صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن تكتب: ترامب ومشاعر الفلول

أمريكا تريد دولة قوية وحاكماً قوياً يشبه شعبه، لا تريد من ان ينحني لها ويقدم لها كل ماتريد وانها في سبيل ان ترضي اسرائيل يمكن ان تقدم كل شئ، إذن ماتريده واضح ومانريده نحن أوضح ولاتوجد منطقة وسطى لممارسة التنازلات بلا مقابل وكفانا ذل وهوان و(مرمطة)، عزيزنا بومبيو مرحباً بك في السودان ، ولكن نحن أولاً )، هذا ماكتبته في هذه الزاوية عندما زار وزير الخارجية الامريكي السودان لحصوله على موافقة الحكومة على التطبيع مع دولة اسرائيل
وهذا ماترجمه لنا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك واقعاً عندما حل ضيفاً على ( بي بي سي ) وبعض الصحف الأمريكية التي قطع لها قائلاً : ( إن السودان يرفض الربط بين حذفه من قائمة الإرهاب الأمريكية، التي تعرقل حصوله على تمويل أجنبي لاقتصاده، وبين تطبيع العلاقات مع إسرائيل )، تصريحات كان لها معانٍ كبيرة ومدلولات أثبتت وأكدت ان الرجل لا يساوم بكرامة شعبه وعزة وطنه ولا يقبل شروطاً تفرضها عليه الحكومة الأمريكية، التي ارادت ان تستغل ظروفه ومايمر به السودان من أزمات اقتصادية جعلت بعض الدول التي مرت بأزمات مثيلة لها تنحني وترضخ للإدارة الامريكية بالرغم من انه يعلم ان بلاده في أشد الحاجة الى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ومايترتب عليه من تبعات، إلا انه رفض ان تشتري امريكا ماتريده بثمن بخس وان تحصل على غاياتها قبل ان تحقق للسودان مطالبه ودون المساس بكرامته.
وتفتح هذه التطورات الباب أمام الاستثمارات الخارجية في السودان، علاوة على إمكانية حصول الخرطوم على قروض لدعم الاقتصاد وفي كلمة له عقب تغريدة ترامب قال رئيس الوزراء إن رفع السودان من قائمة “الإرهاب” سيمكنه من العودة إلى النظام المصرفي العالمي والاندماج فيه وأن قرار حذفه من القائمة سيفتح المجال أمام إعفاء ديون تبلغ قيمتها أكثر من 60 مليار دولار).
ويعتبر رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب هو إنجاز عظيم للحكومة الانتقالية بصفة عامة ولرئيس مجلس الوزراء بصفة خاصة فهو الذي فتح آفاقاً عريضة في مجال العلاقات الدولية وأعاد للسودان اسمه بعد عزلة سياسية كانت بسبب النظام المخلوع وجعل جسور التواصل ممكنة مع المجتمع الدولي والاتحاد الأوربي وكان ذلك كله عبارة عن ارضية خصبة هيأها الرجل وأعاد ترتيب فوضاها، حتى نبت زرعه اليوم ليحصد ثمار مازرع.
وأعاد حمدوك أمس لمنصات التواصل الاجتماعي عبارة ( شكراً حمدوك ) لينسف بها كل الجهود المبذولة من قبل الفلول لمحو هذه العبارة من واجهات المواقع ومحوها حتى من جُدر الشوارع والعاصمة والعمل الجاد على شطبها من ذاكرة المواطن والثوار بطرق مختلفة عبر النقد الهدام ونشر الإشاعات وبث الخوف والرعب في نفس المواطن العادي ، وتصوير كل مايمر به على انه كارثة وتحويل الازمات الاقتصادية لجرائم ضد الإنسانية.
وعودة العبارة من جديد أعادت الإحباط الى الفلول وكسر شوكتهم وصمت بعضهم من فرط المفاجأة ولا أدري كيف يكون شعورهم عندما تخرج الشوارع بعد رفع اسم السودان من القائمة حينها سيعود حمدوك الى المشهد السياسي والاجتماعي من جديد بصورة كبيرة بابتسامة ساخرة على معارضيه عندها سيكون للحدث طعم آخر وكلمات أخرى للتعبير.
ولاشك ان هذا الإنجاز العظيم سيكون خصماً على مظاهرات الفلول التي ارادت ان يكون يوم ٢١ اكتوبر يوما لاسقاط الحكومة ولكنه القدر جعل ترامب يختار توقيتاً مميزاً لم يراع فيه شعور الفلول ويحرج به خصوم حمدوك، حتى انصار حمدوك ربما سيكون خروجهم الى الشارع بشكل مختلف.
وشكراً حمدوك، عندما يطلقها الثوار قبل عام وتكون ترند ليوم أمس تؤكد وتترجم وعي الثوار وعمق قراءتهم للمستقبل وثقتهم في ان ثورتهم ستحقق إنجازات عظيمة وإلا ماكانوا شكروا الرجل … مقدماً !!
طيف أخير:
حاتشرق شمسك في صباح بكره
ونرفع اسمك ياوطن ضاحكين
على الشمات وعلى الخلوك
تعيش حسرة

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى