هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: (حميدتى) و (حمدوك)

غريب جداً امر السياسة فى بلدنا، والاغرب مسؤولونا، فهم كالحرباء يتلونون بألف لون وألف شكل بما يتوافق ومصالحهم الشخصية، ونجد ان مصلحة الشعب دائماً فى الحضيض او فى سلة المهملات، فالكل يلعب لصالح نفسه ويوماً بعد يوم تتضح الرؤية، ليتأكد لنا اننا كنا على حق وصدقنا كل ما ذهبنا اليه من تحليلات قدمناها لكم فى الايام الماضية.
الحوار الذي اجرته (قناة سودانية ٢٤) مع الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتى) جاء في الموعد المناسب، وجاءت اجابات حميدتى صريحة وواضحة وعكست كل ما يدور في دهاليز الحكومة الانتقالية، ووضحت بجلاء اسباب الازمة الاقتصادية ومن المسؤول عن انهيار الاوضاع بالسودان، لقد تحدث حميدتى حديث العارف، وجاءت عباراته بسيطة وواضحة تحمل في طياتها اللوم والعتاب، وتفوح منها رائحة الاتهام لحمدوك باعتباره المتسبب الرئيس في الازمات التى تشهدها البلاد الآن .
الفريق اول دقلو اكد بطريقة غير مباشرة ان اسباب ارتفاع اسعار صرف العملات هو رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بمعنى ان ازمة العملة سببها مجلس الوزراء، وان تجار الدولار والسريحة الذين يقومون بتجفيف السوق ليسوا سوى عملاء لحمدوك وحكومة (قحت)، فهم يجمعون الدولار بغرض تسديد التعويضات لأسر ضحايا المدمرة كوول وتفجيرات السفارتين، وبمعنى اصح ان حمدوك هو المتهم الاساسي في انهيار الاقتصاد السودانى، وصدق حميدتى حينما قال ان اعترافات حمدوك بشأن التفجيرات الارهابية غير قانونية، وهذا صحيح، فليس هنالك قانون على وجه الارض كان بامكانه ان يدين السودان ويتهمه بتلك التفجيرات، لولا اعترافات حمدوك الارتجالية تلك، وطالما ان المتهم المتسبب في تلك الازمات معروف، فعلام كل تلك الحملات التى تشن ضد تجار العملات؟ ولماذا الاتجاه للحلول والاجراءات الامنية طالما ان المتهم الاساسي هو الحكومة؟ مما يؤكد بجلاء ان جل تجار وسماسرة الدولار يعملون لصالحها.
كلما مررت بشارع القصر وشاهدت السريحة نهاراً جهاراً وهم يرفعون ايديهم ويطلقون عبارة (صرف.. صرف) رغم تصريحات الاجهزة الامنية باستمرار حملاتها، ازددت يقيناً بأن اولئك السريحة لا يعملون لصالح مواطن عادى، بل يعملون لصالح جهة اعتبارية حكومية، لذلك لا يبالون ولا يكترثون بحملات الجهات النظامية، لذلك حال البلد لن يستقيم الا بمليونية كالتى اطاحت البشير لتطيح حمدوك وحكومته ..
وحقيقة ان حمدوك لم يكن موفقاً فى كل شيء، لا فى قراراته التى لم تجلب للبلاد سوى المزيد من الانتكاس، ولا فى ادارته للدولة، ولا حتى فى جولاته الماكوكية للدول الموهومة التى اطلق عليها اسم (اصدقاء السودان)، باختصار حمدوك ليس طوق نجاة، بل العكس تماماً، فوجوده في دفة الحكم سيقود البلاد الى الهاوية وسيفضى بنا الى الهلاك .
حاجة أخيرة
مازلت اشعر بحيرة ازاء مواقف الفريق اول دقلو، فهو قبل فترة كان يقف الى صف حمدوك وحكومته المدنية، ولكن تصريحاته الاخيرة حملت اتهامات واضحة لحمدوك وحكومته بأنه متورط في اغراق سفينة اقتصاد البلاد بقراراته الخاطئة، واحسب ان تصريحات حميدتى هذه سيكون لها ما بعدها، وستحمل الايام القادمة الكثير من المفاجآت، ولم يتبق امامنا سوى موكب او اثنين يطيحان بحكومة حمدوك وإرسالها الى مزبلة التاريخ.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى