أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: الأفعى الرقطاء

(1)
المحاولات اليائسة التي يقوم بها فلول النظام المخلوع حالياً لزعزعة الاستقرار الأمني والسياسي وإضعاف حكومة الثورة وإرباكها ، لم تكن أمراً مفاجئاً بل كانت ولا تزال من المسلمات التي يقطع المرء فيها الشك باليقين، إذ لا يُعقل أن يتحول منسوبو المؤتمر الوطني إلى حملان وديعة في تعاملهم مع ثورة قطعت الحبل السري الذي كانوا يتغذون منه سحتاً ومالاً حراماً أقاموا به أمجاداً في غفلة من الزمان ،كما أن جميع الحِيل وأسلحة الحرب على الثورة كانت مكشوفة وقد كتبنا عن تلك الاسلحة منذ الأسبوع الأول لسقوط نظامهم حيث أشرنا إلى الحرب الاقتصادية المتوقعة، وسلاح الشائعات والإعلام الكاذب، واثارة الفتن والكتابات الصحافية التي تمارس أعلى درجات تحريض الجيش، كل ذلك لو تذكرون تنبأنا به في الأسبوع الأول من انتصار الثورة، لأن الفلول لا يجيدون إلا سلاح الشائعات والتحريض والحرب الاقتصادية..

(2)
المتابع لحركة واتجاهات الإعلام الإلكتروني والصحف لا تخفى عليه تلك الحملة المنظة التي يُشعل أوارها منسوبو النظام المخلوع من الكتاب الصحافيين وغيرهم من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والتي كشفت عن وجهها القبيح الكالح وهي لم تكف عن تحريض الجيش لاستلام السلطة بحجج ساذجة ومبررات غبية ، إذ يمشون بالنميمة ويتكئون على عصا التحريض لإحداث القطيعة بين قادة الثورة من المدنيين وقوات الشعب المسلحة، ويسعون لخلق فجوة وقطيعة بين الشعب وقواته الباسلة ومن ثم تعميق هذه الفجوة لتصبح مضماراً وحلبة لممارسة التحريض ضد حكومة الثورة … ولقد رأيتم أيها القراء الكرام كيف يلحن كُتاب المؤتمر الوطني المحلول ومنسوبو النظام المخلوع القول وهم يتباكون بدموع التماسيح في دفاعهم الكاذب عن شركات الجيش والأمن، ولقد رأيناهم وسمعناهم يدافعون عنها ويبررون لوجودها أكثر من البرهان وحميدتي، وإذا كان البرهان قد قال إننا طلبنا من وزارة المالية أن تضع يدها على هذه الشركات ولكنها لم تستجب، فماذا تقولون أنتم أيها الصائدون في المياه العكرة ، وإذا كان حميدتي قد وجه شركة الجنيد لتصب في معين الحكومة، فماذا تقولون أنتم أيها المحرضون المشاءون بالنميمة..

 

 

(3)
على القوات المسلحة أن تكون واعية لهذه الحِيَل وأن تظل مبصرة حتى لا تُلدغ مرتين من جحر هذه الأفعى الرقطاء التي اخترقت المؤسسة العسكرية وحولتها إلى مؤسسة حزبية خلال الثلاثة عقود الماضية وأضعفت هيبتها وكادت أن تُضيع كرامتها ، ولا أظن أن ذاكرة القوات المسلحة ستنسى التراجيديا التي بدأت في ليلة 30 يونيو 89.. على الجيش أن يعي خطورة هذه الدعاية السوداء والمكر والدهاء حتى لا يقع في حبائل وأفخاخ الفلول الذين يتباكون على سلطتهم الساقطة وأمجادهم الزائفة ، وقد راودتهم أحلام العودة المستحيلة…
(4)
ثم تبقى الحقيقة الماثلة للعيان أن الجيش هو الآن الحاكم الفعلي ، فعلى من ينقلب إذن، أعلى نفسه؟ وإذا كان بيد الجيش أية حلول للأزمات والأوضاع المعقدة حالياً فليقدمها وهو الآن في السلطة ولن يقف أحد في طريقه، فالأمر لا يحتاج إلى انقلاب كي يضع الحلول فما الداعي لتسليم المذكرات للجيش ، وتحريضه على الثورة… اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين….

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى