سهير عبدالرحيم

سهير عبدالرحيم تكتب: الدعم السريع و الراعي

المناضل الكوبي آرنستو تشي جيفارا والذي كان طبيباً و كاتباً ومناضلاً وقائداً عسكرياً من طراز فريد ، كان أبرز ما صقل شخصيته و حرك في دواخله لهيب الثورة إحساسه و مشاهدته للظلم الذي يقع على المزارع اللاتيني من الأمبرياليين.
هجر الطب و عاش حياته من أجل الفقراء و المحتاجين خاض حروب العصابات والمعركة الأشرس خليج الخنازير ، عمل على الإصلاح الزراعي و محاربة القوانين الجائرة .
وجد نفسه في إحدى المعارك عند نقطة تمثل مفترق طرق في حياته ، كان أمامه حقيبة مليئة بالأدوية وصندوق رصاص والحقبتين أثقل من أن يحملهما معاً.
كان أمام خيارين الطب أو واجبه كجندي يقول جيفارا : (أخذت صندوق الرصاص وتركت الحقيبة) .
جيفارا كان رجلاً استثنائياً و قائداً فذاً و عقلاً متقداً بالمعرفة وحب الإطلاع ، كان أيقونة للثورة الكوبية ولكل الثورات التي تعمل على حفظ إنسانية و كرامة و حقوق الإنسان .
مات جيفارا كما هو معروف رمياً بالرصاص بعد أن تم إعتقاله بواسطة الجيش البوليفي عقب وشاية راعي أغنام ، يقال أنهم سألوا الراعي لما وشيت برجل قضى حياته مدافعاً عنكم أجاب الراعي كانت حروبه مع الجنود تروع أغنامي ….!!
استدعيت قصة جيفارا وأنا أتابع تداعيات قصة طالب كلية الطب بجامعة الرازي محمد حافظ محمد نور والذي تعرض للضرب على يد قوات الدعم السريع عقب أعتراضه على تجاوز عربة كروزر للصف ومنحها الوقود تحت حماية قوات الدعم السريع.
لن أعلق على الضرب والترويع والإرهاب الذي تعرض له الشاب و حلق شعره وإذلاله بالحبو على الأرض و تقييده بالحبال ، لن أعلق على ذلك فقد إشتعلت الأسافير بالحديث عن الأمر للدرجة التي أجبرت قادة الدعم السريع لتقديم الإعتذار لأسرة الشاب .
ولكني سأتحدث عن المواطنين الذين كانوا يقفون في محطة الوقود ، ثم إكتفوا بالفرجة على مسلسل الإذلال والأرهاب أمامهم ، دون أن تتحرك فيهم ولو مثقال ذرة من نخوة و مروءة و شجاعة لحماية شاب كان يقاتل لوحده لإنتزاع حقهم في الصبر على الصف الطويل .
خارج السور :
طالب الرازي أشبه بجيفارا الذي قاتل لأجل حقوق الراعي ،ثم وشى به الراعي ، طالب الرازي لن يقوم مستقبلاً بالإعتراض على سيارة تعبيء الوقود متجاوزة الصف و ربما يكتفي بملء خزان وقوده ومغادرة المحطة و سيترك للرعاة مزيداً من غزو البوليفيين .

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى