محمد عبد الماجد يكتب: حمدوك بين (خضرين)..الشيخ والشفيع!

(1)
] على صفحته في (الفيس بوك) كتب الممثل المصري محمد صبحي أمس ، بعد تسرب (العمر) من بين يديه وهو يضع صورته بملامح فاترة وشيء من الفلسفة والحكمة والحزن : (كنا بنقول امتى نخلص من المدرسة وواجب الحساب لكن طلعت الحياة أصعب بكتير من واجب الحساب !).
] عبارة صبحي اعادتنا الى تلك الايام – والتي كنا نحسب فيها ان كل (القسوة) تكمن في (الدراسة) ، وان أسوأ ما يمكن في الدنيا هو (الامتحان) – كان ذلك هو كل الهم.
] لنصدم كما صدم محمد صبحي في مقبل الايام بامتحانات اصعب في الحياة ، وصراع اقوى ، ودروس في الدنيا تحتاج للكثير لكي تستوعبها وتفهمها.
] والعبارة نفسها كنا نقولها ايام الحراك الثوري ، وكنا نحسب ان الاصعب هو اسقاط نظام الانقاذ – لنكتشف من بعد ان ما هو اصعب من ذلك هو ما بعد اسقاط حكومة البشير ، والبناء دائماً اصعب من الهدم.
] في السنوات الاخيرة لم نتفق على شيء مثلما اتفقنا على اسقاط نظام انقلاب 30 يونيو 1989م ، وأظن اننا لن نختلف على شيء مثل اختلافنا بعد ذلك في نظام الحكم وطريقته واختيار الوزراء والولاة والمجلس التشريعي.
] هناك الف شيء بعد اسقاط نظام الانقاذ لنختلف فيه – كل الاجسام التي اتفقت قبل ذلك على (تسقط بس) تختلف الآن على كيفية (ادارة الدولة وحكمها).
] اذا صدر أي قرار سوف تجد الناس اختلفوا حوله.
] الحكومة ليس عليها ان تصل الى سدرة (الاتفاقات) – هذا امر من المستحيلات – مطلوب من الحكومة ان تمضي وتسير في ظل كل هذه (الاختلافات).
(2)
] زادت التعقيدات لأن كل المكونات المشاركة في الثورة وفي الحكومة الانتقالية بعد ذلك مكونات (تشريعية) – لتبقى الجهة (التنفيذية) الوحيدة هي مجلس الوزراء.
] انظر الى كل هذه المكونات والهيئات بداية من الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية (قوى الحرية والتغيير) بمكوناتها الحزبية والمدنية المختلفة ، مروراً بمجلس (السيادة) الذي يبقى دوره (تشريفي) فقط ولا تخرج مهامه من (القبول او الرفض) ، ثم تأتي بعد ذلك المكونات الشعبية من (تجمع المهنيين) وحتى (لجان المقاومة) – كل هذه الاشياء تنحصر مهامها في جوانب (تشريعية) ، تنتظر افعالاً ونتائج كبيرة من جهة تنفيذية وحيدة ، وهي حكومة حمدوك.
] نضيف الى ذلك الاعلام الرسمي والافتراضي والذي ينصرف حول (الانتقادات) و (التنظير) ،الى جانب (شعب) بروحه الوثابة بحمل تطلعات وطموحات بدون أسقف، بعد ان عاش الكمد والكبت (30) عاماً.
] يحدث كل ذلك في وجود تيارات مضادة للثورة تحمل جينات (الدولة العميقة) وتتحرك بإمكانيات كبيرة وخبرات عريضة لإجهاض كل النجاحات التي يمكن ان تحدثها الثورة.
] اذا اردنا للثورة المجيدة النجاح، علينا ان نخلع (جلباب) التشريع والتنظير والآراء السالبة ونتجه لنكون في الركب (التنفيذي) للثورة.
] مرحلة (البناء) اكثر ما تحتاج له هو (العمل والفعل)، لا (الكلام والقول).
] من الصعب ان نخرج بشيء يمكن الاتفاق عليه في ظل المكونات المختلفة للثورة وللحكومة الانتقالية ايضاً.
] هذه المكونات هي فيما بينها تتصارع وتتنافس، لذلك يبقى من الصعب ان تتفق وتجتمع على شيء واحد.
(3)
] دار لغط كثير حول (مكتب) حمدوك و مجموعة (المزرعة) ، وبدا أن الجميع يبحث عن (مكانة) له في هذه المرحلة ، وينتظر ان يكون له (دور) وإلّا ذهب الى (تبخيس) كل ما يتم.
] العقلية السودانية تريد ان تكون جزءاً من كل شيء – ان فقدت الفرصة في أن يكون لها نصيب او دور من (الفعل) ذهبت للاتجاه الاخر ليكون لها نصيب ودور في (ردة الفعل).
] لهذا يبدو الصراع الآن حول (حمدوك) – كلهم يدورون حوله ، ويعملون لإبعاد كل من يمكن ان يكون (صد) او (عقبة) امامهم في الطريق الى (حمدوك).
] حقيقة الامر ان تلك (الحواضن) تتصارع حول ان تكون (حاضنة) لحمدوك نفسه وليس للحكومة الانتقالية.
] الامر احياناً لا يخرج من مسار (الغيرة) ، لذلك تفتقد تلك (الصراعات) للجانب الاخلاقي والمهني.
] حمدوك الآن يبدو منازعاً حسب تصوير الاخرين له بين (خضرين) ..الشيخ خضر والشفيع خضر ، وكلاهما او ثلاثتهم جاء من حاضنة (شيوعية) تلقى بظلالها عليهم وعلى غيرهم.
] دور (المستشار) في السودان بسبب عبث النظام البائد في ذلك المفهوم اختزله في (عشرة كوتشينة) او (لمة عشاء) – لذلك لم تستطع النخبة السياسية ان تخرج حمدوك من شلة (المكتب) او (المزرعة).
] حمدوك قال ان كل مستشاريه لا يتجاوز عددهم ثلاثة او اربعة ، بعكس ما يروج عن عددهم الذي قيل انه يتجاوز العشرة. في اخر خطاباته قال حمدوك ان مكتبه هو اصغر مكتب رئيس وزراء في المنطقة او في العالم.
] المشكلة الآن ليست في (الشيخ) ولا في (الشفيع) خضر (تربيع) – المشكلة الآن في الاخرين لأن كل فرد منهم يقوم بدور (المستشار) – انظروا لكل الاعمدة الصحفية سوف تجدوها عبارة عن (روشتات) لا توصف (الدواء) ولا تكشف حتى (الداء).
(4)
] بغم /
] حمدوك بين خضرين (الشيخ) و(الشفيع).
] مدد يا الله مدد.

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version