تحقيقات وتقارير

تهريب الأسلحة … انهيار الأمن والاستقرار!!

تهريب الأسلحة واحدة من المهددات الأمنية التي تطيح باستقرار الدول ، لأنها تسهم بصورة كبيرة في انتشار السلاح والذي يمكن القول إنه أصبح في أيدي كثير من المواطنين مثل الألعاب النارية !! وبين الفينة والأخرى تطالعنا الصحف بخبر مفاده إحباط محاولة تهريب أسلحة ، فهل أصبح السودان معبرآ لتهريب الأسلحة خاصة في ظل الحدود المفتوحة على مجموعة من الدول ؟ وهل يمكن القول إن إتساع رقعة الحدود ساعد في انتشار هذه الظاهرة؟ بعض وجهات النظر حول هذا الموضوع نستعرضها في المساحة التالية…

تجارة الأسلحة!!

في كثير من المناسبات والأفراح أعتاد البعض على التعبير عن فرحتهم بإطلاق عشوائي للرصاص الحي نتج عنه سقوط عدد كبير من الضحايا دون وجود أي عقوبات رادعة لوقف هذه الظاهرة ، وقد حملت الصحف في الفترة الأخيرة السابقة أخبارآ مفادها ضبط كميات من الأسلحة والذخائر المهربة ، ويمكن القول إن تجارة الأسلحة تسهم بصورة كبيرة في هذا الجانب ، وتجارة الأسلحة هى بيع وشراء وتهريب الأسلحة غير المرخصة ، ومن الصعب تقدير القيمة الإجمالية لسوق الأسلحة غير المشروعة ، لكنها تقدر بمليارات الدولارات . خبير أمني (فضل حجب اسمه) تحدث إلينا حول هذا الموضوع وقال إن الأسلحة التي دخلت السودان ليست وليدة اللحظة ومنذ الحروب الأهلية في دول الجوار ، هذا إلى جانب الحرب الطويلة بين الشمال والجنوب سابقآ والذي انفصل حاليآ ليصبح دولة جنوب السودان ، ومن الحقائق التي لابد من ذكرها أن القوى الدولية لها دور كبير في تفشي وانتشار الأسلحة في الدول . وفي العهد البائد تسربت الأسلحة إلى ولايات السودان مثل دارفور التي شهدت حروبآ أهلية ، وقد استخدم السلاح في النهب المسلح وقطع الطرق وحتى التعديات بين القبائل ، كما أن عدم استقرار الأوضاع له أثر في دخول السلاح ، ويجب أن تكون التحريات دقيقة لأن الحدود مفتوحة ، ويمكن أن يسهم المواطن في الكشف عن هذه التجاوزات .

نقاط مراقبة!!

لا يمر أسبوع في الفترة الفائتة إلا ونطالع في الصحف خبرآ عن إحباط عمليات تهريب الأسلحة والدليل على صحة ذلك هو الخبر الذي ورد خلال هذا الأسبوع أن الشرطة الأمنية بولاية القضارف أحبطت عملية تهريب أسلحة بالحدود الشرقية، حيث ضبطت مجموعة من عناصر الشرطة الأمنية نحو (13) كرتونة داخل عربة دفع رباعي بداخلها عدد (468) قطعة سلاح (مسدس) تركي الصنع في محلية القريشة بالشريط الحدودي كانت في طريقها إلى إحدى دول الجوار. وتم تدوين بلاغات بالقسم الأوسط بالرقم (965) . وأكد اللواء شرطة حقوقي صابر الله جابو فضل السيد، مدير شرطة ولاية القضارف، حرص الشرطة على بسط الأمن والتصدي للمخربين وضعاف النفوس لممارسة تجارة السلاح وتهريب البشر، مبيناً أن الشرطة قامت بإنشاء نقاط مراقبة حدودية وارتكازات للحد من الجرائم العابرة. في نفس الإطار أبان المقدم شرطة حقوقي / خضر الأمين مدير إدارة الشرطة الأمنية بولاية القضارف في تصريح (للمكتب الصحفى للشرطة ) أن الضبطية تأتى فى إطار الخطط الموضوعة للحد من الجرائم ومحاولات تهريب الأسلحة عبر الولايات ، مشيرآ إلى توفر معلومات لإدارته عن شبكة إجرامية تقوم بتهريب الطبنجات عبر الحدود بمحلية القريشة

مهدداً للاقتصاد!!

بلاشك أن الإقتصاد هو العمود الفقري لأي دولة كما أنه يتأثر بما يحدث فيها خاصة على مستوى الأمن والاستقرار ، وبناء على ذلك تحدثنا إلى خبراء الاقتصاد لمعرفة الآثار السالبة التي يمكن أن تطال اقتصاد الدولة عند تهريب الأسلحة حيث أوضح د. محمد الناير أن تهريب الأسلحة ذات أثر كبير جدآ على اقتصاد الدولة وهناك تهريب لأغراض داخلية وتهريب لأغراض خارجية عبر السودان الذي يبذل جهدآ كبيرآ لمكافحة هذه المشكلة ، ويحتاج إلى مساندة دولية لأن تهريب الأسلحة لا يقل خطورة عن تهريب البشر ، والسودان يجب أن يكون على قدر من القوة لأن التهريب الداخلي يحدث إشكالات داخلية في الاقتصاد ، خاصة أنه قد يكون له أغراض مثل تهديد الأمن ، كما أن التجارة بالسلاح لها محددات وليس مسموح لأي شخص داخل الدولة أن يمتلك سلاحآ حتى ولو قطعة واحدة إلا إذا كان بترخيص من قبل الدولة ، وإذا كان تهريب الأسلحة يؤدي إلى زعزعة الأمن الداخلي فإنه بلا شك يؤثر كثيرآ على اقتصاد الدولة لأنها تسعى لإعادة الأمن بمبالغ طائلة تنعكس آثارها سلبآ على الاقتصاد .

رسالة مزعجة!!

أهل السياسة لهم وجهة نظر لا يمكن تجاوزها حول هذا الموضوع ومن حركة الإصلاح الآن تحدثنا إلى الدكتور أسامة توفيق والذي أكد أن تهريب الأسلحة رسالة مزعجة ولا تقل خطورة عن تهريب المخدرات ، وعندما يصدر الأمر عن الجهات المختصة فهذا معناه أن هذه هى الكمية المكتشفة من السلاح المهرب فما هى الكمية التي لم يتم اكتشافها ، وهذا معناه أن الخرطوم تنوم فوق صفيح ساخن من سلاح ومخدرات وغيرها ، وبالتأكيد هناك جهات لها أهداف من وصول السلاح لولاية الخرطوم في هذه الفترة ، وهناك سؤال يفرض نفسه وهو ما مصير الذين يتم القبض عليهم وهم يهربون الأسلحة ؟ لأننا نشعر أن هناك ضبابية في هذا الأمر خاصة أن هذا سلاح ومعروف مدى خطورته . وعمومآ تمليك الأسلحة للمواطنين كارثة كبيرة وإذا افتقر الإنسان للطعام والأمن فإن ذلك من موجبات عدم الطاعة للحاكم .

تحقيق : ندى بدر
  صحيفة الوطن

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى