حوارات

ياسر عرمان: العمل المسلح بشكل صريح لم ينجز أي عملية ديمقراطية

إشاعات وعواصف كثيفة اكتنفت وصول وفد الجبهة الثورية إلى الخرطوم، وتترجمت بشكل أوضح عقب تسريبات بقرب التوصل لاتفاق سلام ينهي سنوات الدم والنار في السودان، فبرزت قائمة بأسماء قيادات الثورية في مناصب وزارية بعينها في المستويين السيادي والتنفيذي الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات بدعاوى المحاصصة.. (السوداني) التقت القيادي بالثورية ونائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان حول جملة من الاستفهامات المختلفة والحرجة.. فماذا قال؟

* مثلت نيرتتي للكثيرين إعادة إنتاج للثورة السودانية من خلال التضامن الواسع لكل أقاليم البلاد مع اعتصامها.. فما مدلول ذلك؟
نيرتتي في اعتقادي تحتاج إلى بحث أعمق، لأنها تعبر عن تطورات متعاظمة في الريف السوداني بدأت منذ لقاوة وسيكون لها آثار عميقة على العمل المسلح في الريف.. فالعمل المسلح في الريف باهظ التكاليف ومرهق، وظل يعاني دوماً من ابتعاده بشكل عضوي في الريف عن حركات المقاومة السلمية الديمقراطية في المدن ..

* وحالياً؟
حالياً حركات المقاومة في المدن قفزت نوعياً بثورة ديسمبر ووضعت شرطاً موضوعياً، فلو كان البشير موجوداً لأرسل سلاح الطيران لضرب المواطنين في نيرتتي، لكن الآن في ظل وجود حكومة ومناخ جديد تغيرت الشروط الموضوعية للعمل السلمي الديمقراطي في الريف، ونتيجة للتجارب الطويلة في العمل المسلح مقارنة بنتائج الاعتصام والمظاهرات السلمية وتحقيقها نتائج سريعة ، انتقلت هذه الظاهرة إلى الريف و ستخلق في المستقبل تغيرات جوهرية في العملية السياسية بقيام حركة حقوق مدنية سياسية ديمقراطية ثقافية واجتماعية تمتد من الريف إلى المدن، مما يغير قواعد اللعبة السياسية. وسيمكن من بناء سودان جديد مرتبط بارتباط الريف والمدينة..

* إذاً نيرتتي تمثل تعبيراً عملياً عن فكرة الكفر بالعمل العسكري؟
قضية نيرتتي يجب أن ينظر لها في بعدها الاستراتيجي وبعدها من قضية قديمة طرحت بمختلف الأشكال من زاوية العمل المسلح حيث كانت الحركات ترى أن الحروب في الريف مرهقة وأرادت نقلها إلى المدن، ولم تنجح المحاولة، فيما كانت حركات المقاومة السلمية في المدن تريد الوصول إلى الريف، وكانت هناك ضرورة لحدوث تلاحم بين العملين المسلح والسلمي.. بالتالي القفزة الجديدة هي إمكانية انتقال العمل السلمي نفسه من المدن إلى الريف، ومن ثم إذا أحسن استخدام هذه الفرصة ووجدت قيادة ذات رؤية واضحة لخلق شروط موضوعية لبناء سودان جديد فإن الحركات السلمية في الريف سيكون لها أبعاد استراتيجية.

* هل يعني ذلك أن نيرتتي تمثل نواة لحركة تطور الوعي بالحقوق المدنية السياسية أم أنها ترجمة بالفعل لذلك؟
ما يحدث هو نواة وتحول نوعي وجنيني في العملية السياسية والديمقراطية في المدن، وبالأصل منذ زمن تحدثنا عن قيام حركة حقوق مدنية سياسية ثقافية اجتماعية تمتد من الريف إلى المدينة، ،هذا هو النقص للحركة الجماهيرية لربط الوجدان السياسي بشكل موحد، كما أن التباين الاقتصادي والاجتماعي جعل سكان الريف لغياب أدوات مدنية يلجآون للعمل المسلح، كعمل موضوعي للتصدي لعنف الدولة.. هناك حالياً عودة في الريف وامتداد للحراك السلمي والديمقراطي هناك، وهذا هو الأهم وما يجب النظر إليه في مجرى العملية السياسية لما يحدث الآن في السودان.

* لكن ألا ترى أن التفاعل والحراك السلمي المطلبي الذي اكتنف مدن السودان يمكن أن يضعف الحكومة وهي أصلاً محاصرة بتحديات جسيمة وكبيرة؟
يمكن أن تضعفها ويمكن إذا لم نحسن التعامل معها أن ينهار السودان ، إذا لم تبادر الحكومة بطرح برنامج حقيقي لمعالجة كل التدهور المريع الذي حدث في الريف والمدن بسبب سياسات النظام البائد ونتيجة للغضب الجماهيري المتعاظم، كل ذلك يحتاج إلى قيادة سياسية ذات وعي وبرنامج سياسي واضح حتى لا تتم العملية بعيداً عن رؤية وعن برنامج وأولويات واضحة بعد إسقاط النظام، يجب الاستجابة للمطلب في الريف والمدن وتلبية الاحتياجات اليومية وإيقاف التدهور في الحياة المعيشية والمطالب المرتبطة بشعارات الثورة في حرية وسلام وعدالة، وهو ما يمثل برنامجاً متكاملاً..

* بالفعل هناك استجابة لهذه المطالب؟
صحيح لكن الاستجابة لهذه المطالب ليست بقدر الرغبة والحيوية والتطلع الجماهيري..

* اعتدادك بنتائج العمل السلمي الديمقراطي، هل يعني خلق قطيعة مع العمل المسلح؟
في اعتقادي أن العمل المسلح أدى واجبه، والعمل المسلح بشكل صريح لم ينجز أي عملية ديمقراطية في أفريقيا كلها لا انجولا ولا موزمبيق ولا ناميبيا ولا في ارتريا أو اثيوبيا أو رواندا ولا جنوب السودان.. في المقابل أثبتت حركات اللاعنف والسلمية استطاعتها إقامة مجتمعات سلمية مدنية رغم أن ذلك تكتنفه أيضاً محاذير، حيث أن عدم التعامل مع الأوضاع المعقدة والترتيبات الأمنية بشكل دقيق ربما يقود إلى نموذج مثل الصومال وليبيا والعراق وغيرها، هذه قضايا معقدة للغاية. تحتاج إلى قيادة ورؤية وتحديد أولويات صحيحة.

* طالما تقرون بأن العمل المسلح لم ينجز شيئاً فلما تحاوركم الحكومة.. وهو تساؤل يقول به الشارع والكثير من النخب؟
بالطبع هذه رؤية تبسيطية، لأن حروب الريف ليست رغبة من قادة الحركات المسلح بل هي إفراز موضوعي لعنف الدولة، في ظل قضايا حقيقية بالريف ترتبط بالوجود نفسه كمواطن، فضلاً عن الاعتداء على الأراضي والثقافة والهوية والثروات في ريف السودان، واستخدام العنف ضد المناطق الريفية من قبل الدولة.. بالتالي العمل المسلح رد فعل على عنف الدولة وليس العكس، والعمل المسلح لن ينتهي إلا بالاستجابة للقضايا الحياتية والقضايا التي تتعلق بالحقوق الطبيعية من ضمنها حق الحياة والمواطنة بلا تمييز. وأكبر قضية في السودان هي قضية المواطنة بلا تمييز ، لذا فإن العمل المسلح ليس رغبة من أحد..

* وكيف يمكن أن ينتهي العمل المسلح في تقديرك؟
انهاؤه ليس بهذه البساطة بل عبر الاستجابة لخلق مجتمع جديد وسودان جديد يستجيب للحقوق الطبيعية التي يطالب بها المواطنون في الريف والاعتراف بحق الآخرين في أن يكونوا آخرين..

* تحدثت عن مخاوفك من نماذج صومالية أو عراقية أو ليبية، ما الذي يدفعك لذلك في ظل مراهنة كاملة على وعي الشعب السوداني طيلة الفترة الماضية؟
القضية ليست وعياً، بل معرفة أن الحركة السياسية السودانية هشة منذ الاستقلال ويضاف إلى ذلك هشاشة الدولة نفسها.. النظام السابق نظام فاشي خلق دولة موازية وأنهى الدولة التي كانت مؤسساتها بقدر ما يجب أن تكون مهنية.. والآن سيس كل أجهزة الدولة لحزب سياسي وحيد امتلك السلاح والمال والإعلام وأجهزة الدولة.. الدولة السودانية إلى حد ما كانت قادرة على تحمل هشاشة الحركة السياسية، أما في الوضع الحالي فإن هناك هشاشة في الحياة السياسية وهشاشة في الدولة وأجهزتها وهو ما يشكل خطراً..

* ألا ترى أنكم سبباً في ذلك الخطر من خلال تأخيركم الوصول إلى اتفاق سلام يتيح لكم إكمال الترتيبات الأمنية بما يوفر للحكومة المدنية نفسها الحماية؟
نحن لسنا جزءا من أجهزة الدولة في المقام الأول وعدم الوصول إلى سلام بسرعة نتيجة لتعقيدات بعضها موضوعي وبعضها ذاتي.. حكومة الثورة كانت مطالبة أن تعلن إعلاناً واضحاً بإنهاء الحرب والتهميش في السودان، ووضع دولة المواطنة بلا تمييز في مقدمة الأولويات والأجندة.. الحكومة والثورة تركزان على توزيع السلطة فقط، وأكثر الرافضين للمحاصصات هم أنفسهم أكبر المحاصصين في هذه البلاد.. وهي قضية معلومة ومفهومة، لذلك الحديث بهذه الطريقة خلط للأوراق، فالحركات المسلحة قضاياها أكبر وأقدم وأعمق من التغيير الذي حدث، فهي تسعى لدولة مواطنة، وتسعى لترتيبات أمنية جديدة ووضعية عادلة لقضايا الأرض والثروة، وليست مثل قوى أخرى يمكن أن تشارك فقط بالأشكال القديمة.. الحركات المسلحة أيضاً تتوكأ على عصا العمل المسلح ولا يمكن أن تقذف بهذه العصا التي حملتها سنوات طويلة دون ترتيبات ، فالترتيبات مهمة .

* ما أقصده أن تعنتكم في الترتيبات الأمنية ساهم في تأخير السلام الذي كان يتيح مشاركتكم في إعادة خلق مؤسسات نظامية قومية تؤمن للحكومة أجهزة إلزام وعقاب يمنحها الهيبة اللازمة؟
لم تكن هناك خطة واضحة ولم تتم معالجة القضايا بشكل صحيح.. ذهبنا إلى اديس ابابا وجاءت الوثيقة الدستورية ولم يكن فيها أي شيء عن السلام. وما ورد نحن الذين وضعناه في أديس ابابا، لذلك اعتقد أن الثورة فاجأت كل القوى السياسية ولم يكن لها تصور واضح قبل اكتمال الثورة.. لذا الحركات المسلحة ليست الابن العاق والطرف المسؤول عما يحدث..

* انتقلتم من أديس أبابا إلى القاهرة إلى جوبا.. ما مدلول أن يأتي السلام محمولاً عبر وساطة جنوبية؟
نحن كحركة كنا نصر على أن يكون التفاوض في جنوب السودان، باعتبار أن دولة الجنوب والسودان تربطهما وشائج كبيرة وعظيمة ومصالح ومستقبل استراتيجي ، لذا يجب أخذ الوساطة الجنوبية بجدية والتفاوض في الجنوب بجدية لتطوير العلاقات بين الدولتين والوصول إلى اتحاد بينهما في ظل سيادة كل منهما لا تهيمن فيه إحداهما على الأخرى. ونستعيد قدر من الوحدة بين دولتين ذات سيادة مثلما يحدث في أوروبا كالاتحاد الأوروبي.

* هل هذا يعني أنك تطرح تحالفا كونفيدراليا بين الدولتين؟
التسميات يختارها الناس، ما يهمني الاتحاد بينهما مثلما بين فرنسا وألمانيا ومثل اسبانيا وهولندا ، هناك اتحاد يوفر علاقة استراتيجية بين دولتين، هذا عمل كبير يحتاج إلى تطوير العملية السياسية بين البلدين

* حالياً تقتربون من التوقيع، وهناك أحاديث عن مناصب.. فمن حيث المبدأ ما رأيك في تمسككم تفاوضياً بالمناصب؟
أولاً نعتقد أننا على وشك التوقيع على اتفاق سلام، مالم تحدث مفاجأة وعرقلة لما نقوم به.. هناك قوى معادية للسلام موجودة، سواء قوى النظام القديم أو غيرها.. وبالنسبة لي ذكرت مراراً وتكراراً أننا أتينا قبل اليوم بعد حرب طويلة ورفضت أي منصب سياسي ووزاري، فالحقيقة أنني الزمت نفسي بعدم قبول أي منصب لأنني لم أعمل لذلك، بل عملت من أجل مشروع ديمقراطي للتغيير، وأود أن أساهم بالقدر الذي استطيع في تطوير الحياة السياسية بالوصول إلى مشتركات بين القوى السياسية الراغبة في التغيير لصالح الدولة المدنية، وأنا ملتزم بذلك. بالتالي طرح ذلك سواء من أناس ذوي نوايا حسنة أو من أناس ذوي نوايا سيئة لا يؤثر، فأنا رأيي معروف أنا لا أبحث عن منصب أو سلطة، ولو أردتها لحصلت عليها قبل ذلك، سابقاً الرئيس سلفاكير عرض علي 5 وزارات بما في ذلك الخارجية التي يتحدثون عنها أو مجلس الوزراء واعتذرت عن ذلك، ولا يوجد أي سبب يدعوني للقبول الآن.

* تتحدث عن أنك رجل مشروع، ومشروع السودان الجديد طرح عفوياً في ميدان الاعتصام، فهل ترى أنه يمكن تنزيل مفردات هذا المشروع في ظل تباين الوعي بمفرداته إن لم يكن معدوماً؟
طرح شعار السودان الجديد ليس عفوياً ولم يكن عدم وعي بل بوعي كامل، وأصبح اللغة السياسية، ودعنا من الطبقة السياسية فهي في أزمة نفسها، لكن الثورة نفسها طرحت أسئلة ضد السودان القديم ، وكل الثورة لا ترغب في السودان القديم. السودان الجديد ليس لدينا فيلماً وثائقياً ليقول إن ذلك يعني السودان الجديد، بل المشروع يعتمد على تفاعل قوى جماهيرية واسعة وقوى اجتماعية جديدة تأتي بالسودان الجديد.. كل ذلك يدل على أن فكر الدكتور قرنق ما يزال حاضراً وموجوداً بقوة في الساحة السياسية وحتى في ساحة الاعتصام، فحينما ذهبت إلى الساحة شاهدت العديد من الصور وكانت صور جون قرنق في ميدان الاعتصام، إذ إنه ما يزال ثروة قومية للتوحيد بين السودانيين وهو صناعة وطنية بالكامل مثله مثل الثورة المهدية، ويحمل دلالات عميقة لمستقبل السودانيين بل وافريقيا وعربياً وانسانياً .. وحالياً فإن ذات الأسئلة المطروحة في أمريكا هي ذات الأسئلة التي نحاول الإجابة عليها.. قضية جورج فلويد طرحت قضية المواطنة بشكل عالمي..

* برغم أن الحكومة حكومة ثورة ومحاصرة بالكثير من التحديات وحلفاء يعيشون أزمة حقيقة، إلا أن الملاحظ أنك مغلق على مشروع السودان الجديد بلا أي مساهمة مع الشركاء لصالح إنجاح الفترة الانتقالية؟
لا اعتقد ذلك ولي مساهمتي بتواضع شديد، فأنا لدي تجربة مختلفة لأنني ذهبت إلى العمل المسلح من الحركة الجماهيرية بعد أن قضيت 8 سنوات فيها، ووعي في البداية تشكل هناك، و ذهبت إلى العمل المسلح من هذه الخلفية.. وتوفرت لي أفضل ما في التجربتين، كنت دائماً وما أزال أرى بعينين عين على العمل السلمي الجماهيري وعين على العمل المسلح، واعتقد أنني أربط بينهما، لكنني أمضيت 34 عاماً في المسلح لا يمكن أن أترك ما أقوم به في عملية هروب إلى الأمام، أريد أن أنهي مهمتي في العمل المسلح و انتقل انتقالاً سلساً إلى المطلوب في العمل الجماهيري.. واتجه بكلياتي إلى العمل الجماهيري ولن أعود إلى العمل المسلح، وأوردت ذلك في ورقة نحو ميلاد ثاني لرؤية السودان الجديد نحو التحرر الوطني في عالم اليوم..

* اتحدث عن مساهماتكم كشركاء في ظل وجود حكومة تغرق حالياً؟
لدي مساهمة متواضعة ولا أدعي القدرة أو الحكمة لكنني سأساهم مع الآخرين، وأتيت في فترة سابقة إبان فترة الاعتصام، بمنطق أن لدينا واجب في الإسهام ووعي بأهمية الإسهام للحركة الجماهيرية وتوفير ما نستطيع من إمكانات جمعية لنعمل مع بعضنا.. وتم اعتقالي.. اليوم تتاح فرصة جديدة، وربما تكون هذه الزيارة قبل الأخيرة لأن آتي بشكل نهائي إلى الخرطوم وأعمل مع الآخرين، وأقدم ما لدي واستمع لهم لأننا في مرحلة عصيبة تحتاج إلى تجديد الفكر السياسي ونحتاج إلى مرحلة تأسيس جديدة، وشراكة جديدة وبرامج عمل واضحة تحتاج إلى إنتاجها عبر جميع الفاعلين في الحياة السياسية والمجتمع المدني.

* تحدثت عن مفاجآت غير متوقعة ربما تنسف السلام .. من تقصد؟
قوى النظام البائد وآخرون يفكرون مثل النظام البائد ، حتى ولو لم يكونوا منهم، فهناك من يفتح النار في كل الاتجاهات.

* في ظل الضعف الإعلامي وحملات التشويه لمخرجات العملية السلمية، هل يمكن التبشير بالسلام؟
بالطبع هناك خلل في السؤال.. الشارع السوداني والشهداء قبل الأحياء هتفوا حرية سلام وعدالة ، وهو ركن من أركان الثورة، الشارع تم تغييب لإرادته وتشويه وتغبيش لعملية السلام وتم خلق رواية للسلام بغير ما يجري وكل ذلك ممن يركزون على قضية السلطة ولا يرغبون في السلام .

 

* كنت أحد أعداء العسكريين بحكم مطالبتك بإعادة تشكيل الجيش ، هل تظن أن ذات الطرف حريص للوصول معك إلى سلام؟
نحن رؤيتنا للجيش السوداني قديمة، الجيش ليس كتلة صماء هناك قوة وطنية موجودة منذ العام 1924م بداخله، كما أن قادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي هم أنفسهم معظمهم كانوا من القوات المسلحة السودانية ، إذا لم تكن بداخلها قوة وطنية فكيف خرج قرنق وغيره منهم.. هذا حديث يشوبه الغلط، القوات المسلحة تم عمل كبير من الإسلاميين لتسييسها بل لقتلها ومحوها وطمس ذاكرتها، وحتى ضباط الجيش الذين كانت لهم صولات وجولات تم إخفاء سيرتهم ومسيرتهم وتم التركيز على منسوبي الدفاع الشعبي والميل 40 وعلى المرتبطين بالتوجه السابق، ونحن نقول حالياً القوات المسلحة تحتاج إلى عقيدة عسكرية جديدة وضرورة أن تعكس التنوع وأن تخرج عن حرب الريف للدفاع عن المصالح الوطنية العليا للسودان.

حوار: عمرو شعبان
صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى