آراء

محمد لطيف يكتب: ملك التحالفات .. هل ينجح معارضا بعد أن تعثر حاكما ؟!

رغم أنني قد تناولت الإسبوع الماضي بالتحليل .. خروج الحزب الشيوعي على قوى الإجماع الوطني .. وبالتالي على قوى إعلان الحرية والتغيير ..ورغم أنني قد قلت عبر إحدى الفضائيات أن خروج الشيوعي جلب الفرح لمجموعتين .. الأولى كانت ترى أن التحالف السياسي هذا قد فارق خطه .. وعجز عن أن يلبي تطلعات الثوار .. عليه ليس جديرا بـ .. الحزب .. أن يبقى فيه .. أما المجموعة الثانية فهي التى كانت تري فى الشيوعي .. خميرة عكننة داخل الحرية والتغيير ومغادرته تفتح الباب واسعا للإنطلاق وإنجاز المهام المطلوبة .. وليس أدل على صحة ما نقول .. من أن حزبا سياسيا بارزا .. ظل موقفه ضبابيا طوال الفترة الماضية .. اعلن فور خروج الشيوعي .. عن إستعداده للمشاركة فى مستويات الحكم كافة ..!

فلماذا نعود الآن لذات الموضوع .. ؟ لأن صديقا قال لي قبل نحو اسبوع .. هل تصدق أن الحزب الشيوعي قد غادر التحالف .. الأهم فى الآونة الأخيرة .. دون أن يرتب خطوته القادمة .. ودون أن يرسم كامل الهيكل لتحالف جديد قادم ..؟ بل إنى علي يقين .. والحديث لصديقي .. أن التحالف الجديد يتشكل الآن بقيادة ملك التحالفات .. فماذا هناك ..؟ هناك بيان مفاجيء من حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد احمد النور .. يعلن فيه الناطق الرسمي للحركة عن ..( تحالف الشعب العريض ) .. ويشرح أنه .. ( مشروع لكل السودانيين من أجل .. سودان علماني ديمقراطي ليبرالي فدرالي موحد و بناء دولة مواطنة متساوية ) .. وبتجاوز إحتشاد النص بالصفات للدولة الجديدة .. إلا أنها تكاد تتطابق في معانيها .. ولكنها .. وهذا هو المهم .. تكاد تقول .. هذه هي القوى السياسية التى ستنضم لهذا التحالف .. إن لم تقل .. التى تقف خلف قيامه ..!

و بنظام الفلاش باك .. دعونا نبدأ من إعلان الحركة الشعبية بقيادة الحلو عن تمسكها بمبدأ فصل الدين عن الدولة .. كقاعدة وكمدخل أوحد لأي إتفاق مع الحكومة .. ثم نتذكر إنشقاق تجمع المهنيين .. ثم إعلان احد الجناحين عن مذكرة تفاهم مع حركة الحلو .. ثم و الحلو نفسه يوقع مذكرة تفاهم أخري مع رئيس الوزراء .. تكرس لمسألة فصل الدين عن الدولة .. فيدخل الحزب الشيوعي على الخط .. وفي كل هذا يظل عبد العزيز الحلو هو قطب الرحي .. ويظل فصل الدين عن الدولة .. هو محور الإرتكاز .. ثم تنطلق ورشة إستباقية بين الحكومة وحركة الحلو لمناقشة ذات الموضوع .. فصل الدين عن الدولة .. وبغض النظر عن مآلات الورشة وعن توصيفها السياسي وتكييفها القانونى .. فقد كان جليا أن .. مشاركة شيوعية غير رسمية في الورشة قد تبدت بوضوح .. وبغض النظر عما يجمع بين الحلو وعبد الواحد .. فإن نائبه زار جوبا والتقي سالفاكير .. عقب تلك الورشة .. وابلغه برغبة عبد الواحد فى السلام .. ولكن بشروطه هو .. لا بشروط الخرطوم ..!

وحين يعلن الناطق بإسم عبد الواحد أن التحالف العريض سمته العلمانية والديمقراطية والليبرالية والفدرالية .. فهذا يعنى أن ذلك هو ملامح السلام القادم .. والدولة المنشودة .. وأن التحالف العريض يضم الشيوعيين .. وموسى هلال .. و قطاع الشمال .. بقيادة الحلو .. وبعض المهنيين .. وبالضرورة عبد الواحد .. وآخرين ولا شك ..!

ويبقي السؤال أو قل التحدي أمام الشيوعي .. هل ينجح فى بناء تحالف معارض ناجح .. بعد أن فشل فى بناء تحالف حاكم ناجح ..؟!

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى