الطيب مصطفى

الطيب مصطفى يكتب: وطن للبيع!

أعجبني مقال للصحفي الشاب محمد تاج السر صاحب الأسلوب المتميز الذي يطل علينا كل حين عبر العمود المقروء (بدون سكر).
الكاتب الشاب محمد تاج السر أثار نقاطاً مهمة حول طريقة التعامل العاطفي لقطاعات مقدرة من الشباب مع الثورة ينبغي أن تدرس وتحلل ويسلط عليها الضوء.
أقول ذلك بالرغم من أن هناك دراسات لظاهرة الثورات كتب حولها كثير من المفكرين والباحثين أذكر منهم الفرنسي جوستاف لوبون الذي كتب عن الثورة الفرنسية وظاهرة إنسياق الشباب كالقطيع خلف الشعارات واستسلامهم للعاطفة على حساب العقل المغيب تماماً لصالح الهياج الثوري الذي تفرزه روح الثورة.
على كل حال فإن قحت أفادت كثيراً من حقيقة أن معظم مؤيديها كانوا من الشباب الذين لا يشك أحد في فاعليتهم وقوة تاثيرهم مما أظهر تأييداً مضخماً حظيت به قحت على غير الحقيقة بالرغم من أنه تناقص بشكل كبير خلال الأشهر الماضية جراء فشلها الذريع في تحقيق شعارات الثورة ومطلوبات الثوار خاصة ما يتعلق بمعايش الناس وكذلك نتيجة لاستهداف سلطة قحت للاسلام من خلال تشريعاتها العلمانية والفسقية بما في ذلك المناهج التعليمية.
أترككم مع مقال الأخ محمد تاج السر حول ظاهرة إنبهار كثير من الشباب بقحت بصورة غير عقلانية ، فهلا شاركتموني قراءته؟
أي شباب هؤلاء؟!

] كدت أبكي بالدموع الحارة إشفاقاً وضيقاً وأنا أحاور فتى وفتاة يؤيدان حمدوك وحكومته.. ويصفانه بالخبير الأممي الذي كان يتقاضى ملايين الدولارات وضحى بوظيفته لينقذ السودان الذي ستتغير أوضاعه للأفضل بين ليلة وضحاها. !!
] الحوار اللولبي الطويل.. كان يلف ويدور ويتمطى ويتمغى ويناور ويتملص ويقارن ويعود القهقري لمحطة(الكيزان لسه قاعدين) و(خراب تلاتين سنة ما بيتصلح بين يوم وليلة) و(الكيزان زمان عملوا عمايل) ويستمر مضغ لبانة التبرير المسهوكة عديمة الطعم والرائحة واللون..!
] تساءلت بيني وبين نفسي.. هل هناك إنسان في هذا الكون يرفض لوطنه التقدم.. ويلتمس الأعذار للإخفاق..ويجامل الفاشلين ويتعايش مع فشلهمم..وينسب الفشل لكيان وأشخاص تواروا عن المشهد غير هذا الشعب الطيب المغبون ، وتحديداً تلك الفئة العمرية حديثة السن.. قليلة التجربة.. التي عبئت بغاز(كلو من الكيزان)..ذلك الغاز الباهت سيئ الرائحة..!!
] أخطر مافي هذا الأمر هو تبرير الخطأ ..والقبول به.. والتعايش معه..والتصالح معه..لأن الأسلاف فعلوه.. وكأنما تصلح هذه المسطرة المعوجة التي يحملها الناقمون علي العهد السابق لقياس أن أي أمر فعله النظام السابق مهما كان شائناً فهو الآن مبرر مبرر..وكل عجز عن التمام فهو من صنيعهم ومعاكستهم.. وتنقلب المسألة برمتها لهلال مريخ..
] تعمي أبصارهم عن الدراسة المعطلة والدولة الوحيدة في العالم التي تعطل فيها التعليم..وإنعدم الخبز والوقود.. وتعطل دولاب العمل وصار نصف اليوم للصفوف..وتصم آذانهم عن شكاوي أمهاتهم عن معاناة مصاقرة الأفران ورهق العواسة وغلاء الدقيق وتقافز الأسعار.. ويتجاوزون المبالغ الخرافية التي ينفقونها في اليوم الواحد والتي يرهقون بها كواهل أهليهم والعيشة التي صارت أقرب للضنك..
] كل ذلك من أجل الهروب من الواقع المرير الماثل أمامهم والهزيمة الأمر وتلاشى الواقع الذي حلموا به وخرجوا لأجله فإذا بآمالهم صارت هشيماً تذروه رياح الكنكشة والتسلط والأحزاب وحظوظ النفس الطماعة في مزيد من التسلط والحكم..
] فيجدون في الهروب نحو الماضي وأشخاصه وتحميله وتحميلهم كل الأوزار حتي التي تحدث أمام ناظريهم والفشل العميق المتراكم وأنسداد الأفق وتكالب الأزمات مهرباً غريباً وشاذاً وحالة أغرب وأشذ لجلد الذات والهروب نحو اللامنطقية..
] لذلك أجد نفسي محبطاً أكثر من هؤلاء الشباب المنافحين بلا رؤية وتمييز.. الخائضين بلا دراية وخبرة في عالم السياسة.. المستغشين بثياب الكبرياء والعناد الزائف عن رؤية الواقع المر.. من تغيير يأتي من ناحيتهم أو ناحية من يؤيدونهم لأن فاقد الشئ لايعطيه..
] هكذا بكل بساطة.. فماذا تؤمل أو تنتظر من جيل يصنفك من أول دقيقة إن خالفته في الرأي أنك(كوز) و(تبع الجماعة)..وتلك في نظرهم خطيئة كبرى تبرر لكل القبح الماثل الآن والذي سيمثل غداً.. والذي ينسبونه للدولة العميقة..
] لئن كانت عميقة فأنتم (ضحلون)..ضحلون جداً.
محمد تاج السر

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى