أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: خذلتم شعبكم .. وأحبطتم أنصاركم

(1)
لا مراء أن الشعب السوداني أنجز في ديسمبر 2019 ثورة شعبية عظيمة، أطاحت أكبر نظام ديكتاتوري شمولي في أفريقيا والشرق الأوسط، وما أن تنفس الصعداء بعد نضال استمر ثلاثة عقود، سلّم خِطام القافلة المباركة لقيادات ظنّ أنهم أهل كفاءة وخبرات، لكنهم للأسف خذلوه، وأحبطوا أنصارهم، فلا هم حلوا المشكلة، ولا هم أوقفوا التدهور، ولم يوجدوا حتى «بصيص أمل» ليرى من خلاله الناس ضوءاً في آخر النفق المظلم، فبات السؤال السائد الذي يسد الأفق الآن: (يا أخوانّا الناس ديل مودننا وين؟)… هذه الحقيقة للأسف أدركها الناس أجمعين بعد (14) شهراً من الانتظار القاتل، وهي نتيجة كارثية يراها الناس رأي العين ولا تقبل مغالطات، وقد تُنبيك عنها سيول الأسعار المتدفقة، وجحيم الأسواق المشتعلة، وصفوف الخبز والوقود والغاز المتطاوِلة، وارتفاع سعر الصرف المتصاعد بلا كابح ولا لجام، وفوق كل ذلك تُنبيكَ عنها حالة الوهن وضياع هيبة الدولة، والاسترخاء الأمني والغفلة والتخبط والارتباك والفوضى العارمة التي تأخذ بتلابيب الحياة كلها ولا يكاد ينجو منها مجال من المجالات.
(2)
آن الوقت لأن نعترف كلنا وبصوتٍ جهير أننا كشعب سوداني خسرنا الرهان على حمدوك وأعضاء حكومته التي أطلقنا عليها عبثاً حكومة كفاءات، فقد كانوا خصماً على ثورة ديسمبر، وسنداً للثورة المضادة ودعماً للدولة العميقة، ألم ترَ أن كل حركاتهم وسكونهم وأي نفس يتنفسونه هو عبارة عن عملية ضخ للأوكسجين في رئة الثورة المضادة، فقد كان أداء حكومة حمدوك طوال الفترة الماضية بمثابة عملية إنعاش للنظام المخلوع وأمل لسدنته وانصاره وإغراء لعودته حتى تَوَهّم فلوله أن الشعب السوداني سيأتيهم جاثياً على ركبتيه يتوسل لعودتهم ليرتاح من عناء حكومة الثورة، هكذا يتوهم الفلول من فرط الأداء البائس لحكومة حمدوك… ولهم الحق في أن يتوهموا أكثر من ذلك لأنهم لو أنهم أنفقوا ملء الأرض ذهباً لما تحقق لهم مثل ما حققه لهم الأداء البائس لحكومة حمدوك التي نابت عنهم في تحطيم الثورة وضياع أهدافها..
(3)
كنتُ ولا أزال على يقين تام وقناعة راسخة بأن الشعب السوداني بشبابه الثائر وشاباته الثائرات قادر على اللحاق بقافلة ثورته في المنعطف الخطير ونجدتها وحماية جذوتها من الانطفاء.. فقد ظل شباب الثورة من الجنسين كحائط صد يحول دون الرياح التي تهب تلقاءها لإخماد شموعها المتقدة… صحيح أن حُراس بوابة الثورة ركزوا جهودهم في الفترة الماضية تجاه رياح الدولة العميقة والثورة المضادة ومحاولات الفلول اليائسة، ولهذا انشغلوا عن الفشل الذريع والتخبط الإداري الذي بات سمة بارزة في أداء حكومة حمدوك، لكن لا أظنّ أن هناك متسعاً من الوقت لأي تدابير غير رحيل الطاقم الفاشل واستبداله بآخر فهناك العشرات من الكفاءات الحقيقية التي لم تنفصل عن واقع الشعب السوداني يوماً، فقد انتهى الوقت الممنوح لكم والمركب دقت القيف والجميع وصلوا «الميس»، ومع ذلك نقول لكم شكر الله سعيكم، ولا نظن بكم إلا خيراً فقد قمتم بما تستطيعون ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فقد عرفنا كفاءاتكم وخبراتكم ولم تبخلوا بها..اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى