وزير الإرشاد والأوقاف: حذف السودان من “مراقبة الحريات الدينية” يدعم إزالته من قائمة الإرهاب

على ضوء إعلان وزارة الخارجية الأمريكية حذف اسم السودان من قائمة المراقبة الخاصة بالحريات الدينية، تحدث وزير الأوقاف والشؤون الدينية نصر الدين مفرح لـ(السوداني) عن الجهود الذي بذلتها وزارته من إصلاح للقوانين وبسط الحريات الدينية، محققة بذلك تقدماً ملموساً ارتد صداه داخلياً وخارجياً..

 

• حذف السودان من قائمة الولايات المتحدة للمراقبة الخاصة بالحريات الدينية، هل له انعكاس على ما ينتظره في قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
حذف اسم السودان من المراقبة الخاصة بالحريات الدينية من شأنه أن يعزز حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لجهة أن الستة اسباب التي تم بسببها إدراج السودان في القائمة من بينها الحريات الدينية وحقوق الإنسان والتعويضات وعدم تعاوننا في قطع العلاقات مع الدول الراعية للإرهاب مثل كوريا الشمالية، واعتقد أن السودان وصل لمرحلة إنهاء هذه الأسباب حيث أن الحذف من قائمة المراقبة يعتبر آخر هذه الأسباب.

 

• كيف سيرتد صدى هكذا إجراء دولياً على السودان؟
حذفنا من القائمة سيكون له صدى واسع حول العالم بسبب أنه يضع السودان في منصة الاحترام من قِبل العالم أجمع من خلال احترام السودان لحقوق الإنسان ودول الجوار ومنع أي تعديات على الحقوق الفردية والمدنية، وكذلك المحافظة على بلدنا ومحافظة بلدنا على القيم والموروثات الداخلية وأيضا موروثات الدول الأخرى، بالإضافة لاحترام سيادة أراضيها وقوانينها، ولأجل هذا كله سيرتد صدى ذلك بالإيجاب دولياً على السودان، وكذلك سيرتد على الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولقد عشنا طوال الفترة الماضية في عزلة دولية مُره أثرت على علاقاتنا مع الكثير من الدول الأمر الذي انعكس سلبا على الاقتصاد الوطني.

 

• ما الجهود التي بذلتها الوزارة محلياً ودولياً للوصول إلى هذا القرار؟
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بذلت مجهودا كبيرا نسبة لواقع السودان المتعدد الأديان، ولدينا الديانة الإسلامية والمسيحية، وقد اعلنا من أول يوم بسط الحريات الدينية وفقاً لما جاءت به بنود الوثيقة الدستورية وأيضاً اتساقاً مع حقوق الإنسان العالمية واحتراما للأديان السماوية التي تحترم بعضها البعض، فبالتالي الجهود الداخلية التي بذلتها الوزارة تتعلق ببسط الحريات، واعلنا التعبد التام بكامل الحرية كلٌ بحسب دينه، وامنّا لكل عقيدة أن تؤدي صلواتها وشعائر عباداتها على الوجه الأكمل بدون مضايقة، وكذلك هنالك إجراءات دولية، فقد التقينا بعدد من المنظمات والكونغرس الأمريكي في زيارة سابقة، وتعهدنا ببسط الحريات الدينية بشكل عملي.. وكذلك التقينا بمفوضية حقوق الإنسان ولجنة الحريات الدينية بالكونغرس وكذلك متابعين عبر رئيس الوزراء ووزارة الخارجية، وكذلك مع المنظومة الكنسية العالمية وعندما لاحظوا بسط التحريات على أرض الواقع وكذلك التقارير التي رفعت من داخل البلاد من المسلمين والمسيحيين على حد السواء، كان دافعاً عزز موقف السودان وأدى إلى شطب اسم السودان من الرقابة.

 

• القانون والتشريعات لعبت دوراً في الحذف كما جاء في الإعلان من قبل الخارجية الامريكية، فماهي التشريعات المقصودة؟
شرعنا في استعادة كل الممتلكات الوقفية سواء أكانت للمسلمين أم المسيحيين، وكذلك بدأنا تصديق بناء كنائس، الأمر الذي كان غير مسموح بحقبة النظام البائد، والقوانين التي شرعناها تحفظ حقوق الحريات الدينية والاعتناق، فألغينا عبر وزارة العدل قانون الردة (تبديل الدين) ووضعنا المادة 126 التي تمنع اضطهاد الأديان الأخرى وأي فرد يرمي فردا آخر بالكفر أو الزندقة والفسق يتعرض للمحاسبة قد تصل للسجن (10)سنوات، وكذلك ألغينا قوانين النظام العام التي كان مجحفة في حق الإنسان والتدين.

 

• السودان متعدد الأديان والطرق والمذاهب بتطرفها واعتدالها، أي نوع من الآليات تتبعها الوزارة لإحداث التعايش السلمي وإشاعة روح السماحة بين الأديان وكريم المعتقدات؟
صحيح السودان بلد متعدد في ثقافاته ودياناته وأفكاره ومذاهبه ، وكان لابد من إيجاد أرضية تسمح بالتعايش الديني والسلمي في سماحة واعتدال ووسطية واحترام الآخر وإيجاد أدب الاختلاف والحوار.. بناءً على ذلك اعلنا امرين، الأول ان هذه الوزارة ترعى كل الأديان والطوائف والفرق والجماعات داخل الديانة الواحدة وتحترمها وتقف على ذات المسافة منها، وعلى هذا وبخطوة عملية كل المؤسسات الدينية الموجودة على مستوى السودان مشاركة بها من الطرق الصوفية وجماعة أنصار السنة والسلفيين بالإضافة للإخوان المسلمين، وتعتبر هذه من المنصات الكبيرة والتي أدت الى اشاعة روح التسامح والمحبة واحترام الآخرين وعززت من موقفنا في الفترة الماضية، ومنذ أن قدمنا أي بعد ثورة ديسمبر لم تحدث أي فتنة دينية على الإطلاق وليس هناك أي صراع حتى على مستوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف طيلة العامين الماضيين بين الطوائف والجماعات وهذا يعد من ملامح التعايش.

 

• ربما تجد بعض قرارتكم هجوماً لاذعاً من الكثيرين بسبب (الحساسية الدينية)، خاصة قراركم المتعلق بمنح حقوق الذين يعبدون الأحجار، كيف تقابلون الهجوم عليكم؟
الإصلاح والتغيير لابد له من أعداء، وهذا صراع يسير بين الحق والباطل، وكلما رأينا أمرا في السودان نحكم العدل والمساواة، وسنسير به مهما كان النقد وفي النهاية لايصح إلا الصحيح، فبالتالي التباين الموجود على مستوى السودان في بعض القرارات التي نتخذها يعد واحدا من النتائج الإيجابية للتغيير نحو الأفضل لتحكيم قيم العدالة وإثراء الشفافية واحترام الآخرين.

 

• ما هي التحديات والعقبات التي تواجهونها؟
التحديات كبيرة وتواجه كل الوزارات وتتعلق بالترهل الوظيفي وعدم التخصصية وعدم توفر البنيات التحتية وكذلك البعد عن متطلبات العصر في الرقمنة وعدم إيجاد الكادر الذي يمكن أن يؤدي المهام المطلوبة منه بمهنية عالية، وهذا من شأنه يجعلنا نعزز التدريب ونفتح باب التقديم لوظائف.

• تقييم عام لأداء الوزارة منذ توليها وإلى الآن.. هل أثر ذلك على استقرار البلاد؟
الوزارة كانت قديماً ميتة وتؤول للمحاصصات ومسلوبة الإرادة وليس لها أداء ملموس في أرض الواقع لكن الآن ببرامجنا وأهدافنا وانسجامنا من خلال طاقم العمل أصبح للوزارة كلمة ومعنى وأدت دورا كبيرا على المستوى العالمي واستطاعت إقناع الولايات المتحدة بمعية وزارة العدل ومجلس الوزراء بأننا جديرون بمغادرة القوائم السوداء ، وكذلك جعلنا للوزراة كلمة بين الوزارات الكبيرة على مستوى فترة الحكم الانتقالي وأصبحت محط انظار الصحافيين والإعلاميين على المستوى المحلي والعالمي وكذلك السفارات.

  حوار: هبة علي

صحيفة السوداني

Exit mobile version