حوارات

مسؤول المكتب الطبى لمصابي ثورة ديسمبر: ضربوني بهراوات بصورة مؤلمة وفتشوا جيوبي

في الوقت الذي وجه فيه النائب العام بعدم استخدام القوة المفرطة في مواجهة الثوار، وجاءت هذه التوجيهات استباقا لمليونية ١٩ ديسمبر قامت قوة شرطية مكونة من دفارين وعربة بوكس بالاعتداء على مسؤول المكتب الطبى لمصابي ثورة ديسمبر مصطفى احمد خليل وكانت هذه القوة قد طاردت مصطفى من أمام مستشفى فضيل، وتمت محاصرته بعد أن شاركت قوات من شرطة السياحة أسفل مباني “الجريدة” التي رصدت تورط عشرات من أفراد تلك القوة في ضرب مصطفى على ظهره بصورة بشعة مما أدى إلى سقوطه مغشياً عليه على الأرض.
(الجريدة) وثقت للحادثة بالصورة وها هي تجري حواراً مع الثائر المعتدى عليه، فإلى مضابط الحوار:

* لماذا تمت مطاردتك من قبل الشرطة ؟
كنت أمارس في عملي المعتاد بشارع المستشفى حيث انني درجت على متابعة إجراءات علاج الثوار المصابين وفي يوم المليونية تمت مطاردتي بشارع المستشفى وكان برفقتي زميلي عمرو الذي استطاع النجاة من قبل الشرطة وتم ضربي في رأسي بقذيفة بمبان وسقطت أرضاً الا انني استطعت النهوض مجدداً وبعد ذلك ركضت وواصلت الشرطة في مطاردتي حتى وصلت أمام عمارة الحديد والصلب واعترضت طريقي شرطة السياحة وحجزتني وتمكنت الشرطة من النيل مني وقام أفرادها الذين كانوا على متن دفارين بوكس وضربي بهراوات بصورة مؤلمة وسمعت صوت قائد القوة ورتبته نقيب وطلب من عساكره تفتيش جيوبي وقام بالاستيلاء على هاتفي والأموال التي بحوزتي وبطاقاتي الشخصية وشاحن.

وبعد أكثر من ١٠ دقائق ظللت فيها مرمياً على الأرض وفاقد الوعي وتم رفعي في الدفار إلى القسم الشمالي ورفضوا استلامي واخذوني إلى القسم الأوسط والذي رفض أيضاً استلامي باعتبار انني مصاب وبعد ذلك قاموا برميي بالقرب من عمارة فارغة تقع بالقرب من عمارة الدهب.

* كيف وصلت إلى المستشفى لتلقي العلاج ؟
وجدني شخصان على حالتي تلك وفي تلك اللحظات كنت قد استعدت قليلا من وعيي فطلبت منهم أن يحملوني إلى قسم شرطة وطلبت منهم إخراج اورنيك ٨ حتى اتمكن من تلقي العلاج ورفضوا في بداية الأمر الا انه في نهاية الأمر منحوني له وبعد ذلك توجهت إلى مستشفى فضيل وبدأت إجراءات علاجي وقاموا بتخييط الجرح الذي أصبت به في رأسي وقاموا بإجراء فحص الكورونا لي.
وحتى هذه اللحظة منذ الحادثة أنا عاجز عن التنفس وأظهرت نتائج الفحص انني أصبت بكسور في الضلع الثالثة والرابعة وتم تنظيف الجرح وطلبت مني إدارة المستشفى متابعة حالتي مع قسم المخ والأعصاب.

 

* هل بإمكانك التعرف على أفراد القوة التي اعتدت عليك ؟
اذا قدر لي أن التقي بالنقيب الذي كان يجلس في المقعد الأمامي في الدفار سأتعرف عليه فوراً.

* ماهي اهم الانتهاكات التي تعرضت عليها بعد الثورة بخلاف هذه الحادثة ؟
ما زالت الانتهاكات مستمرة فقد تلقيت تهديدات من شخص يرتدي بدلة اشتراكية قال لي بالحرف الواحد ،البتعملوا فيهو ده خلوه، واكتشفت لاحقاً انه يعمل في الأمن الاقتصادي بعد أن ظل يراقب تحركاتنا أمام مستشفى فضيل حيث كان يتعمد أن يسترق السمع إلينا عندما نلتقي أمام المستشفى ونحن نتناول الشاي أمام بائعات الشاي التي اعتدنا التردد عليها ويقوم بدفع حسابنا وفي مرة من المرات قام بتوجيه عدد من الأسئلة لي عن عدد المصابين فى الثورة الذين اشرف على علاجهم ومن أين نأتي بميزانيات العلاج والتقيت بذات الشخص أمام مستشفى الزيتونة وهو يمتطي عربة لاندكروزر بدون لوحات ثم مرة أخرى قام بتغيير لوحاتها من القوات المسلحة إلى الدعم السريع، والتقيته بعد أن تم الاعتداء علي وسألني ماذا حدث لك.

* ذكرت انك تعرضت للإصابة فى الاعتصام؟
نعم أصبت بعيار ناري في الثامن عشر من أبريل داخل ميدان الاعتصام بالقيادة العامة حيث كنت اقود سيارة اسعاف مستشفى المعلم بعد أن تعرض سائق الاسعاف للضرب ورفض مدير المستشفى أن يواصل في العمل بحجة أنه لم يعرض كادره للخطر وذكرت أن الذين يتعرضون للموت في ساحة الاعتصام هم إخواننا وسأقوم بقيادة عربة الاسعاف.
وفى إحدى المرات كنت أقوم باسعاف اربعة شباب في الاسعاف تعرضوا للضرب الشديد وأحدهم أعيق في وجهه وتم إيقاف الاسعاف وطلبوا مني أن أقوم بانزالهم من الاسعاف وقالوا لي بالحرف الواحد، نزل الوساخة ديل وشيل سيدك، وتحت التهديد اضطررت لإنزال المصابين من الثوار وقمت بنقل ذلك المصاب إلى القاعدة الجوية وقاموا بنزع مفتاح سيارة الاسعاف وقذفوا به بعيداً الا أن رائدا في الجيش تدخل واعطاني المفتاح مرة أخرى.

* عقب مرور عامين من الثورة كيف ترى واقع الثوار وتعامل القوات النظامية معهم ؟
كما ذكرت لك ما زالت الانتهاكات مستمرة، ما زال الثوار يتعرضون للضرب والقمع والاعتقالات وانتهاك الحقوق والشاهد على ذلك انني عندما تم رفعي إلى الدفار وجدت فتاة بداخله.
ونسأل هنا أين وزارة الداخلية والنائب العام من هذه الانتهاكات ، لماذا لا تتوفر لي حماية كمواطن يمارس في حقوقه والتعبير عن رأيه بسلمية وأؤكد لك رغم توجيهات النائب العام بعد ما التعرض للثوار فقد تم اعتقال ٣٣ ثائراً في المليونية الأخيرة وتم إطلاق سراحهم في اليوم الثاني للمليونية وتم انزالهم على دفعتين إحداهما بالقرب من مسجد الشهيد والأخرى بالرميلة.

حاورته: سعاد الخضر

    صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى