حوارات

القاضي الكفيف الذي فصلته لجنة “التمكين: ضحكت عندما وجدت اسمي ضمن قائمة قضاة ينتمون للأمن والمخابرات

 

سرت رسالة يتيمة عبر الوسائط، يتذيلها رقم هاتف، فحواها يقول إن قاضياً كفيفاً قد فصل من السلطة القضائية، بأمر إزالة التمكين، في الكشف الأخير.
(السوداني) زارت القاضي المفصول في منزله بحي شمبات في الخرطوم بحري، ووجدته يقيم في منزل متواضع بالإيجار، يعاني آلام الظلم (حسب وصفه).
القاضي فجر كثيراً من المفاجآت وبعض المآسي التي يعيشها جراء قرار فصله، وسرد وقائع ومجريات حياته العملية وعبر عن مرارات الفصل في حوار مع (السوداني).

 

من أنت؟
خالد أحمد خالد أحمد خريج جامعة الخرطوم كلية القانون ودراسات عليا القانون الدولي لحقوق الإنسان، وماجستير العلاقات الدولية، قاضي بالدرجة الثالثة.

 

متى التحقت بالقضاء؟
عينت مشرفاً للمكتبة الإلكترونية بالسلطة القضائية عام 2017م بدرجة قاض من الدرجة الثالثة، وخلال عام خاطبتني رئيسة المكتب الفني مولانا ابتسام محمد عبد الله بالسلطة وقالت (يا خالد أنت مؤهل وممكن تحضر معانا الاجتماعات ويدوك فايل القضايا وتنشرها مع الزملاء) ، وبعد فترة أصبحت أكلف بقراءة القضايا، واسمي ورد من ضمن معدي مجلة السلطة القضائية للعام 2017م.

 

إذن… كيف تغلبت على الإعاقة البصرية وتعاملت مع الوثائق والمستندات؟
انا أول زول التحق بالسلطة القضائية من “ذوي الهمم”، وكان مولانا البروفيسور حيدر (عليه رحمة الله) يطالب بإلتحاق المكفوفين، وكان دائماً يقول إن المكفوفين لديهم الحق في كل وظيفة، وبعدها تقدمت بأوراقي، واجتزت الامتحان، حتى مادة الحاسوب، وبعدها تعينت في مكتبة السلطة القضائية.
وبالنسبة للمستندات دائماً كان هناك بعض الزملاء يقومون بقراءة ملف القضية لي.

 

عندما تعينت في السلطة القضائية هل كان بواسطة او شخص معين؟
ليس بواسطة، ورئيس القضاء يمكنه تعيين كل شخص بموجب المادة (30) ويعلن تعيين الشخص، وتعينت بموجب هذه المادة ولكن لا بد أن تخضع للاختبار بالعمل بالسلطة القضائية، واذ اثبت كفاءتك تثبت في الخدمة مباشرة، وطوال عملي الإداري والإشرافي قدمت لي إشادة من رئيس المكتب الفني بحسن أدائي بالعمل، وتقدمت بطلب لرئيس القضاء مولانا عباس العمدة للتثبيت، ولكن صادف أيام الحراك الثوري، واوصت رئيس المكتب الفني بتثبيتي، ولكن رئيس القضاء اعتذر ، مع عدم توضيح الأسباب(الفهمتو أنا اكتب استقالتك أنت معاق بصرياً واتخارج) لا سيما وأنه لم يوضح الأسباب.

 

مقاطعة… هل تقدمت باستقالتك؟
لا أبداً.. وعندما عُينت مولانا نعمات رئيساً للقضاء، حملت خطابي مرة أخرى طالباً التثبيت، خصوصاً انني قضيت أكثر من الفترة المطلوبة، ولم تكن لديها مشكلة في ذلك ، إلى أن جاء قرار فصلي عن العمل من لجنة إزالة التمكين.

 

كيف تلقيت خبر فصلك من السلطة القضائية؟
كنت (قاعد مع الزملاء في المكتب ، قالوا لي يا خالد في كشف للقضاة الذين ينتمون لجهاز الأمن والمخابرات واختلسوا أموال)، للأسف كان اسمي ضمن القائمة، وفصلي لم يكن لأي سبب قانوني، وما عارف الدليل شنو أني انتمى لهم، ( وإن كان انا ضمنهم، مالم توجه لي تهمة أو جريمة أو اختلاس اموال) لا يحق لهم فصلي.

 

وما شعورك عند سماع خبر فصلك؟
(قعدت أضحك بس قلت لهم كيف يقولوا أنا اختلست أموال ياخي أنا)، مرتبي (2,870) جنيها لاغير، في حين أن مرتبات القضاة أكثر من (15) ألف جنيه،(وبترحل مع الموظفين ومرات بالمواصلات، وكل القضاة لديهم سيارات) ويفترض السلطة القضائية توفر لي سيارة ، وأنا لا (كوز ولا أمنجي).

 

لماذا ورد اسمك دون عشرات القضاة؟
أنا والله ما عارف ولكن وجدت الكشف وللأسف الشديد، (الكشف لافي في مواقع التواصل الاجتماعي).

ماذا فعلت بعدها ؟
انا زول متسامح جدا وهذا ما تعلمته في جامعة الخرطوم، وقعدت اضحك واقول معقول( ناس وجدي صالح الاساتذة ديل لو شافوا الهستر البعامل بيهو في جامعة الخرطوم ما كان فصلوني)، وكنت ملقب بـ”خالد البوس”، وكل اعتصامات جامعة الخرطوم”كانت في راسي” منذ 2011م.
(وكنت لمن أمر في الجامعة كل الطلاب بصفقوا ويقولوا خالد البوس).

 

هل كنت  سياسي أو محزب؟
لا أبدأ، كنت مناهضاً، لدخول الأجهزة الأمنية لجامعة الخرطوم، لأنها حرم جامعي، وأول من خرج في مظاهرات 2011م، (وقالوا علينا شماسة، وقالوا نحن طالعين علشان خليل إبراهيم) ولكن خرجنا من أجل ارتفاع الأسعار، (ويجيك وجدي صالح يقولوا ليك تنتمي لجهاز الأمن ومختلس أموال ) وسؤالي موجه للجنة إزالة التمكين أنتو فصلتوني علشان شنو بالظبط؟، انا لا كوز ولا إسلامي

 

هل قدمت استئناف لفصلك ؟
نعم. قدمت استئناف للمجلس السيادي، وقدمت طلب مراجعة لجنة التمكين(ارجعوا لملفي في جامعة الخرطوم). ولم يرد على طلبي حتى الآن.

 

علاقتك بزملائك القضاة؟
جميلة جداً، مع كل الزملاء، وبالتحديد مولانا ابتسام وكانت تشجعني وتحفزني دائما.

 

أكثر الصعوبات التي واجهتك في العمل؟
عندما أكلف ب(20) قضية مع نهاية الاسبوع،(واتصل على زملائي ليقرأوا لي القضايا ولكن في النهاية هي واجبات، وأيضاً كانت وسيلة النقل وكنت بركب مع الموظفين في حين انه ماف قاضي بركب معاهم غيري أنا.

 

لماذا لم توفر لك السلطة القضائية سيارة خاصة ؟
لا أعلم، وكان دائماً الزملاء يقولوا لي طالب السلطة بتوفير سيارة، ولكن رفضت ذلك خاصة وأن هذه الخطوة يفترض تأتى منهم لأنها في الأساس “حاجة انسانية”.

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى