت النوايا

(3 )
لقد استحق عام 2020م أن يسمى وبجدارة عام الاحزان الكبرى اذ نقد فيه الموت عددا مهولا من ابناء الشعب السوداني بفعل الجائحة العالمية والجوائح المحلية فمامن شخص منا الا فقد عزيز لديه وما من بيت فينا الا ونصب امامه صيوان الحزن وما من مقابر لدينا والا وضاقت جنباتها بالقادمين الجدد فاللهم وسدهم الباردة واكرم نزلهم واجعل البركة فيمن تركوه خلفهم . لقد كان ينبغي أن يكون لهجمة الموت المرعبة تأثير علينا نحن المنتظرين في الصف كان ينبغي أن تحجم شرهنا وتكالبنا على الدنيا الزائلة وصراعنا على السلطة ولكنها للاسف لم تفعل فمازال التكالب على اشده ومازال الجشع يتمدد ومازال صراع السلطة يستفحل وكأن الواحد منا امامه مائة ليعيشها وهو هذا اهم واخطر متغير الم بنا وهو فقدان الحساسية بالموت وعدم الاتعاظ بهذا الرحيل المكثف للاهل والاحباب . نعم لمقابلة الموت بالصبر والثبات ونعم للواقعية في التعامل مع الحياة (ولادة بلا كواريك وموت بلا كواريك ) كما قال الطيب صالح ولكن هذه اللامبالاة وعدم الاتعاظ يحتاج لوقفة ووقفات فاللهم ابدل نفسياتنا واسمُ بأرواحنا وانعم بالعافية على عقولنا واجعل عام 2021م بداية لمعافاتنا وما بعده من اعوام شهودا على انطلاقنا نحو الحرية والسلام والعدالة.

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى