آراء

حسن وراق يكتب: الله فوق مروي !!

@ ما تزال محلية مروي تنزف من حمي الوادي المتصدع التي خلقت حالة من الهلع و الخوف بين أوساط المواطنين خارج المحلية الذين بدأوا يثيرون في الأسئلة عن احوال مواطني مروي و كيفية مقاومة هذه الحميات و ما هو العلاج الذي تقدمه السلطات المحلية في مروي و جهودها في اجتثاث الوباء . المواطنون في المحلية سلموا الامر لله عز وجل مستسلمين لقضائه و قدره و الحكومة المركزية و الولائية تسجلان غيابا ملحوظا حيث إمتلأت الاسرة في المستشفيات الاربعة الرئيسية في كريمة و مروي و التي لا تقبل مستشفياتها أي نزيل إلا بعد أن يسلم أحد النزلاء الروح لبارئها. و إذا سألتم عن الدواء هذا هو الوحيد الذي لا يوجد في الصيدليات و قد فكر المستطيعون في السفر الي الخرطوم وهذه مأساة أحري بسبب عدم وجود وقود و هنالك عدد من المرضي توفوا داخل الاسعاف في رحلة البحث في المحطات للحصول علي الوقود .
@في محلية مروي جلباب الفجيعة أضيق من جسد السلطة التي هامت علي وجهها لا تيقظها مكبرات الصوت التي تنطلق من مساجد المحلية في مدنها و وحداتها الادارية الستة بأن يهبوا لتشييع جثامين الموتى و في منطقة السقاي و في لحظة واحدة تم تشييع و دفن 7 موتي من اسرة واحدة . عندما يجتمع الحزن الذي أناخ أحماله في المحلية مع المرض الذي جعل السلطات مكتوفة الايدي ، تتجه الأكف متضرعة الي السماء تسأل المولي عزّ و جل اللطف و النجاة و روح الاحباط التي تسري وسط الجميع بأن لا فائدة من العيش في ظل هذه الظروف التي ضيقت خناقها و جعلت الموت هو الخيار الأصلح حيث لا يلوح في الافق ما يشجع علي التمسك بالحياه و العياذ بالله .
@ الحكومة ظلت تتكتم علي هذا الوباء الذي يحصد في الارواح و يسفك في الدماء من النزف المستمر الذي لا يتوقف إلا بعمليات نقل للدم و للصفائح الدموية التي لم تعد بنوك الدم بقادرة علي توفير الدم للمحتاجين وقد جف الدم في عروق المتبرعين الذين أرهقوا من عمليات التبرع خاصة أصحاب الفصائل النادرة . حالة اليأس و القنوط التى صارت حالة عامة منذ توقف احوال المواطنين بسبب ظروف الكرونا و إجراءآتها التي عطلت الحياة لتبدأ ظروف الخريف و الامطار و الفيضانات لتضيف فصلا جديدا من فصول المأساة لأهل المحلية الذين فقد عدد كبير منهم مساكنهم وأنعامهم و زراعتهم التى لا يمكن انقاذها لتتلف و تتساقط في مياه الفيضان .
@ التصدي لمقاومة الحميات التي ضربت الولاية تتطلب من الاسر توفير مالا وفيرا يصرف علي الاطباء و الفحوصات و الادوية و مقابلة حالات الصرف الاخري علما بأن هذه الايام موسم حصاد البلح الذي تركه غالبية المزارعين في اشجاره بدون قطع او حصاد لإرتفاع تكلفته و تدني أسعاره و هذا فصل جديد في فصول المأساة . كنا نتوقع أن تتجاوب منظمات المجتمع المدنى و الجمعيات الخيرية و المانحين في الداخل و الخارج ان تتجاوب مع مأساة المواطنين في مروي و لكن لم يحضر مسئول واحد ليقف علي حقيقة الاوضاع حتي يعلن حالة الطوارئ في المنطقة و من ثم تبدأ المناشدات لتقديم الدعم و المساعدات . الجهد البسيط الذي بذله ابناء محلية مروي بتسيير قافلة بيطرية لمحاصرة المرض الذي تتسبب فيه الحيوانات وقعت في جب حكومة الولاية في دنقلا و لا يعرف أي أثر لهذه القافلة في محلية مروي الامر الذي رفع حدة المطالبة بضرورة إنفصال محلية مروي عن دنقلا لتصبح ولاية قائمة بذاتها مع وحداتها الادارية المتضررة من هيمنة دنقلا و انفرادها بكل الامتيازات خاصة في الدقيق الذي صار نصيب مروي لا يصلح للاستهلاك الآدمي و أما الوقود فتعبر شاحناته باستمرار و بدون توقف محلية مروي دون أعتراض و الجفاف يصيب محطات الخدمة في كل من مروي و كريمة و حدة الشهداء و القرير و أمري و أم جواسير وحتي كتابة هذه السطور لم تطل الوالي لتفقد احوال المواطنين ومناشدة المركز بطلب الدعم العاجل الذي تنتظره محلية مروى الآن ، لأن في الغد كلام آخر .

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى