عبداللطيف البوني

عبداللطيف البوني يكتب: نحو السؤال الكبير

(1 )
يحق للإعلام الرسمي أن يتحاشاها ويحق لكل المسئولين أن يتجنبوا الحديث الجهري عنها ولكن كل هذا لايمنع من القول انها مطروحة كجند رئيسي في اجندة السياسية السودانية تلكم هي قضية التطبيع مع اسرائيل فحتما هي على الطاولة في الغرف الرسمية المغلقة وفي المجالس الشعبية وفي السويشيال ميديا وما كان لها أن تكون لولا اننا رمينا بثقلنا على الخارج للخروج من الوهدة التي وقعنا فيها وما كان يجب أن يكون ذلك لولا اننا غضضنا الطرف عن وحدة جبهتنا الداخلية وهذا مبعثه الصراع على السلطة فالانفراد بها ولو بالاستعانة بشيطان الخارج اصبح دليلا للعمل السياسي في السودان ومن زمن . هذا التمزق الداخلي هو الثقب الاسود الذي تسلل من الخارج فدرب الخارج هو الذي قادنا إلى الطرق على بوابة تل ابيب، فاسرائيل التي تجلس الآن مرتاحة في انتظار أن يصلها السودان كهدية ربما كانت هي نفسها العنكبوت التي نسجت الخيوط حول السودان واوجدت لنفسها الفتحة في الشبكة ليتجه الحل نحوها ولكن مهما يكن سواء أكانت هي الفاعل أم فعل غيرها فالنتيجة في النهاية واحدة وهي انها اصبحت هي الصيدلية التي يوجد فيها العقار المكتوب في الروشتة التي يحملها السودان اما اذا كان هذا العقار شافيا او ضارا فهذه هي القضية التي ندندن حولها.
(2 )
الذين يرفضون التطبيع مع اسرائيل اذا تجاوزوا الناحية المبدئية نزولا عند الواقعية والبراغماتية التي اصبحت موضة العصر فإنهم يقولون إن الدول العربية التي طبعت مع مصر واسرائيل علنا (مصر والاردن) وتلك التي تطبع سرا ثم الدول الافريقية ذات العلاقة القديمة مع اسرائيل لم تنل من اسرائيل شروي نقير لا بل اصبحت اسرائيل عبئا امنيا واقتصاديا عليها فإسرائيل في اصلها دولة قراصنة تعيش على القرصنة الدولية وذلك بالسيطرة على متخذ القرار في الغرب فالنفوذ اليهودي المالي والاعلامي والاستخباري العالمي هو الانبوب الذي يغذي اسرائيل . اما الذين يؤيدون التطبيع مع اسرائيل في السودان فإنهم يشيرون لدول جبهة الصمود والتصدي التي عارضت كامب ديفيد وهي العراق وسوريا واليمن وليبيا فهي كلها الآن في حالة حرب اهلية وتدخل دولي واقليمي سافر اي كلها في حالة تمزق اما السودان فلم يلحق بها حتى الآن واصبح في حالة بين الموت والحياة لانه كان ساعتها ممسكا بالعصا من النص فلم يدابر مصر يومها مدابرة كاملة كما فعلت دول الصمود والتصدي ويعتبرون التطبيع الآن فرصة للهروب من مصير جبهة الصمود والتصدي.
(3 )
الغريب في كل الموضوع أن اسرائيل حتى الآن فيما يتعلق بموضوع السودان تنام ملء جفونها وهي تنتظر الميتة (نقصد المعنى السوداناوي وهو المجان ) على الضفة بينما نحن في السودان نسهر ونختصم حولها . حتى الآن لم تفتح اسرائيل خشمها رسميا او شعبيا لتقول ماذا تبغي بالعلاقة مع السودان؟ كل الذي ظهر لنا أن نتنياهو يريد السودان وغيره كرتا انتخابيا فهو دائم القول انه كسر طوق الحصار العربي حول الدولة العبرية وكذا ترامب المصاب الآن بالكورونا فهو يريد السودان معبرا لدورة رئاسية جديدة فهل يعقل أن تكون كل القومة والقعدة دي حول السودان لهذه الاهداف المؤقتة ؟ فيا جماعة الخير دعونا نتجاوز محطة علاقة السودان مع الدول التي في حالتنا سلبية كانت أم ايجابية ونسأل ماذا تريد اسرائيل من السودان ؟ خليكم معانا إن شاء الله.

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى