أحمد يوسف التاي يكتب: المالية .. معقل الكباتن

(1)
لم يعد خافياً أن وزارة المالية اليوم باتت لُغزاً محيراً بحاجة إلى فك طلاسمه لنفهم « مشكلتنا» التي أعيت الطبيب المداويا، هذه الوزارة لا تزال مسكونة بـأباطرة «الكباتن»، وهي بؤرة الفلول المؤثرين الذين ما فتئوا يتحكمون في الشفرة والأسرار، فالناظر إلى كل الخيوط المعقدة و(المشربكة) يجدها تنتهي في وزارة المالية… هذه الوزارة الآن عندنا هي أهم وزارة إذ أنها بمثابة العصب في جسم الإنسان والرئة التي كان يجب أن يتنفس بها الشعب السوداني المخنوق حالياً، وفي وضعنا الحالي ينبغي أن تكون هي الوزارة الوحيدة التي نحتمي بحماها ونلجأ إليها وتصبح ملاذاً وأملاً لإنقاذ البلاد من الأوحال لكونها معقل خبراء التخطيط والعقول والعلماء والخبرات، أو هذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال، وهي صاحبة الولاية على المال العام، وحامية الموارد القومية والقيِّمة عليها، أو هذا ما يفترض أن يكون..
(2)
لكن كثُرت الشكاوى من وزارة المالية ليس من جانب المواطن وحسب حتى من جهة كبار المسؤولين الذين بدوا لا حول ولا قوة لهم أمام جمهورية وزارة المالية، إذ ليس أمامهم إلا بث الشكوى والأحزان من «معاندة» وزارة المالية والتي تبدو أحياناً بمظهر الضعيف وفي أحيان أخرى بمظهر «الغتيت»… رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان يشكو من «عناد» وزارة المالية، ويقول إنها لم تستجب لوضع يدها على الشركات الأمنية وشركات الجيش … ولجنة التفكيك «البعبع المخيف» رغم شراستها بدت أمام المالية كما لو أنها حمل وديع واكتفت بـ»الشكوى» فقط إذ أشارت ومن خلال المؤتمر الصحافي الأخير إلى أن وزارة المالية تتحمل مسؤولية استلام الأصول المستردة.. ورئيس الوزراء أيضاً يشكو لطوب الأرض ويقول إن وزارة المالية ليس لها أية ولاية على المال العام إلا في حدود 18% وأن 82% من المال العام خارج سيطرة الوزارة..
(3)
وتأسيساً على النقاط أعلاه قد تبدو وزارة المالية الآن أكبر عائق أمام حكومة الثورة، فهي بحسب البرهان لا تستجيب لوضع يدها على شركات الجيش والأمن وليست راغبة أو متحمسة لإحكام سيطرتها على هذه الشركات أو أنها متوجسة منها… وهي الآن بحسب لجنة التفكيك غير متحمسة لاستلام الأصول والممتلكات المستردة (كدي بس)… وبحسب رئيس الوزراء 82% من المال العام خارج سيطرتها..!!! (دي وزارة مالية، ولا وزارة شؤون الأعضاء بالبرلمان)، وأخيراً الحكومة اتخذت قراراً أمس بحل إدارة الأصول والأموال المستردة بوزارة المالية، والحل هو تغيير كل إدارات الوزارة….اللهم هذا قسمي فيما أملك
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version