حوارات

والي القضارف دكتور سليمان علي: عناصر النظام البائد تعمل على زعزعة الفترة الانتقالية

 الصراعات العرقية والقبلية لديها أسباب كثيرة وتدخل فيها أجندة سياسية !!

في خضم الصراع القبلي المتجدد الذي يشهده الإقليم الشرقي والذي أثر سلباً على مجريات المشهد السياسي ككل ..وفي وقت استنفرت فيه كل مكونات السلطة الانتقالية للعمل من أجل احتواء الاوضاع ونزع فتيل الفتن القبلية خصوصاَ في الشرق، اتجهت (الجريدة) شرقاً للوقوف على الحقائق ميدانياً واستنطاق المسؤولين عن أسباب اندلاع الأحداث والتحولات التي طرأت على الساحة السياسية بعد التغيير ولماذا هناك تفاعلات سالبة مع الحكام وهل هناك أصابع ضالعة في تزكية الصراع فضلاً عن القضايا الخدمية والخطط التي يعتزم الولاة وضعها لتحسين الأوضاع المعيشية، البداية مع والي القضارف (قضارف الخير) الدكتور سليمان علي محمد الذي استجاب لدعوة (الجريدة) بصدر رحب فقلبنا معه عدد من الملفات وتحديات القضايا فأجاب عليها بهدوء الواثق والمدرك فالى مضابط الحوار:-

 

*في البدء كيف تنظر لأمر تكليفك والياً لولاية القضارف ؟
نحيي ونشيد أولاً بشهداء ثورة ديسمبر المجيدة الذين ساهموا في هذا التغيير وأمر تكليفي أنظر له كحلقة من حلقات النضال من أجل تفكيك النظام البائد كما أنظر له كفاح من أجل التغيير والتنمية وكفاح من أجل المظالم وأنظر له في هذا الإطار أكثر من كونه منصباً سياسياً.

 

* حدثنا عن الأوضاع الأمنية بالولاية ؟
بشكل عام وفقاً لاجتماعاتنا مع لجنة الأمن الأوضاع مستقرة في كافة محليات الولاية فقط توجد حوادث طفيفة مثل الجرائم العادية كيوميات الشرطة لكن بشكل عام وضع ممتاز.

 

* ما هي أهم أولويات والي الولاية ؟
أولوياتنا يقف على رأسها إيجاد الحل الجذري لمياه القضارف والتي أخفقت جميع الحكومات التي تعاقبت على الولاية في ايجاد حل ناجع لها ، ومشروع الحل الجذري يمضي جيداً ، وأطلعنا على تقارير متعددة حول موقف الشبكة الناقلة من سد سيتيت، ونقطع بأن موضوع مياه القضارف يمضي بخطى ثابتة نحو الحل الجذري، ولدينا إشكال فقط في التمويل فالتدفقات المالية قد توقفت قليلاً، وأننا الآن نسعي سعياً حثيثاً من أجل توفير الميزانيات اللازمة لاكمال المشروع وأجرينا اتصالات مكثفة مع الخرطوم لتسهيل هذا الامر ، وكذلك لدينا تواصل مع وزارة المالية وإدارة التنمية في إطار ضخ التمويل من جديد.

 

* شكلت الضغوط الاقتصادية تحدياً كبيراً.. ماهي مجهودات الولاية فيما يتعلق بمعاش الناس ؟
أزمة معاش الناس متعددة الجوانب وترتبط بالسياسات الكلية للدولة ومعالجة التضخم والسياسات الكلية ونحن هنا نعمل على حلول لتخفيف أعباء المعيشة ولدينا مشاريع قريباً سترى النور.
* كيف يمضي العمل في المجالات الخدمية الصحة والتعليم وغيرها..؟
بالتأكيد هنالك اشكالات حدثت خلال الفترة الماضية لكننا نعمل على مراجعة أداء المحليات بشكل أساسي ومعالجتها.

* كيف يمضي الاستعداد للموسم الزراعي..؟
موسم التحضير انتهى بشكل ممتاز حسب تقارير اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي ونحن الآن في مرحلة (الكديب) والإعداد يمضي بصورة جيدة.

 

* عانى أهالي الولاية من طريق المفازة الحواتة الفاو ماهي مجهوداتكم في هذا الملف..؟
طريق الحواتة المفازة الفاو تعاقدت لانفاذه شركات محددة بعضها حسب المعلومات الأولية التي تحصلنا عليها تسلمت مبالغ من الحكومة ولكنها ولم تقم بتشييد الطريق لأسباب غير معلومة حتى الآن ، سنلتقي بإدارة التنمية والإدارة القانونية لمعرفة الأمر.

 

* تم تكوين لجان لإزالة التمكين بالولاية كيف يمضي العمل بها؟
اللجنة تم تكوينها مسبقاً وهي الآن بعد أن وجدت مقراً لها ستشرع في دراسة الملفات والوقوف على حجم التمكين وتداعياته وظلاله، وستبدأ اجتماعاتها يوم الأحد .

 

* بالتأكيد الولاية لم تكن تخلو من الفساد ماهي أهم الملفات التي تحصلتم عليها..؟
بالتأكيد اللجنة تحصلت على ملفات لكن كل ذلك سيتم مناقشته في اجتماع الأحد .

 

* الولاية شهدت بعض الصراعات القبلية في وقت ماضي كيف تنظر لهذا الأمر وكيف يمكن معالجته..؟
الصراعات العرقية والقبلية وغيرها لديها أسباب كثيرة وتدخل فيها أجندات سياسية محددة وعناصر النظام البائد دائماً تدخل لزعزعة استقرار الفترة الانتقالية ولكن نحن لدينا برنامج سياسي كبير مع شركائنا في المنظمات ومبادرات التعايش السلمي وغيرها ، وسنعمل معهم بشكل وثيق لتجنب هذه الاحتكاكات القبلية، وأيضاً نحن في اطار التزامنا بمحاربة القبلية والجهوية والتزامنا الذي أطلقناه بالوقوف على مسافة واحدة من جميع المكونات القبلية هذا سيجعلنا قادرين باذن الله في خفض الصراعات نهائياً وتأسيس مفهوم يرسي لرفض التحيزات والانتماءات الضيقة من أجل الارتقاء بالهوية السودانية الجامعة لكل هذه المكونات.

 

*هناك دعوات من أجل إقامة مؤتمر جامع لحل كل قضايا الإقليم الشرقي كيف تنظر لها..؟
مؤكد أي جهد يتمثل في إقامة مؤتمرات أو ورش سيسهم بصورة جيدة في محاربة هذه الظواهر ومخاطبة قضايا التنمية في الولايات الشرقية ككل.

 

البعض كان يتحدث عن الولايات الشرقية يتم تعيين الولاة من ضباط من الجيش أو الشرطة بسبب الهشاشة الأمنية..؟
هو طبعاً غير صحيح ، ولايات الشرق لا تحتاج لهذا التدبير فالولاة المدنيين قادرين على ايجاد حلول لكل الأزمات والحلول السياسية دائماً مقدمة على الأمنية وهذا في حد ذاته يؤكد أن الولاة المدنيين هم الأقدر على (حلحلة) هذا النوع من القضايا أما السلطات الأمنية فهي مسؤولة عن حفظ الأمن .

 

* في ظل هذه المتغيرات التي يشهدها الاقليم ماذا لو صدر أمر بإنهاء تكليفكم وتعيين ولاة عسكريين..؟
لا أعتقد أن هذا الأمر وارد لأن الولاة المدنيين هم بالأساس ثوار ومناضلين وسيعملون بجد لمعالجة الاشكالات المتواجدة.

 

كيف تنظر للصراع الحدودي المتجدد بمنطقة الفشقة مع الجارة أثيوبيا..؟
الصراع مع اثيوبيا هو بشكل أساسي حول صراع الاراضي الزراعية والحدود ليست بها مشكلة وهي مقسمة منذ العام 1902وليست بها صراع واضح ولكن الاثيوبيين لديهم حوجة للأراضي الزراعية، وكان هنالك تراخٍ خلال فترة النظام السابق لأسباب كثيرة فاقمت الأزمة وتسببت في الاشكالية الحالية، والآن كثير من المزارعين الاثيوبيين لديهم الآلاف من الأفدنة ويقومون بزراعتها ولكن من خلال الحوار والتفاهم بين حكومات البلدين نسعى لحل هذه الاشكالات الحدودية في اطار حسن الجوار.

 

*الأسبوع الماضي شهد عدداً من الضبطيات المهربة قرب الحدود ماهي مجهوداتكم للحد من التهريب..؟
فعلاً تم ضبط عدد 450 مسدساً في طريقها إلى الجارة اثيوبيا وزرنا رئاسة الشرطة وأشدنا بها ووجهنا ببذل المزيد للحد من التهريب سواء المخدرات أو الأسلحة لأن تجارة السلاح تساهم في عدم استقرار الحدود ويستخدمها المتفلتون من الجانب الاثيوبي لاحتلال الأراضي الزراعية وطرد المزارعين السودانيين.

 

*ماذا عن التشكيل الوزاري..؟
التشكيل الوزاري للولاية مرتبط بإجازة قانون الحكم المحلي ووضوح هيكل الحكم في الولاية وسنشرع بعد ذلك في التشكيل.

 

*كيف تنظر لمبادرة الخلاص الوطني التي تم طرحها في وقت ماضي لهيكلة الحرية والتغيير..؟
أي جهد يصب في عمل وإصلاح الفضاء السياسي العام ومقترحات في إطار تمتين وتقويم عمل قوى الحرية والتغيير مقبول.

 

*هناك أحاديث عن إمكانية عودة محلية ود الحليو لولاية القضارف..؟
لا أعلم بهذا الأمر ولكن أنا أعلم المشكلة قديمة لضم محلية ود الحليو لولاية كسلا.

 

* وردت بعض المعلومات للصحيفة بأن هنالك بعض الاشكالات في هيئة النظافة من ضعف للرواتب وتأخيرها..؟
هي حتى الآن تابعة للبلدية كإدارة من إداراتها ولكننا وجهنا بفصلها مستقلة وتقوم بدورها في إصحاح البيئة في المدينة وتستفيد من مواردها الذاتية، وكما تعمل للاستفادة من رسوم النفايات في المعاملات الحكومية.

 

* بما أنكم الآن جزء من الأجهزة التنفيذية كيف تنظر للعمل خلال الفترة الانتقالية..؟
نحن كولاة مدنيين الوقت غير كافي للتقييم ولكن بمرور ثلاثة أشهر سنبدأ في عمل تقييم للولايات ولكننا كولاة نتطلع لبذل جهد أكبر.

 

* رسالة لمواطني الولاية؟
أن نعمل جميعاً على ما يحقق وحدة النسيج الاجتماعي أن نلتف حول الأهداف التنموية بعيداً عن الالتفاف حول أشخاص، وأن يكون همنا جميعاً هو تنمية وتطوير ولاية القضارف والسودان .

 

حوار : عثمان الطاهر

   صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى