هاجر سليمان تكتب: البلد برجالها يا حكومة !!

بالأمس استقليت عربة أمجاد (طرحة) حينما كنت فى طريقي الى الصحيفة بالخرطوم ووقتها كان سائق الأمجاد و(الكمسنجي) الذي يمسك بعصاة بيده ويرتدي نظارة سوداء لإخفاء عينيه كان ينادى فى الناس ولكن لم يكترث لأمر الامجاد أحد رغم عدم وجود مواصلات ولكن ضيق ذات اليد جعل الجميع ينتظرون بص الولاية والذي بلغ ثمن تذكرته (20) جنيهاً في حين ان ثمن تذكرة الامجاد (100) جنيه للراكب الواحد، بعد عناء ومناداة امتلأت العربة اللهم إلا من مقعد فتحرك سائق الامجاد وهو يسير متفحصاً الركاب لعله يجد أحداً يملأ المقعد الشاغر، وفى تلك الاثناء أشارت اليه فتاة فتوقف فرحاً بالراكبة ولكنها حينما اقتربت ويبدو عليها انها طالبة جامعية سألته عن ثمن التذكرة فأجابها وهنا سارعت الفتاة وقالت انها لا تملك سوى ثمانين جنيهاً ووقتها لم يتردد سائق الأمجاد وأشار اليها بالركوب وتحرك ..
سارت العربة الامجاد بصمت الى ان وصلت الى صينية بري وهنالك اشار اليه احد الركاب وكان يريد النزول وبالفعل هبط الراكب وأخرج من جيبه ورقة نقدية فئة مائتي جنيه وأعطاها للسائق واشار اليه ماداً أصبعيه الاثنتين بمعنى (نفرين) والتفت الى الفتاة وقال لها (ما تدفعى ليهو) وهنا تفاجأت الفتاة وألجمتها الدهشة حتى أغرورقت عيناها ولم ينتظر الرجل أي كلمات ثناء من تلك الفتاة وغادر مسرعاً متجهاً صوب وزارة التربية بينما كانت الفتاة تطلق عبارات بصوت مخنوق بالعبرة وهي تقول له (شكراً عمو)، رغم الفقر والضنك والحالة البطالة وعنق الزجاجة الذي أدخلتنا فيه حكومة حمدوك إلا ان الشعب السوداني مازال بخيره والبلد برجالها يا حمدوك ولم بل ولن تثنيهم الظروف عن فعل الخير والأخذ بيد الآخرين وتقديم يد العون لمن هم أحوج وأشد حاجة، هاهو الشعب السوداني يقدم لبعضه البعض فماذا قدمتم له أنتم غير المزيد من الفقر والبؤس والشقاء .
في عدد من المحطات نجد شباب لجان المقاومة وهم يرتدون العواكس شباب في ربيع العمر يرفعون لافتات وآخرين يتسابقون نحو السيارات الخاصة يطلقون رجاءاتهم لسائقي المركبات بان ينقلوا معهم المواطنين كل منهم في طريقه هؤلاء الشباب يسهون اسهاما مقدرا في خفض أعداد الركاب الذين تكتظ بهم المواقف اضف الى ذلك ان تواجدهم بالمحطات يطلق الطمأنينة في نفوس الفتيات خاصة فى الفترات المسائية وهذه هي المحرية وشاهدت اولئك الشباب في كثير من الأحايين يزاحمون الركاب للحصول على مقعد بغرض حجزه لسيدة مسنة أو رجل مسن لا يقوى على (المدافرة) ..
كنا نعتقد ان حكومة حمدوك ستقدم العون والسند للمحتاجين والاسر الفقيرة ولكن حكومة حمدوك زادت الموقف تعقيداً ورفعت وتيرة الأزمة بدلاً من خفضها وزادت الأعباء على المواطن فكيف يكون الحال فى مقبل الأيام الآن توقفت معظم الأفران بسبب عدم وجود الدقيق والرغيف كاد يخلق أزمة وكارثة أمنية وأقسم انني رأيت شباباً يحملون السواطير والسكاكين بغرض الحصول على الرغيف والتزاحم في الصفوف الطويلة وان لم يتم احتواء الموقف فستحدث كارثة أمنية خلال الأيام القادمة تكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير (قحت).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version