هنادي صديق

هنادي الصديق تكتب: الخطر يحاصر طلابنا بالخارج

تنفذ صباح اليوم مئات الاسر السودانية وقفة إحتجاجية أمام رئاسة مجلس الوزراء لتقديم مذكرة عاجلة لرئيس الحكومة بغرض إنقاذ أبنائهم ضحايا ثورة التعليم العالي التي أضافت للبلاد الملايين من العطالى (خريجي الكليات غير المعترف بها). وعشرات الآلاف ممن فروا للخارج بحثا عن وضع تعليمي افضل وبيئة جامعية محترمة.
13 الف طالب وطالبة من أبناء السودان منتشرين بدول العالم يواجهون منذ أكثر من شهرين أكبر مأساة صنعتها حكومة الثورة التي دعموها ووقفوا خلفها ظنا منهم بأنها ستعيد لهم حقوقهم المهضومة وأحلامهم المسروقة، وكل مطلبهم تسهيل وصول مصاريفهم الشهرية في موعدها.(المصاريف من اسرهم وليس الحكومة).
الحكومة سبق وحددت مبلغ 250 دولار فقط يتم تحويلها للطالب الواحد عبر السعر الرسمي لبنك السوداني بواقع 55 جنيها للدولار، وأي مبلغ إضافي يكون خارج نطاق الدولار المدعوم.
أي انها كانت تقوم بتحويل ال 250 دولارا بمبلغ 13،750 ، ثلاثة عشر الفا وسبعمائة وخمسون جنيها، بدأت القصة في شهر أغسطس الماضي عندما أوقفت الحكومة التحويل لدولة الهند تحديدا بحجة أن هناك تحاويل تتم بالسعر الرسمي لطلاب وهميين، وأن من يقوم بذلك سماسرة أو عصابات يعملون على تنشيط حركة السوق الموازي وفي ذلك ضربة للإقتصاد الوطني بحسب زعمها، وبدلا من أن تعالج الحكومة هذه المشكلة بضبط الإجراءات لحفظ حقوق الطلاب الحقيقين، إبتدعت حيلة جديدة أكدت نيتها المبيتة في إيقاف التعامل بالسعر الرسمي لبنك السودان وفرضت على الأسر عبر البنك المحدد شراء (دولار حي) وتقوم بإيداعه في البنك ليتم تحويله لأبنائها، قامت العديد من الأسر (المستطيعة) توفير دولار (حي يفرفر) من السوق الأسود بواقع 230 جنيها للدولار وآخرين بواقع 240 ، ليصل جملة المبلغ إلى 57 الف وخمسمائة، بزيادة تقارب ال 44 الف جنيه من المبلغ الذي كانوا يدفعونه قبل شهر.
هذا التناقض الغريب والمربك لوزارة المالية وبنك السودان معا لا يعني سوى رفع سعر الدولار وتنشيط حركة السوق الموازي مرة اخرى، ويكذب إدعاءات الحكومة عبر أجهزتها الرسمية أنها تحارب السوق الأسود وتتفنن في ضبطه بقانون لم يطبق على أرض الواقع حتى الآن.
المصيبة ليست في هذه الزيادة الرهيبة، بل في أن البنك يستلم الدولار الحي الذي تم شراؤه بمبلغ 230 جنيه من المواطن، ويكتب الموظف أمامه في مستند التحويل أنه تم التحويل بالسعر المدعوم. اي 55 جنيها فقط. فماذا يفسر ذلك؟
وزارة هبة وآمنه ابكر وبنك السودان مطالبين بتفسير واضح لما يحدث من تلاعب في أموال ومستقبل هؤلاء الطلاب.
وزيرة التعليم العالي إنتصار صغيرون، (نفضت يدها) عن هذه القضية الخطيرة وأعلنت لأولياء أمور الطلاب أكثر من مرة بأنها غير معنية بهذه القضية، لترسم هى الاخرى علامة إستفهام جديدة حول ما يدور خلف كواليس قضية شباب ضحى بمستقبله وروحه لتجلس إنتصار وهبة وآمنه ومن قبلهم حمدوك على مقاعدهم الحالية ليحيلوا ليل هؤلاء الطلاب وأسرهم إلى جحيم.
أوضاع سيئة جدا يعيشها هؤلاء الطلاب بالخارج، خاصة طلاب السنة الرابعة والخامسة الذين بدأوا البعض منهم فعليا رحلة العودة للوطن دون أن يتمكنوا من إكمال إمتحاناتهم النهائية بسبب عدم تمكنهم من سداد مستحقات الإمتحانات وغيرها من أستحقاقات مادية بعد إنقطاع المصاريف الشهرية على قلتها التي كانت تأتيهم من أسرهم.
طالبات، تم طردهن من السكن بسبب عجزهن عن توفير رسوم السكن، ولا أحد يعلم مصيرهن في بلاد لا تعرف شعوبها معنى نجدة الغريق.
طلاب في سنينهم الأخيرة إتجهوا لتجميد العام الدراسي والعمل في مهن هامشية لتوفير رسوم السكن والدراسة للعام القادم بعد أن يئسوا من خيرا في حكومتهم.
رسالة وصلتني من طالب بإحدى جامعات ولايات كردفان، ظل معتصما مع المئات زملائه لأسابيع أمام وزارة التعليم العالي بالخرطوم قبل عام، وعندما فشلت قضيتهم، يئس من التعليم في السودان وغادر للدراسة بالخارج، وقبل أن يكمل شهره الثالث هناك، واجهته هذه المشكلة فكتب رسالته التالية وبدوري أرسلها دون زيادة أو نقصان في بريد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، واختم بها هذا العمود بلا تعقيب.
(كل أملنا نتعلم، ما طالبين حاجة تانية، ليه قدر ما نقول نبر الوطن السياسين يضربونا بالعصا؟ والله بنحب وطنا السودان، ليه مصرين تعذبونا وتحسسونا أنه الوطن رافضنا؟ مع كل يوم معاناة ذرات حُب الوطن بتتساقط، الحقوا الوطن في نفوس الطلبة).

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى