سهير عبدالرحيم

سهير عبدالرحيم تكتب: السكن.. سجن كوبر

لو قيل للرئيس المخلوع عمر البشير قبل ثلاث سنوات أنك ستقف أمام المحكمة و توضع في قفص حديدي ويسألك القاضي عن بياناتك الشخصية لقال تلك أضغاث أحلام .
ولو قيل له أنك ستجيب : الاسم / عمر حسن أحمدالبشير الجنسية / سوداني و أحمد الله السكن / سجن كوبر .
لو قيل للمخلوع أن ذلك سيحدث لضحك ملء فيه و قال أنتم واهمون و مخطئون و مرجفون في المدينة ، فمن ذا الذي يجروء على زلزلة الحكم تحت قدميه ، ومن يجروء على الثورة عليه ، ومن يستطيع حبسه في السجن أو تقديمه لمحاكمة .
رغم ذلك أعتقد أن العبرة الآن ليس تحول مسكنه من كافوري و القيادة العامة إلى سجن كوبر ، وليس الدرس في مغادرته الدور والقصور إلى زنزانه. أو تحول الحرس من حوله بدلاً عن التأمين و الحماية و الأبهة والاستعراض ، إلى حرس يؤمنون الشارع له ريثما يعود إلى زنزانته أو مغبة الخوف من هروبه .
رغم هذا و ذاك فأني أرى أن العبرة أكبر من سجن كوبر ، وأعظم من محاكمة ، فكوبر في النهاية محطة ، ومحطة دنيوية زائلة آن آجلاً أم عاجلاً ، إنما العبرة الحقيقية في المصير المحتوم و الموت الذي لا يخلف موعده ، والقبر الذي ينتظر صاحبه .
ماذا جهز المخلوع ليوم القبر الموعود ، وماذا أعد من مؤنة تعينه على السكن الطويل ، ذلك السكن الذي لن تزعجه فيه استدعاءات لنيابة أو جلسة محاكمة ، أو حتى إنقطاع للكهرباء و الماء ، لن تضايقه مرافعات المحامين و همهمة الحضور بين ساخط عليه وآخر مازال يمني نفسه في خروج الرجل ليحظى بمنصب ما بعد الإنقلاب .
هل تراه يعلم أنه سيذهب إلى سكن أبدي وأن ضحاياه ربما يقاسمونه نفس المقابر ، ربما ينقلب في قبره ذات اليمين فيجد كشة أو ينقلب شمالاً فيجد المحبوب ، هل يتذكر الرجل مثل هذا اليوم .

هل يعلم أنه سيأتي اليوم الذي يتحول فيه من السكن في سجن كوبر إلى الإقامة في المقابر .
خارج السور :
ليته يتعظ الآن فمن الواضح أن طموحه مازال يهيء له السكن من كوبر إلى القيادة العامة و ليس كوبر أحمد شرفي .

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى