عبداللطيف البوني

عبداللطيف البوني يكتب: صافرة القمح صفرت

(1 )
قلنا وقال غيرنا إن القمح في السودان كان ومازال يتعرض لحرب وللتخفيف فالنقل يتعرض لعراقيل في طريق توطينه لأن توطينه في السودان يتعارض مع مصالح جماعات كثيرة منهم محليون واقليميون ودوليون فهو شأنه شأن اي سلعة عالمية محروسة بكارتيل له امتدادات في كل الاتجاهات كالأخطبوط. قد يقول قائل إن هذا الكلام نوع من الافكار البالية؛ فنظرية المؤامرة لا وجود لها، نقول لهؤلاء طيب معليش نحن غلطانين فخلونا نقول إن القمح في السودان (معيون) اي مسحور بدليل كلما ارتقى مرتقىً يحدث ما يرجعه لمربع صفر، فما من سنة كان الانتاج فيها ممتازا الا واعقبتها سنة تدنى فيها نتيجة سياسةٍ ما وقد سبق أن عددنا هنا في هذا الباب الكثير من الشواهد ولا نريد أن نكررها.
(2 )
ولإثبات زعمنا اعلاه خلونا في الحاضر فالموسم الماضي 2019\2020 كانت انتاجية القمح قياسية وفاقت كل التصورات نتيجة عوامل كثيرة على رأسها المناخ اها اشارطكم من هسي على أن انتاجية الموسم الحالي 2020\2021 ستكون متدنية جدا حتى ولو كان البرد اشد من الموسم الماضي لان المساحة المزروعة ستكون اقل اما لماذا فلهذا قصة فحواها أن الحكومة كانت قد قررت تسعيرة وهي 3500 جنيه للجوال زنة 100 كيلوجرام وهذه التسعيرة كانت محفزة جدا ساعة الزراعة ولكن ساعة الحصاد اصبحت غير مجزية بسبب تدهور قيمة الجنيه السوداني الذي اصبح يتراجع على رأس كل ساعة فعوضا عن أن تترك الحكومة المزارع للسوق اصدرت امرا بمنع دخول القمح السوق ولا يباع الا للبنك الزراعي والذي بدوره يحوله للمخزون الاستراتيجي وطبق هذا القرار حتى على المزارعين الذي لم يمولوا من البنك وحتى الذين سلموا البنك لم يتحصلوا على مستحقاتهم الا بعد عدة اشهر فأُسقط في أيدي المزارعين واشترى التجار القمح بعيدا عن الأسواق وبعد عدة شهور الغت الحكومة قراراها غير المدروس فتمتع التجار بفائض قيمة قمح ذلك الموسم الناجح اها تاني نقول شنو ؟
(3 )
ربنا كريم على هذه البلاد الطيب اهلها فرغم المؤامرات (المزعومة) وان شئت العين (الحارة) فالقمح قد تم توطينه في السودان وهنا لابد من تحية وتعظيم سلام للعلماء السودانيين الاجلاء الذين طوروا تقانات انتاج القمح من بذور وكافة المدخلات (يا حليل ود أحمد الذي فعل نفس الشيء في الذرة ونام الآخرون بعده) اما المزارع فإن شاء الله يوم شكره ما يجي فهو دائما عامل الانتاج الاول ومكمل الناقصة وهذا المزارع بالطبع تحكمه المصلحة فجاهزيته تتوقف على قيمة المدخلات وسعر التركيز (السوق) فاذا ارادت الحكومة انتاجية عالية في هذا الموسم فما عليها الا أن تعلن سعر التركيز بعد أن تلتزم بتوفير المدخلات من جازولين وتقاوى واسمدة ومبيدات، اي يجب أن يكون هناك تناسب بين سعر المدخلات وسعر الغلة ثم تعلنها صراحة أن المزراع سيكون حرا في انتاجه فاذا لم يرق له سعرها فسوق الله اكبر موجود. هذا هو كل المطلوب من الحكومة في هذه اللحظة لان التحضير يجب أن يكون قد بدأ وينتهي بنهاية هذا الاسبوع فالحرث الآن سيزيل حشائش الخريف حتى لاتسقط بذورها وتعيق نمو القمح الذي سوف يزرع بعد شهر فيا حكومة بطلي مجمجة والتفتي للانتاج والمنتجين now or never

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى