سهير عبدالرحيم تكتب: وصلني .. (١٦١)

قبيل أن أشرح ماهية الـ (١٦١)، أرغب أن أقص عليكم قصة طالب أقمنا الدنيا وأقعدناها لنوفر بصاً في المنطقة التي يسكن بها، وحين نسقنا مع المهندس محسن مدير الحركة والتشغيل والنقل في شركة مواصلات ولاية الخرطوم، وأتصلنا على الطالب لنحدد له ميقات مرور البص حتى ينتظرنا على شارع رئيسي كانت المفاجأة.
أجابنا التلميذ أنه ليست لديه مشكلة وسيلة ترحيل فوالده يملك سيارة ..!! سألناه كيف ذلك ..؟ لقد كاد أن يضيع منك امتحان مادة الأحياء بسبب عدم وصولك المدرسة ..؟ قال أنه في ذلك اليوم خرج والده لمشوار مهم ..؟؟
هل تعلمون أن هذا الطالب لحق الامتحان بصعوبة بالغة وبعد أن مضت ربع ساعة من زمن الامتحان، وذلك بعد أن أسرع بترحيله أحد العابرين في الطريق ..؟. السؤال إلى الآباء والأمهات الذين يملكون سيارات، ماهو المشوار الذي يعتبر أهم من مستقبل أبنائكم، هل يعلم مثلاً والد هذا التلميذ أن مستقبل أبنه كان على المحك ..؟، وأنه لو مضى نصف الزمن لما سمحوا له بدخول قاعة الامتحان مهما كانت المبررات. إن الأمر أكبر من مجرد أظهار إهتمامكم بأبنائكم وإكبر من توفير مقعد في (وصلني) لطالب يحتاج وسيلة نقل أو لا يملك ثمن تعرفة تذكرة المواصلات، الأمر يتعلق بالدعم المعنوي الذي يتوفر حال توصيلكم لأبنائكم بأنفسكم، يتعلق بكمية الهدوء والسكينة والطمأنينة التي يمكن بثها في نفوسهم من خلال حديث إيجابي يشعرهم بحبكم لهم و بتهوين قسوة الورقة المقبلون عليها.
الآن سأورد لكم ماهية الـ (١٦١)، أنها عدد البصات التي تعمل عليها خطوط بصات شركة مواصلات الخرطوم والشرطة والجيش لنقل الطلاب مجاناً. مثلاً الخرطوم الكلاكلة القبة + اللفة – الخرطوم، دار السلام الجبل – الخرطوم، السلمة – الخرطوم، مايو -الخرطوم، الأزهري – الخرطوم، الصحافة زلط – الخرطوم ، الصحافة شرق – الخرطوم، جبرة – الخرطوم . أبو آدم + الرميلة + المركزي، أبو آدم المركزي خمسة بصات و حركة عكسية مرتين قبل الامتحان و بعده، الرميلة المركزي ثلاث بصات وحركة عكسية قبل وبعد نواصل غداً بقية الخطوط
خارج السور:
تبقت لأبنائنا ثلاث امتحانات ساعدوهم للوصول إلى مدارسهم.
ساعدوهم ليلحقوا الامتحان

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version