عبداللطيف البوني

عبداللطيف البوني يكتب: ما …تخجلي …

(1 )
ما تخجلي / يا السمحة قولي استعجلي /عطشتي قلبي وكل يوم تتجملي .. هكذا غنى الفنان محمد وردي من كلمات كجراي، فالخجل مفردة ناعمة ليس فيها أي شحنة خشنة ويمكن اعتبار الخجل قيمة إنسانية مطلقة رغم انه أحيانا يتجسد (حمرة الخجل) وهو قيمة إيجابية (اذا لم تستح فافعل ما شئت)، ولكن السؤال هل يمكن للشخصية الاعتبارية أن تخجل ؟ واذا خجلت هل يعتبر هذا شيئا إيجابيا ؟ الشاهد انحكومتنا الثورية الانتقالية قد خجلت من عملية التطبيع مع إسرائيل التي فرضت عليها فرضا وتم إعلانها يوم الجمعة الماضية ومن داخل البيت الأبيض , بالله شوفوا تصاريف القدر دي كيف السودان الذي ظل مطحونا ومنبوذا من قبل الأمريكان لأكثر من ربع قرن من الزمان يستدرج الى البيت الأبيض ويقوم الرئيس الأمريكي بدور الخاطبة ثم وكيل المجبرة ثم المأذون … دنيا.
(2 )
أما دلائل الخجل الذي وصفنا به الحكومة فهي واضحة اذ كان الخبر الرئيسي الجمعة والسبت والأحد في كل وسائط الدنيا الإعلامية هو التطبيع السوداني/ الإسرائيلي والمحادثات الرباعية التي اشترك فيها البرهان وحمدوك مع نتنياهو وترامب في شاشة كل القنوات واليوتبوبات اللهم إلا أجهزة الإعلام السودانية الرسمية وشبه الرسمية، فالسيد حمدوك الذي كان يغرد في قضايا لا يمكن مقارنتها بالتطبيع لم يغرد , السيد الناطق الرسمي الذي كان يدلي بالبيانات عن كل ما يصدر من الحكومة لم يفعل إعلام مجلس السيادة لم يقل كلمة بينما المعلقون السودانيون كان يومها سوقهم في السماء وقد شاهدت أكثر من واحد في أكثر من قناة في(الليلة ديك) .المهم يا الله ويا مين أصدر السيد وزير العدل بيانا في مساء السبت أفتى فيه بعدم ممانعة الوثيقة الدستورية من التطبيع مع إسرائيل وقال فيه أن المجلسين يمكنهما إجازة التطبيع في اجتماع مشترك وان قوانين المقاطعة لإسرائيل سوف تلغى، ولكن السيد الوزير أسرف في السياسة في بيانه وتعرض لقضايا جدلية وبدا لي كأنه يحاول ان يملأ الفراغ الذي تركه صمت الحكومة ، ثم أصدرت وزارة الخارجية يوم الأحد بيانا خجولا عن التطبيع مع أنها ست الجلد والراس في هذا الأمر، وفي مساء ذات الأحد صدر بيان موجز من مكتب رئيس الوزراء حتى مساء الإثنين اي قبل ظهور الفريق البرهان في التلفزيون (حيث فتاه فت) ظلت إسرائيل هي المصدر لأخبار التطبيع ومشكورة صحيفتنا هذه التي استنطقت وزير الاستخبارات الإسرائيلي ايلي كوهين شخصيا لما استعصى عليها المسؤولون السودانيون فأصبحت (السوداني) المصدر السوداني الوحيد الذي نقل عنه الآخرون في تلك الساعات.
(3 )
أها ياجماعة الخير كيف يكون الخجل ان لم يكن في السرد أعلاه ؟ لكن يبقى السؤال ما هو سبب الخجل ؟ هل هو عملا بقاعدة الشينة منكورة ؟ هل لأن الأمور تطورت بصورة دراماتيكية خاصة بعد الإنذار الأمريكي أبو أربعة وعشرين ساعة؟ هل لأن الأمر كان فيه إكراه وانعدام خيارات ؟ هل لإقناع بعض أطراف الحكم؟ هنا يمكن أن نذكر ما جاء في حديث البرهان هل لان المفاجأة كانت أكبر من المتوقع ؟ هل هناك تردد لم يحسم ؟ هل لأن الكلام كان سيناقض ما صدر من ذات الحكومة ؟ على العموم يا خبر بفلوس باكر ببلاش والى حين أن نتحصل على البلاش نقول للحكومة الخجل صفة إيجابية ودليل حياء واكان ما خجلتي كنا حانخجل ليك .فا أقلبي الصفحة

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى