تحقيقات وتقارير

مخاوف من خيار العنف.. حملات مقاومة التطبيع بالسودان تتسع مع اقتراب زيارة وفد إسرائيلي

استجاب بضع مئات لحملة “مليون توقيع ضد التطبيع” على الإنترنت التي أطلقتها مجموعات سودانية مناهضة للتطبيع، لكن ينتظر أن تتسع الاستجابة مع اقتراب زيارة فريق فني إسرائيلي للخرطوم الأسبوع القادم، يعقبه وفد وزاري الشهر القادم.

 

وتتخذ حملات مناهضة التطبيع مع إسرائيل -الآخذة في التشكل في تنسيقية موحدة- أشكالا سلمية، لكن ثمة مخاوف أبداها الأمين العام لحزب المسار الوطني لؤي عبد المنعم من انتهاج بعض الجماعات المتطرفة العنف لوقف قطار التطبيع.

 

وحتى الآن، تبرز القوى الشعبية لمقاومة التطبيع “قاوم” كأهم جهة مناهضة للتطبيع، بعد أن أعلنت عن كيانها الذي يضم عشرات الأحزاب والمنظمات السبت الماضي.

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في 23 أكتوبر الماضي عن اتفاق بين السودان وإسرائيل، وبه انضم السودان لحملة تطبيع عربية جديدة شملت حتى الحين الإمارات والبحرين وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتبي الأوغندية في فبراير

وبحسب الأمين العام للقوى الشعبية لمقاومة التطبيع عثمان البشير الكباشي، فإن الكيان يضم 30 حزبا وجماعة ومنظمة مجتمع مدني.

 

ويشير الكباشي في حديث للجزيرة نت إلى أن تنسيقية مقاومة التطبيع التي تضم كيانات شعبية، كانت من أوائل المجموعات الداعية للتصدي للتطبيع، وبعدها جرى تواصل بين هذه المجموعات وأجمعت على فكرة كيان تنسيقي جامع.

 

ويرى الكباشي أن من الممكن أن يتشكل كيان تنسيقي جامع، رغم أن الموقف الرافض للتطبيع لن ينتظر التشكل النهائي لهذا الجسم، حيث شرع في التعبير عن نفسه استجابة لرغبات الشارع.

 

ويؤكد أنهم في القوى الشعبية لمقاومة التطبيع على تواصل مستمر مع الأحزاب الرافضة للتطبيع داخل قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم).

 

وتضمّ الأحزاب الرافضة للتطبيع داخل تحالف الحرية والتغيير: حزب الأمة القومي بقيادة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، والحزب الشيوعي، والقوى العروبية التي تضم أحزاب البعث والناصريين.

 

لكن الأمين العام لحزب المسار الوطني لؤي عبد المنعم، المنخرط أيضا في مناهضة التطبيع مع إسرائيل، لا يبدو واثقا من أن أحزاب الحرية والتغيير الرافضة للتطبيع سيكون لها دور فعال في الشارع.

 

ويقول عبد المنعم للجزيرة نت إن قوى التغيير في الحكومة اكتفت بالبيانات ولن تنظم مظاهرات، لأن ذلك ليس من مصلحتها وإلا لكانت انسحبت من الحكومة والائتلاف الحاكم. ورغم ذلك يرى أن هناك اتجاها للتنسيق مع أحزاب الأمة والشيوعي والبعث.

 

ويضيف أن القوى المناهضة للتطبيع تشمل التيارات الإسلامية والأحزاب العقائدية “الشيوعي والبعث”، “وهو ما يؤكد أن التطبيع تتبناه الحكومة فقط دون الحصول على تفويض أو استشارة مجمع الفقه الإسلامي”.

 

ويرى أن التطبيع سيجد مقاومة شرسة حال فتح سفارة إسرائيلية في الخرطوم، وستكون هناك مظاهرات عارمة، وقد تستهدف السفارة بهجمات مسلحة من جماعات متطرفة وجهادية، مما سيدخل الحكومة في ورطة.

 

وتابع “الحكومة ستماطل في فتح سفارة إسرائيلية بالخرطوم، لأنها لن تضمن حماية الدبلوماسيين الإسرائيليين وأسرهم في الأسواق والمدارس والشوارع. الشعب لن يتقبلهم”.

 

ويقول حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الراحل حسن الترابي إن وثيقة السفر السودانية تميزت بعبارة “مسموح له بزيارة كل الأقطار عدا إسرائيل وجنوب أفريقيا”، ولاحقا أزيلت جنوب أفريقيا لأن الأرض عادت لأصحابها، وهو ما ينبغي حدوثه في فلسطين حتى يطبّع السودان علاقاته معها.

 

ويشدد القيادي في المؤتمر الشعبي تاج الدين بانقا أن حزبه سيناهض الحكومة الانتقالية التي أعلنت التطبيع بكل الوسائل المشروعة وبحشد التحالفات.

 

ويضيف أمين العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي محمد بدر الدين أن حزبه أول من دعا لتشكيل هيئة شعبية لمناهضة التطبيع، والآن هناك مساعٍ لتكوين هيئة قومية لوقف التطبيع دعا لها الصادق المهدي وتضم الأحزاب.

 

ويقترح بدر الدين تطوير المواقف الرافضة للتطبيع إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة، ومن ثم تكوين جبهة دولية تضم الدول العربية والإسلامية والأحرار في دول أميركا الجنوبية وآسيا.

 

ويعزو أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي ضعف الاستجابة لحملة التوقيعات التي أطلقتها الجبهة الشعبية لمقاومة التطبيع، إلى الانشغال بالموجة الثانية من جائحة كورونا واستقبال وفود الحركات المسلحة الموقعة على السلام.

 

وتوقع ازدياد الاستجابة للتوقيعات مع اقتراب زيارة وفد إسرائيلي للخرطوم الأسبوع القادم، للضغط في اتجاه وقف أي خطوة للتطبيع وإلغاء ما تم من خطوات، فضلا عن تنظيم وقفات احتجاجية.

 

ويتفق القيادي في حزب المؤتمر الشعبي مع الأمين العام للقوى الشعبية لمقاومة التطبيع، في أن فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية سيوقف الهرولة نحو التطبيع لصالح سياسة التوازن التي سيتبناها بايدن، مقارنة بأسلوب ليّ ذراع الحكومات والشعوب الذي مارسه الرئيس دونالد ترامب.

 

يذكر أن ثمة كيانات بدأت في التشكل لمقاومة التطبيع، ومنها “تجمع سودانيون ضد التطبيع”، وتجمع لشخصيات قومية وأكاديمية، فضلا عن قوى سياسية تتدارس إنشاء هيئة وترتيبات لتنظيم مظاهرات في الخرطوم وعواصم الولايات.

 

ووقع على ميثاق القوى الشعبية لمقاومة التطبيع: حزب المؤتمر الشعبي، وحركة الإصلاح الآن، وحزب منبر السلام العادل، وتجمع الشباب المستقلين، وهيئة علماء السودان، والاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، وجماعة الإخوان المسلمين، ورابطة إعلاميون ضد التطبيع.

الخرطوم : احمد فضل

الجزيرة نت

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى