دبلوماسيون سودانيون يطلبون اللجوء بلندن.. تفاصيل ما جرى

أمس الأول السبت كشفت (السوداني) طلب للجوء تقدم به عدد من طاقم السفارة السودانية – السابقين – في لندن وهم نائب رئيس البعثة وزير مفوض، مدير الحسابات، مدير الجوازات بالبعثة بدرجة العقيد، المدير الإداري بالبعثة، صول المساعد الأول للملحق العسكري، ورقيب أول مساعد ثان للملحق العسكري. ما بدأ مهما في هذه القائمة أن جميع المذكورين لا يشغلون اي وظائف في البعثة منذ وقت اذ أن اثنين منهم تم اعفائهما عبر لجنة ازالة التمكين وهما؛ دبلوماسي في درجة وزير مفوض شغل منصب نائب رئيس البعثة والثاني اداري. وآخرون طلبت منهم وحداتهم العودة إلى الخرطوم بعد انتهاء فترة عملهم إلا أنهم رفضوا العودة لاسباب تتعلق بهم.

 

حكاية هؤلاء
شغلت القضية هذه، (التايم لاين) طوال يوم أمس الأول السبت. وتعد بريطانيا، افضل الخيارات امام الكثيرين في الكرة الارضية ممن قرروا الفرار من اوطانهم لاسباب عدة، وذلك باعتبارها اسهل دولة لتقديم اللجوء السياسي اذ انه ومتى ما وطئت قدمك داخل اراضي المملكة، فانت تحت حماية الملكة وشرطتها معا، اما حملة الجوازات الدبلوماسية فلهم اعتبارات خاصة واجراءات ربما اسهل بحكم المنصب وان كانت جميع تلك الطلبات تخضع لجملة اشتراطات تضعها بريطانيا أمام القادمين اليها، وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها (السوداني) فان اثنين من طالبي اللجوء هما من تم اعفائهما عبر لجنة ازالة التمكين ومنذ شهر فبراير ضمن المجموعة الاولى لمنتسبي الوزارة وهما نائب رئيس البعثة وهو دبلوماسي في درجة وزير مفوض والآخر اداري وبالتالي ليست لديهم اي علاقة بالخارجية ولديهم مطلق الحرية في اختيار البلد الذي ينتوون العيش فيه واي اجراء آخر حولهم يظهر بعد نتيجة الاستئناف الذي تقدموا به لدى لجنة الاستئنافات وهي ما تحدد مصيرهم ففي حال رأت الحق في عودتهما إلى الخارجية مجددا أو رفضت ذلك، اما الاداري الآخر وبحسب ما توفر لـ(السوداني) من المعلومات فقد غادر البعثة منذ عهد الرئيس المعزول وذلك بعد رفضه قرار الهيكلة الذي اعلنه البشير وقضى بخفض عدد الموظفين الاداريين في البعثات إلى واحد فقط، وطلب منه العودة تنفيذا للقرار الا انه رفض وتقدم بطلب للابقاء عليه نتيجة لظروفه الصحية لكن وزارة الخارجية رفضت طلبه وبالتالي سلم جميع ما في عهدته لطاقم السفارة وفضل العيش في لندن ووفقا للوائح الخدمة المدينة فانه وبعد مرور “٤٥” يوما على الغياب يتم فصله وايا كانت الاجراءات في حق الرجل إلا انه اختار البقاء في لندن. وترجح معلومات الصحيفة أن يكون قد تقدم بطلب اللجوء في وقت مبكر منذ عهد المخلوع باعتباره متواجدا منذ عدة سنوات.

 

رفض العودة
وبحسب معلومات (السوداني) فان ما تبقى في القائمة هم ممن انتهت فترة عملهم ورفضوا قرار العودة إلى مؤسساتهم بعضهم منذ عهد النظام البائد وهم مدير الجوازات وهو برتبة ( عقيد) حيث رفض العودة إلى مقر عمله بوزارة الداخلية لاسبابه الخاصة به وارسلت الوزارة بديلا له مديرا للجوازات ويباشر عمله بالسفارة منذ فترة طويلة ويتواجد الان في السفارة في لندن، اما العقيد المنتهية فترة عمله فاختار البقاء في لندن منذاك الوقت ولم يعد الرجل مهتما بالمحكمة التي شكلت له لهروبه عن الخدمة وقطعا دفع “العقيد” ثمن اختياره في البقاء بعيدا في بلد يوفر له ما يحتاجه.

 

جنود الوطن
وليس بعيداً عن حكاوى اختيار المنافي التي تظل هي الخيار الافضل امام الكثيرين فلا يبدو هناك مجال للمقاربة بين حال البلد وتلك التي وسمت بعاصمة الضباب، اذ أن اثنين من مساعدي الملحق العسكري يتبعان لوزارة الدفاع ممن ذكرا في قائمة طالبي اللجوء انتهت فترة عملهما ايضا وطلبت منهما وحداتهما العودة إلى السودان والمقرر لها مطلع الشهر الجاري الا انهما رفضا العودة وفضلا البقاء والتقدم بطلب للجوء.

 

خيار دبلوماسي
لم يعد امرا لافتا أو مثيرا للعجب في أن “ييمم” سفراء الخارجية ودبلوماسيوها وجوههم شطر لندن متى ما ضاقت بهم المباني التي لطالما تبعثرت منها حكاويهم، اذا انه وخلال عهد المخلوع ووقت قبضته الحديدية وسياسة تمكينه، غادر الكثير من السفراء وبعض من اداريي الوزارة ولحق بهم آخرون في اوقات متفرقة بعد أن ضاق بهم الحال وربما كان آخر المغادرين صوب لندن وفي حقيبته طلب للجوء هو سفير السودان في يوغندا السفير عادل شرفي في العام ٢٠١٤م وقتها تعددت الروايات الا أن الرجل استقر بها وعاد الآن بعد سقوط البشير مديرا عاما لوزارة الخارجية التي سبقه اليها السفير الحارث ادريس الحارث وهو من اوائل من اعفتهم الانقاذ وقد اعيد ضمن لجنة اعادة مفصولي الانقاذ، ايضا غادر السفير حسين شرفي مقر بعثته في فنزويلا طالبا اللجوء في كندا.

 

السفير المخضرم السابق عبد المحمود عبد الحليم قال لـ(السوداني) إن اللجوء عامة من حقوق الانسان عندما يخشى الشخص على حياته وامنه، وهنالك لجوء صامت عندما يعبر الآلاف الحدود الدولية كما في حالة اللاجئين الاثيوبيين أو اللاجئين السودانيين لتشاد، ولجوء يعتلى اعمدة الصحف والاخبار عندما يقوم باللجوء شخصية سياسية معروفة.

 

وأضاف: “رأينا في السابق كما هو معلوم حالات لجوء من دول المعسكر الشرقي للدول الغربية، والسودان عرف باستقباله للاجئين”، مشيراً إلى حالات لجوء السودانيين إلى الغرب والولايات المتحدة من أجل اصلاح اوضاعهم الاقتصادية وقليل منهم من يعمل اساسا بالسياسة. وقال إن طلبات لجوء من المؤسسة الدبلوماسية السودانية والعسكرية امر يستدعي رفع حاجب الدهشة، وتابع: “لا نملك معلومات عن هذه الحالات ويمكن بعد التقصي اصدار الاحكام، لكن طلب اللجوء بهذه الصورة الواردة من لندن يشير لخلل ما يتوجب أن يقف الناس عليه”.

سوسن محجوب

صحيفة السوداني

Exit mobile version