آراء

عبدالحميد عوض يكتب: مزيدات أبوعركي

*رفض الفنان الأستاذ ابوعركي البخيت، دعوة من وزارة الثقافة والإعلام، للمشاركة بالغناء وحضور حفل توقيع السلام بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، التي جرى أمس السبت بمدينة جوبا .

*أبوعركي- وكما جاء في الأخبار- برر رفضه لعدم مبالاة الحكومة في التعاطي مع معاناة الناس اليومية، وإهمال الوزارة لموقفه المعروف والراسخ، وتغييبها له في كل ما يخص الشأن الثقافي بالبلاد، وتجاهلها لكافة عناصر تحريك الفعل الثوري الثقافي.

*كنت مستعداً لقبول وتفهم مبررات عركي، لو ارتبطت بموقف لا يعترف بالحكومة في الأساس، أو تحفظ على اتفاق السلام، لكن كل المبررات التي جاءت على لسانه، ليس فيها شيء من المنطق أو الموضوعية، بل لا تعدو كونها -حسب تقديري- مجرد مزايدة سياسية وشخصية ونرجسية لا تشبهه ولا تاريخه، وأنا هنا بهذا القول، أتجاوز سياج القدسية التي يحاول البعض منذ سنوات، إحاطة عركي بها.

* لم أكن أتصور أن يرفض ابوعركي البخيت، مشاركة احتفال توقيع اتفاق سلام، بحجة أن الحكومة لا تهتم بمعاناة الناس، لأنه، فما من معاناة إنسانية أسوأ من الحرب، وإيقاف تلك الحرب ولو بسلام ناقص خطوة إلى الأمام، وجب على الجميع دعمها أو الصمت، وحتى ولو كان أبوعركي يعني بالمعاناة حالة الغلاء الفاحش الحالي، وشح بعض السلع الضرورية، والصفوف الطويلة، فعليه أن يعلم أن المدخل الصحيح لإنهائها، هو وقف الحرب التي تستنزف معظم موارد الدولة وتمنع الاستثمارات وتعطل التنمية والخدمات، ولا رخاء ينشده أبوعركي وغيره، قبل إنهاء الحرب.

*السبب الثاني الذي تعلل به الأستاذ عركي، هو شكواه من إهمال وزارة الثقافة والإعلام لموقفه المعروف والراسخ، وتغييبها له في كل ما يخص الشأن الثقافي بالبلاد، وهنا تتجلى الذاتية في أبهى صورها، حيث يحصر مشكلته في اهتمام وزارة الثقافة به، وتدفع له ثمن موقف (الراسخ والمعروف) وعدم تغييبه عن كل ما يخص الشأن الثقافي، ومن الواضح أن وزارة الثقافة والإعلام، لم تراجع الوثيقة الدستورية، لتحفظ عن ظهر قلب وتعمل بأحد بنودها الذي يمنع كل الوزارات والمصالح الحكومية، عن عدم تغييب أبوعركي عن الشأن الثقافي، وحده من بين كل الفنانين السودانيين…!!

*حُجة أخيرة لعركي دفعته للامتناع عن المشاركة، وهى تجاهل الوزارة لكافة عناصر تحريك الفعل الثوري الثقافي، وكأن تحريك ذلك الفعل مهمة حكراً على وزارة الثقافة وليس مهمة مجتمع وكيانات وأشخاص بالتالي لم يسأل، عركي نفسه، ماذا فعل شخصياً بقامته المديدة لتحريك الفعل الثوري الثقافي؟

*من الواضح، أن عركي استمرأ دور البطولة والنبل والمثالية، ويريد أن يبقى في ذلك الدور، إلى ما لا نهاية.

سؤال أخير:

لوجاءت الدعوة من الاتحاد الأوربي، هل سيكون مصيرها الرفض؟

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى