سهير عبد الرحيم تكتب: آخر مكالمة

يوم الخميس تحدثت معي إبنتي وهي تخبرني أنها في طريقها من جامعة الخرطوم إلى مكتبي راجلةً على قدميها ، عنفتها بشدة كيف تسير لوحدها هذا المشوار دون أن تطلب سيارة أجرة .
و حين إشتد تعنيفي لها استقلت سيارة أجرة رغم رغبتها في ممارسة رياضة المشي ، حين إلتقيتها عند مكتبي قالت لي 🙁 لماذا يا ماما يجب أن استقل سيارة أجرة إلى مكتبك ، قبل عامين كنت اسير من جامعة الخرطوم إلى مكتبك دون أن استقل سيارة أجرة ، يفترض أني كبرت عامين وصرت أكثر قدرة على الإعتماد على نفسي ) .
قلت لها أنتي كبرتي عامين والوطن صغر عامين ، نفس طريقك من جامعة الخرطوم إلى مكتبي لم يعد آمناً ، ولا أثق في وصولك سالمة إلى دون أن تتعرضي لمكروه على الطريق
ليس بعيداً من هواجسي بلاغان دونّا يوم أمس الأول في قسم حماية الأسرة والطفل بالفيحاء شرق النيل ، البلاغان يحكيان عن تعرض طفلين للطعن بالسكين في عدة أنحاء من جسمهما بينما كان ينتظران الخبز في أحد الأفران ، أحدهما طفل اسمه حيدر محمد حسن محمد علي من أبناء الولاية الشمالية تعرض لأربعة طعنات ثلاث في يده اليمنى و الرابعة في صدره من قبل بعض أبناء جنوب السودان..؟.
الحادثة الثانية في قسم الفيحاء كانت أيضاً من قبل بعض أبناء الجنوب ، قبلهما كانت حادثة في منطقة بري راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر ومن خيرة شباب إمتداد ناصر وأيضاً كانت من قبل بعض أبناء الجنوب..؟.
غير مقبول على الإطلاق أن يكون قادة الجنوب يسعون إلى صنع السلام في جوبا حقناً للدماء و البعض من جنوب السودان يريق دماء أبناءنا في صفوف الخبز وعلى محطات الوقود .
السيد مدير عام قوات الشرطة ، أصبحنا لا نشعر بالأمن ولا الأمان دماء على الرصيف وتفلتات أمنية ، ومنطقة في أمدرمان على طريق شارع كرور تسمى (آخر مكالمة) .
هل تعرف ماهية الاسم ، الاسم يعني أن هاتفك سيسرق وإن في تلك المحطة ستكون آخر مكالمة لك..؟.
هل يعقل هذا..؟؟ ، هل تعلم سيادة مدير الشرطة هذه المعلومة ..؟؟ ، لقد ذهلت بسماعها ، هل وصل الأمر بالمجرمين إلى تحديد محطات السرقة والتخطيط على عينك يا تاجر..؟
وهل وصل الاستسلام بالمواطنين و فقدان الأمل أن يسموا أماكن السرقات بل و يتعايشوا مع طبيعة الأمرأنها آخر مكالمة …؟؟
وربما إذا قاوم أحدهم يكون مصيره مثل مصير الفتى ضحية فرن العيش..؟.
السيد المدير العام للشرطة.. الوجود الأجنبي يحتاج إلى ضبط و حملات مكثفة لتأمين حياة السودانيين الذين صاروا غرباء في وطنهم..نريد منك أن نشعر بالأمان .
خارج السور :
أخشى بعد مرور عام آخر أن تكون حتى سيارة الأجرة غير آمنة على أبنائنا..؟.

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version